الوقت- قال موقع وورلد سوشاليست اليوم على لسان الكاتب "بيتر سيشوارز" بان كلاً من امريكا والمانيا غضبتا بشكل كبير من فشل الانقلاب التركي وكانت تريدان النجاح له.
وقال الكاتب في مقاله "إذا حكمنا من خلال ردود أفعال الحكومات الأمريكية والألمانية تجاه الإنقلاب الفاشل في تركيا، فنجد أنهما كانتا تدعمان الإنقلابيين سياسياً وكانتا تأملان نجاح الإنقلاب".
وأضاف الكاتب بأن واشنطن، مثل برلين، كانت تنتظر الكثير من الوقت قبل أن تدين الإنقلاب وبشكل مقتضب، فقامت كلاً من واشنطن وبرلين بالتصريح بعد أن تبين وبشكل نهائي بأن الإنقلاب قد فشل، فأول من تحدث في ليلة الإنقلاب كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي أصدر بيانا من موسكو حيث كان حينها الإنقلاب وكأنه قد نجح وكان كيري حينها يبذل جهداً كبيراً لتجنب التحدث حول الموضوع قبل التأكد بشكل نهائي، حيث دعا بعبارات عامة إلى الإستقرار والإستمرارية داخل تركيا، ليتغير الموقف الأمريكي بعد دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر فيس تايم الشعب التركي لمقاومة الإنقلاب، فبعدها بنصف ساعة بالضبط، سارع كيري والرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تغيير تصريحاتهما وقاموا بالدعوة لدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا حسب وصفهما.
وأضاف الكاتب بأن الموقف الألماني لم يكن متسارعاً مثل نظيره الأمريكي فإنتظرت الحكومة الألمانية لفترة أطول، ففي وقت مبكر من يوم السبت فقط، قام المتحدث باسم الحكومة الألمانية "شتيفن زايبرت" بإرسال رسالة قصيرة على تويتر أكد من خلالها على إحترام النظام الديمقراطي وحماية الأرواح البشرية.
وأضاف الكاتب أنه وعندما إتضحت الأمور بشكل أكبر في تركيا قامت ألمانيا برفع وتيرة تصريحاتها فقالت على لسان وزير الخارجية الألماني فرانك "فالتر شتاينماير" بأن ألمانيا تدين وبشدة أي محاولة لتغيير النظام الديمقراطي في تركيا بالقوة، وفي فترة ما بعد الظهر، أدانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل محاولة الإنقلاب في بيان مقتضب لها.
وتابع الكاتب بالقول بأنه كان من المتوقع بأن تدين أمريكا والمانيا وبشدة محاولة الإنقلاب منذ البدابة كون تركيا هي ثاني أكبر منظمة في حلف شمال الأطلسي، وهي التي تتعاون مع القوات المسلحة الأمريكية والألمانية في هيكل قيادة الحلف وفي بعثات الحرب اليومية.
وأضاف الكاتب أنه ومنذ صدور بيانات موجزة تدعي الدفاع عن الديمقراطية، من القيادة الامريكية والألمانية، فقد تم توجيه إنتقادات من السياسيين ووسائل الإعلام في البلدين إثر ردة فعل اردوغان على محاولة الإنقلاب حيث وصفوه بأنه إنتهز الفرصة لشن حملة ضد المعارضة الداخلية وتقوية أنصاره الإسلاميين.
وأضاف الكاتب أنه ومن غير المعقول أن الضباط الأتراك قاموا بشن الإنقلاب دون دعم وتشجيع من الجانبين الأمريكي والألماني، فقد إزدادت التوترات بين حكومة الرئيس أردوغان وكل من واشنطن وبرلين في الأونة الأخيرة بعد مضي أسابيع على القضية الكردية، والحرب السورية والتقارب بين تركيا وروسيا، ومع ذلك، فإن قادة الإنقلاب الذين كانوا سيمسكون بداية الخيط في الحكم فشلوا لأسباب غير واضحة حتى الأن.
ففي حال نجاح الإنقلاب كانت واشنطن وبرلين ستقومان بتأييد ذلك وبشدة، حيث أنهما دعمتا الإنقلاب في عام 2014 في أوكرانيا والثورة المضادة الدموية في مصر في العام السابق، ولو نجح الإنقلاب لكان أردوغان جالس الأن في السجن، مثل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، الذي انتخب ديمقراطيا أيضاً، فقد أمست مسألة الديمقراطية تناسب الحسابات السياسية.
وأردف الكاتب أنه وبينما لا يكاد أن يسمع أي إنتقادات من السياسيين على جانبي المحيط الأطلسي يحذر النظام التركي بالإنتقام، حيث سيقوم هذا النظام بإجراء أعمال تعسفية وسيستخدم السلطة بشكل مفرط، فبعد تزايد حملة القمع التركية التي شنها أردوغان قال كيري وعقب اجتماع مع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي، بأنه يحذر بشكل غير مباشر تركيا من أنها قد تفقد العضوية في حلف شمال الأطلسي إذا واصلت الحكومة التحرك ضد خصومها السياسيين بهذا الشكل، أما ميركل فهددت بوضع حد فوري لمحادثات الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي إذا نفذت الحكومة التركية تهديداتها وأعادت عقوبة الإعدام في البلاد.
وأضاف الكاتب بأن وسائل الإعلام التركية تلعب دوراً ساخراً في ما يجري في تركيا من أحداث، فتضخ المكنة الإعلامية التركية الدعاية الحكومية بينما لا تستطيع أن تخفي تعاطفها مع الإنقلابيين.
وإختتم الكاتب بالقول إن اردوغان هو سياسي رجعي ذو طموحات سلطوية، فيقوم الأن بتصفية حساباته مع الطبقة العاملة التركية والدولية، وليس القوى العسكرية والإمبريالية التركية فحسب، وفي حال نجاح الإنقلاب لكان الجيش اعتقل عشرات الألاف من القوات المسلحة التركية، كما هو الحال في عمليات اردوغان الأن، من دون أن يطرف رمش عين لواشنطن أو برلين.