الوقت- يبدوا أن فضيحة سجن غوانتنامو الأمريكية ليست الوحيدة التي انتهكت فيها حقوق الإنسان من قبل دول أجنبية تنصب نفسها رقيباً عالمياً على تطبيق حقوق الإنسان و الحفاظ عليها، و مسلسل هذه الفضائح نراه اليوم يعصف بالشارع الأسترالي المذهول من هول ما كُشف في تفاصيل هذه الفضيحة..
تحقيق تلفزيوني يفضح المستور
بثت هيئة الإذاعة الأسترالية "إيه بي سي" مساء الإثنين في برنامج "4 كورنرز" فيديو صادم يظهر تعرض الأطفال المحتجزين للرش بغازات مسيلة للدموع، ومن بين الصور الصادمة التي كانت لمراهق أسترالي يتم تقييده في كرسي وتجريده من ملابسه وتغطية رأسه.
و قد عُرف لاحقاً أن المراهق هو "ديلان فولر" و يبلغ من العمر 17 عاما، و كان محتجزا داخل مركز، بعد تهديده بالانتحار وقتما كان في سجن للبالغين، وعانى "ديلان" من انتهاكات عديدة خلال فترة 5 سنوات بدءا من أكتوبر 2010، و كان "ديلان" أحد 6 صبية يتم وضعهم في زنازين انفرادية داخل مركز الاحتجاز، وتعريضهم لغاز مسيل للدموع.
وحصل البرنامج الذي بثته الإذاعة على لقطات من داخل المركز ترجع إلى عام 2014، وكذلك لقطات في 2015 و ذلك من سجنBerrimah للبالغين، والذي حل محل مركز "دون ديل"، و تم وضع المراهقين في جناح معزول يعرف باسم "وحدة الإدارة السلوكية" BMU يحبسون فيها داخل زنازين صغيرة لمدة 24 ساعة يوميا، دون ماء جارٍ، وقليل من الضوء الطبيعي.
وتظهر بعض لقطات الفيديو الفتى وهو يتلقى أوامر من الحراس بالرجوع للوراء إلى زنزانة العزل، قبل أن يسألوه لماذا نُقلت مرتبته بعيدا، ويسمع صوت رجال أمن داخل السجن وهم يقولون إن فولر أساء التصرف.
صورة من لقطة لمراهق داخل مركز الاحتجاز يتعرض لسوء معاملة
وكما هو ظاهر تم تقييد "فولر" في الكرسي من كاحليه ومعصميه وكتفيه ورقبته مع تغطية رأسه لضمان عدم بصقه عليهمن قبل أن يترك هكذا لمدة ساعتين، وعندما عاد الحراس، و كان المراهق ما زال على وضعه هذا.
واتهم "فولر" منذ أن كان في سن الحادية عشرة بالسطو المسلح والاعتداء الخطير، ويحتجز حاليا في سجن داروين للبالغين، ويدعي محاموه أنه يتعرض لاعتداءات وانتهاكات مستمرة، وفي لقطة أخرى يظهر "فولر" وهو يضرب ويجرد من ثيابه ويرسل إلى زنزانة انفرادية.
البرنامج كشف أيضا لقطات لاستعمال الغاز المسيل للدموع، والذي وصفته وسائل الإعلام آنذاك بأنه رد على أعمال شغب.
صورة مراهق يتم تجريده من ثيابه
وزعمت تقارير سابقة أن الصبية حاولوا الهروب من زنازينهم، وكانوا يهددون العاملين.
صورة تكشف مراهقا يتم إعادته إلى مركز احتجاز دون ديل مع تغطية رأسه
خطوات حكومية و رسمية لتدارك الفضيحة
بعد فضيحة السجون التي عصفت بأستراليا ما كان من السلطات الرسمية إلا أن تسعى لتدارك الأمور قبل ان تخرج من أيديهم، اذ أمر رئيس الوزراء الأسترالي "مالكولم تيرنبول" بتشكيل لجنة تحقيق ملكية حول سوء معاملة مراهقين في مركز احتجاز أحداث بالإقليم الشمالي، وقال "تيرنبول" في تصريح له "مثل كافة الأستراليين، شعرت بالصدمة، من اللقطات وطريقة التعامل مع الأطفال".
كما أشار "تيرنبول" إلى أنه تحدث مع المدعي العام الفيدرالي "جورج برانديس"، ورئيس حكومة الإقليم الشمالي "آدم جايلز"، ووزير شؤون الأستراليين الأصليين "نيجل سكوليون"، ومفوضة حقوق الإنسان "جيليان تريجز" واتفقوا جميعا على ضرورة إجراء تحقيق عاجل.
و أكد قائلاً: "سنشكل لجنة ملكية للتحقيق في الأحداث في مركز الاحتجاز، نريد أن نعرف كيف حدث ذلك، والدروس التي يمكن استخلاصه، ولماذا"، و وصف الوضع في مركز احتجاز "دون ديل" في داروين بالصادم، وأضاف: "بوضوح، تعرض العديد من المراهقين لسوء معاملة، و من المهم لأي تحقيق أن يركز بؤرته على هدف معين".
و قالت وسائل إعلام ان اللجنة الملكية ستركز على مركز الاحتجاز المذكور، ولن تمد نطاق تحقيقها إلى مراكز أخرى بحسب رئيس وزراء أستراليا.
من جهة أخرى قال "آدم جايلز" رئيس حكومة الإقليم الشمالي إنه شعر بالاشمئزاز تجاه ما شاهده في البرنامج، مشيرا إلى اعتزامه أخذ المشورة حول تشكيل لجنة تحقيق ملكية.
هذا و قال رئيس اللجنة الأسترالية لحقوق الإنسان "جيليان تريجس" إن التحقيق أظهر أن هناك حاجة إلى التحقيق في مراكز احتجاز الأحداث.
