الوقت- بث تنظيم داعش، تسجيلاً صوتياً للمفاوضات التي حصلت حول الإفراج عن الطاير الأردني معاذ الكساسبة. ويظهر التسجيل الدور الذي لعبه أحد أهم منظري التنظيم، الأردني عاصم البرقاوي الملقب بـ"أبي محمد المقدسي"، في الوساطة للإفراج عن الطيار الأردني والذي أحرق بطريقة وحشية حتى الموت .
وحمل التسجيل عنوان "كسر الصنم"، حيث تضمن تهجماً على المقدسي، حين اتهم بالعمالة للمخابرات الأردنية والأميركية، ولخّص الفيديو تطور المقدسي الأخير "من مثبط عن الجهاد وداعية إلى القعود.. إلى محارب لمشروع الخلافة الإسلامية"، في ما يعتبر خطة ممنهجة من قبل داعش لتدمير مكانة المنظر في صفوف المسلحين الذين كانت الفتاوى الصادرة عنه محفزاً لجهادهم .
وتكشف الرسائل الصوتية، التي تبادلها المقدسي مع أحد القادة الشرعيين في التنظيم أبو محمد العدناني أن المفاوضات الفعلية بين المقدسي والتنظيم انطلقت تقريباً في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي .
كما يكشف التسجيل أن السلطات الأردنية أطلقت سراح المقدسي قبل بث داعش فيديو حرق الكساسبة، وليس بعده. وأعلنت السلطات الأردنية الإفراج عن المقدسي في 5 فبراير/ شباط الجاري، بعد أشهر من اعتقاله من دون محاكمة، على خلفية تصريحات بثها على موقع "منبر الجهاد والتوحيد" يصف فيها غارات التحالف الدولي على تنظيم "داعش"، بأنها "حرب صليبية"، ويصف فيها الجيوش العربية المشاركة في التحالف بـ "الجيوش المرتدة ".
وبحسب التسجيل فإن المقدسي كُلف رسمياً من قبل دائرة المخابرات الأردنية للتفاوض مع داعش، حاملاً ضمانات بالإفراج عن العراقية المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي التي نفذ فيها الحكم بعد يوم واحد من فيديو حرق الكساسبة، وفي التسجيل يحمل المقدسي التنظيم المسؤولية عن حياة الريشاوي بعد أن "أصبح مفتاحها في أيديكم"، كما يقول، قاصداً أسر الطيار الكساسبة، ومشدداً في أكثر من رسالة صوتية على أنه يتفاوض من أجل ساجدة وليس الطيار، ومحرضاً على قبول الوساطة حتى لا يخسر التنظيم أنصاره في الأردن في حال فوت الفرصة.