الوقت - لقد اعتاد العالم العربي على الانقسام في شؤون الأمة العربية و العالمية، حيث ينقسم العالم العربي الى قسمين قسم متواطئ مع محور التقسيم أمريكا و الكيان الإسرائيلي و قسم آخر مقاوم ضد الاحتلال و التفرقة. هذا الانقسام يجسده الاعلام العربي الذي يبث سياسة الدولة الداعمة له، كقناة العربية مثلا تنقل رؤية السعودية حول موضوع ما، و قناة الجزيرة أيضاً تنقل رؤية دولة قطر حول قضية ما. و لطالما كانت هاتان القناتان جنبا الى جنب في كل القضايا، في سوريا و العراق و ليبيا و مصر و غيرها... الى أن وقعت الواقعة في تركيا، يوم انقلاب فصيل من الجيش التركي على الرئيس أردوغان و نشب خلاف بينهما، وانحاز كل طرف الى مؤيد للانقلاب و آخر مؤيد لأردوغان.
وما ان سارع أردوغان الى اعلان فشل الانقلاب العسكري على حكمه في تركيا، أخذ نشطاء التواصل الاجتماعي يتناقلون عن انحياز بعض القنوات العربية لصالح الانقلاب أو دفاعاً عن أردوغان.
قناة العربية و سكاي نيوز
كان لهاتين القناتين النصيب الأعلى من سخط الجماهير و متابعيها بسبب انحيازهما الواضح للانقلاب في تركيا، و قام نشطاء الشبكات الاجتماعية باطلاق هشتاغ #حملة_البصق_على_العربية، و الذي سرعان ما انتشر بين الناس في أرجاء المعمورة. وعبر مشاهدوا هاتين القناتين عن غضبهم واستيائهم من هذه التغطية، كما تداولوا صوراً لعدد من التغريدات التي نشرتها "العربية" عبر حسابها في تويتر، تظهر دعمها للانقلاب، حسب قولهم.
و قام مدير قناة العربية تركي الدخيل بالرد على الانتقادات التي وجهت الى القناة بالانحياز و قال إن "العربية" نقلت الأخبار مثل كل القنوات، وإنهم لم يفرحوا أو يحزنوا على الانقلاب. الا أن نشطاء التواصل الاجتماعي ردوا عليه بفيديو يظهر مذيعة قناة العربية تتأسف على فشل الانقلاب في تركيا.
و في السياق نفسه وصف نشطاء التواصل الاجتماعي قناة سكاي نيوز التي تملكها شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي وشركة سكاي البريطانية، بالكاذبة و الغير الدقيقة، واتهمها المشاهدون بالانحياز للانقلاب وبث الأخبار الكاذبة وغير الدقيقة، بحسب وصفهم و جاءت ردود أفعالهم على الشكل التالي:
الجزيرة
أما الجزيرة كنت على الطرف الأخر، تشد على يد أردوغان و تدعمه حتى أنها أفشلت الانقلاب قبل اعلان اردوغان نفسه عن ذلك، و وصل الأمر الى الاشتباك العلني بين مدير قناة الجزيرة "ياسر أبو هلاله" و مدير قناة العربية "تركي الدخيل" و الذي قال في تغريدة له على حسابة الرسمي على تويتر قائلاً: "ليس صحيحا أن الإعلام لا يفرح ولا يحزن". وتساءل أبو هلالة في نفس التغريدة : "هل تغطية جنازة الأميرة ديانا كتغطية عرسها؟ استشهاد محمد الدرة مثل هروب بن علي؟".
اذا ان الانقلاب في تركيا قدم خدمة مجانية لأردوغان، حيث كشف له أعداءه ومتربصيه، و ليس فقط لأردوغان بل للمشاهد العربي، فقد كشف مدى انحراف بعض وسائل الإعلام وانحيازها الواضح لمصالح معينة وغض النظر عن ما تريده الشعوب وما تطمح إليه.