الوقت- منذ سنوات بدات الحرب الارهابية على سوريا، وظهرت معها منظمة ارهابية جديدة سميت اختصارا بداعش . وبعد سنوات من ظهورهذه الجماعة المسلحة تعاظمت قوتها و تزايد عديدها بسرعة لم تكن متوقعة، فبدات جماعة "داعش" الارهابية تقاتل على الجبهات في سوريا والعراق مكفرة كل من يفكر بالوقوف في وجهها. ومع تعاظم قدرتها بدات الشكوك تحوم حول دول عدة عربية وغربية، متهمة بمساعدة و تمويل المنظمة وامدادها بالاف المقاتلين. و لا شك ان السعودية كان لها حصة الاسد من الاتهامات، فقد ارتبط اسم العديد من ما يسمى "المجاهدين" بالجنسية السعودية، ولكنها نفت في العديد من المواطن مساعدة الارهابيين زاعمة وجودها ضمن ما سمي بالتحالف الدولي لضرب الارهاب. فهل استطاعت السعودية نفي كل التهم عنها؟ وهل حقا انها لم تساعد الارهابيين في سوريا؟
مساعدة الارهاب و دعمه ليست جديدة في السعودية فلا احد يستطيع اخفاء مساعدتها لبن لادن و منظمته التي كشفت عنها تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالية، حول جريمة 11 ايلول والتي كشف عنها "زكريا موسوي"، الذي ثبتت عليه التهمة بالمشاركة في اعمال 11 ايلول الارهابية، عن أشخاص كبار من اسرة آل سعود ساعدت بن لادن في تمويل هذه الهجمات. ومن اهمهم الرئيس السابق للاستخبارات السعودية والسفير السعودي السابق في أمريكا "تركي الفيصل آل سعود".
و تكثف السعودية دعمها للارهاب ومساندته ضد الشعب العراقي، وقد تجلت تداعيات الاوضاع في الانبار عن حقائق جديدة، بعد ان كشف مصدر امني رفيع عن اعترافات أدلى بها أحد قادة تنظيم "داعش" الارهابي الذين اعتقلوا مؤخرا، تتضمن تسلم التنظيم 150 مليون دولار مع 60 سيارة دفع رباعي مكتوب عليها صنعت خصيصا للسعودية ، مبينا ان الاعترافات دلت على وجود علاقة على مستوى متطور بين التنظيم الارهابي و السعودية كان اخرها حصول لقاء سري جمع المتحدث باسم احد الكتل السياسية مع الارهابي "شاكر وهيب" وممثلا عن المخابرات السعودية غربي الانبار.
وسبق ذلك اعتراف مسؤولين امريكيين ان التورط السعودي في الارهاب يتجاوز الدعم الى الصناعة. وكتب ابرز المحققين الامريكيين سيمور هيرش عام ۲۰۰۷ تحقيق بعنوان "اعادة التوجية Redirection " يستعرض الاستراتيجية الامريكية الجديدة في المنطقة التي تسعى لخلق فتنة سنية- شيعية بالاعتماد على دعم الامراء السعوديين من خلال اطلاق الوحش الوهابي. يضاف اليه أعتراف نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال أن التنظيمات الإرهابية في سورية بمن فيها إرهابيو القاعدة حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة كالسعودية وتركيا والامارات.
و غالباً ما يؤكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن النظام السعودي بحجة "الجهاد" يرسل الإرهابيين إلى سوريا. وحسب قوله إن الجهاد يشمل أيضاً "الجهاد الجنسي، والتحريض على الفحشاء وكل ما يسيء للعرب والإسلام". ولذلك تطالب بلاده بإدراج السعودية على لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وتاكيدا للمؤكد، نشر موقع "غلوبال ريسيرش" تقريرا اشار فيه الى وثيقة سرية سعودية تظهر اتفاقا قامت به السلطات السعودية مع حوالي 1300 سجين ينص على اعفائهم من اقامة الحد الشرعي عليهم وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم مقابل تاهيلهم وتدريبهم وارسالهم الى "الجهاد" في سوريا.
ولا شك ان تقرير موقع "غلوبال ريسرش" يقطع الشك باليقين و يحول الادعاءات والاتهامات الى حقائق لا بد من متابعتها للوصول الى طريقة للقضاء على الارهاب. فهذا الدعم العلني للارهاب و الارهابيين من السعودية التي تنادي للقضاء على الارهاب و تعاون الغرب ضمن التحالف الدولي للقضاء على بؤره في العراق وسوريا، لم ينقطع يوما عن الجماعات المسلحة الارهابية في سوريا سعيا منها للقضاء على الحكم الاسدي المقاوم.
اللافت من التقرير ايضا ان جزءا كبيرا من ما يسمى "المجاهدين" في سوريا، مجرمون رفعت عنهم عقوبات السجن لحثهم على المشاركة في المخطط الاسرائيلي الامريكي للقضاء على حركات الممانعة والمقاومة في منطقة الشرق الاوسط.
اذا، لا سبيل الى النكران ولا سبيل الى اخفاء المشاركة السعودية في دعم التكفير و الارهاب، فبعد السلاح و الاموال ها هي الوثائق تثبت ارسال المقاتلين ايضا و تسهيل معيشة ذويهم، سعيا لاخضاع النظام السوري الذي ظهر انه نظام عصي على التدمير، ورغم كل المعلومات التي كشفت و تكشفها الايام، لا شك ان الخافي اعظم فهل من مطالب و محاسب لما تقوم به السعودية؟؟ سؤال برسم سياسيي المجتمع الدولي فهل من مجيب؟