الوقت- تستمر تدهور الاوضاع في البحرين مما ينذر بحصول مأساة كبيرة في هذا البلد، فالسلطات البحرانية تواصل محاصرة بيت سماحة اية الله الشيخ عيسى قاسم بقصد محاكمته بعد قرار اسقاط الجنسية البحرينية عنه مع ان امتلاكه الجنسية هو من اوضح حقوقه كمواطن بحريني شارك في وضع الدستور شخصيا.
كما عمدت هذه السلطات الى احتجاز العلامة الشيخ محمد صنقور امام اكبر صلاة جمعة في البحرين حيث تم توجيه التهم له ببث الكراهية للنظام والاصرار على اقامة صلاة الجمعة، وقد اشارت بعض الاخبار الى اطلاق سراحه لاحقا. كما عمدت السلطات الى احتجاز وسجن عدد كبير من قادة الاحزاب والحركات السياسية البحرانية وعلى رأسهم الشيخ علي سلمان ومنع اغلب ائمة الجمعة والجماعة من اقامة الصلاة في المساجد والقاء الخطب في الحسينيات، وكذلك الاقدام على اغلاق الجمعيات الثقافية والدينية مثل: جمعية الوفاق الوطنية الاسلامية وجمعية التوعية الاسلامية وجمعية الرسالة ومصادرة اموالها وممتلكاتها، ومحاربة الناشطين الحقوقيين والسياسيين بحجج مختلفة.
وقد اصبح عدد السجناء السياسيين في البحرين بالآلاف، كم جرى اسقاط الجنسية عن العشرات من ابناء البحرين، وهناك تخوف من قيام السلطات البحرانية باقتحام الاعتصام امام منزل الشيخ عيسى القاسم في بلدة الدراز مما قد يؤدي الى مجزرة جديدة وتحول المعارضة السلمية الى معارضة مسلحة ودخول البلد في ازمة طويلة.
وقد ناشد امس الاول نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان الشيخ عبد الامير قبلان عددا من قادة الدول العربية والاسلامية للتدخل لإنقاذ البحرين ونصرة شعبها ووقف حملات اضطهاده ودعا لبذل الجهود لعودة الاستقرار والامن الى ربوع البحرين، ولهذا الخصوص ابرق قبلان الى قادة ايران والسعودية ومصر والامارات وقطر والكويت وعمان وشيخ الازهر للتدخل السريع لوقف المأساة البحرانية، وشدد على بذل الجهود لإنتاج حل سياسي من خلال اعتماد الحوار لمدخل للإصلاح والذي يعيد الاستقرار للبحرين.
المراقب لما يجري في البحرين في الاسابيع يلحظ ان هناك تصعيدا من قبل النظام الحاكم دون وجود مبرر مباشر، وكأن السلطات اما تريد استفزاز القوى المعارضة لدفعها لاتخاذ خطوات تصعيدية، او ان ذلك مرتبط بالصراعات القائمة في المنطقة.
وما يهمنا اليوم ان لا تؤدي كل هذه التطورات الى تحويل البحرين الى ساحة صراع مسلح بعد ان حافظت القوى المعارضة طيلة السنوات الخمس الماضية على سلمية الاحتجاجات ورفضت القيام باي عمل يؤدي الى ضرب الاستقرار والامن في البحرين.
ومع انه لا يمكن فصل ما يجري في البحرين عن صراعات المنطقة، فانه في المقابل يمكن تحييد البحرين عن هذا الصراع من خلال العمل لتهدئة الاوضاع ووقف التصعيد ضد القوى المعارضة والبحث عن حلول سياسية للازمة القائمة، مع الاشارة الى هذه الازمة قد تكون اقل حدة مما يجري في دول اخرى في المنطقة.
ولعل ما قام به الشيخ عبد الامير قبلان من مناشدات لقادة الدول العربية والاسلامية للتدخل السريع لوقف هذه المأساة، فان المطلوب ان تتضافر جهود جميع القوى والهيئات الانسانية والسياسية والمؤتمرات القومية والاسلامية والاتحادات العلمائية والمرجعيات الدينية في العالم العربي والاسلامي لإطلاق مبادرة سريعة لمعالجة الازمة في البحرين قبل ان تتفاقم الاوضاع الى مرحلة لا يعد بالإمكان السيطرة عليها.