الوقت- قالت وسائل الإعلام التركية إن الداعية فتح الله غولن، المنفي طوعا الى امريكا والمقيم فيها، يدعي أنه المهدي المنتظر.
وفي هذا السياق ذكر الكاتب "حسين كولرجه" في جريدة "استار التركية"، والذي كان في السابق من أكثر المقربين من الداعية غولن، وبات فيما بعد من أشد المعارضين لسياسته، وخلال مقابلة له مع قناة "سي ان ان ترك"،أنه سمع من لسان الداعية غولن أنه يعتبر نفسه "انسان صالح ومختار من قبل الله تعالى" وأنه المهدي المنتظر للبشرية. وأضاف الكاتب كولرجه: يتم غسيل أدمغة الأطفال والمراهقين في مدارس غولن، وتلقينهم أن الداعية هو المهدي المنتظر.
الإعلام التركي: إدعاء المهدوية
وأعاد "كولرجه" للأذهان لقاء لاعب كرة القدم السابق “هاكان شوكور” المقرب من "فتح الله غولن"، والذي عيّن نائبا في البرلمان عن حزب العدالة و التنمية بزعامة "أردوغان"، في “18” حزيران 2011 لكنه تحول إلى نائب مستقل في 2013 بسبب معارضته لحملة أردوغان على حركة غولن.
وقال الكاتب التركي كولرجه؛ بعد أن انتشر فيديو منذ ثلاث سنوات ظهر فيه غولن ممتعضا من الحزب التركي الحاكم ومن اردوغان، وبروز العديد من الخلافات بين حركة الخدمة (فتح غولن) وحزب العدالة والتنمية، وبعد إغلاق العديد من المدارس التابعة لغولن في تركيا، توجه اللاعب التركي هاكان شوكور الى أمريكا لمقابلة الداعية غولن. ويطرح شوكور العديد من الأسئلة على غولن وبالأحرى سبب إبعاده عن تركيا، ليرد على هذه التساؤلات غولن قائلا: لست أنا من ينطق بهذه الكلمات والذي يقدم على هذه التصرفات، هذا الكلام ينهال على لساني من مكان آخر.
ومن ثم أضاف كولرجه: لماذا يقول غولن أنه ليس هو من ينطق بهذه الكلمات. والسبب هو أن غولن أخبرني عدة مرات بأنه هو المهدي المنتظر. حتى أنه صارحني بكل جرأة (غولن) أنه تم منحه هذا الشرف خلال حضور الرسول محمد (ص).
وتابع كولرجه: في أحد المرات توجهت الى أمريكا للقاء غولن، ومن بعدها الى بنسيلفانيا (شرق أمريكا). وأبديت فرحة عارمة لافتتاح غولن مدارس له في امريكا، وقلت لغولن مهنئا كم هو جيد أنك أتيت الى أمريكا. ولكن غولن أجابني قائلا: لقد كنت منذ طفولتي المشرف على هذا العمل. واستطرد كولرجه بأن غولن قد قال له عدة مرّات بأنه الانسان المختار من قبل الله.
ومنذ بضعة أيام أيضا نشر الكاتب حسين كولرجه، مقالا في جريدة "استار تركية" بعنوان "غولن ليس المهدي" موضوحا حقيقة ماشاهده وماعلمه من لقاءاته مع هذا الداعية: منذ البداية كان يعتقد غولن أنه المهدي المنتظر، وأنه وبعناية إلهية تم اختياره لينفذ أوامر الله. وخلال مدة طويلة ملأ رؤوس أتباعه بهذه القناعات، وجعلهم يؤمنون بأنه الانسان الموعود.
وخلال هذه الأيام وبعد فشل الإنقلاب التركي، كثف الإعلام التركي المناهض للإنقلاب من هجماته على غولن.
تركيا بدأت تطالب الولايات المتحدة بعد اتهام غولن بتدبير الإنقلاب الفاشل، بتسليمها من تتهمه بالتحرض على الانقلاب، وجاء الطلب على لسان رئيس وزرائها، بن علي يلدرم، وهي مطالبة قديمة سبق أن وجهها الرئيس رجب طيب أردوغان بأن تعمل الولايات المتحدة على تسليم تركيا الداعية فتح الله غولن، المتزعم بنظرها "منظمة إرهابية" وتتهمه الآن بأنه وراء الانقلاب الفاشل.
وقد ذكر رئيس الوزراء التركي أن محاولة الانقلاب "خطة محدودة من قبل مجموعة عسكرية أو "عصابة" مرتبطة بمنظّمة فتح الله غولن الإرهابية (بحسب مايطلق عليها في تركيا)، وأن الدولة التي تقف في وجه تسليمه لن تكون صديقة، مجددا ما سبق لأردوغان أن أعلنه في أبريل 2014 من أن حكومته ستباشر الإجراءات الرامية لتسليمها غولن من الولايات المتحدة، والذي يتهمه بالتآمر ضده، كما نقلت محطة "إن تي في" الإخبارية التركية ذلك الوقت.
وفي ذات السياق، قال وزير العدل التركي بكير بوزداغ: إن هناك معلومات عن احتمال هروب رجل الدين فتح الله غولن من أمريكا إلى أستراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب أفريقيا أو مصر.
وأكد وزير العدل في لقاء تلفزيوني مع قناة "الخبر" التركية، على أن بلاده قدمت 4 ملفات إلى واشنطن تحثها على توقيف المعارض عبد الفتاح غولن وإعادته إلى تركيا، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكان أبدوا استعدادهم للتعاون في هذا الإطار.
وأشار بوزداغ إلى أن غولن يدعو واشنطن إلى عدم تسليمه لتركيا، رغم أن ضلوعه في محاولة الإنقلاب واضح جدا، حيث حاول غولن بث الحماسة في نفوس الانقلابيين في خطابه الأخير، داعيا إياهم للصمود ومتوعدا بأن التاريخ سيسجل أسماءهم.