الوقت- سجل العام الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث الحج والعمرة في السعودية الأمر الذي أودى بحياة مئات الحجاج والمعتمرين. فقد لقي 13 معتمراً مصرعهم وأصيب 36 في حادث انقلاب حافلة على الطريق بين الرياض والطائف في السعودية، وكانت الحافلة تقل خمسين شخصا أغلبهم من الجنسية المصرية، بالإضافة لبعض السودانيين عصر اليوم الأحد 3 يوليو/تموز، حين انقلبت الحافلة بعد العطيف بعشرة كيلومترات باتجاه الرياض.
وأشارت الشؤون الصحية في مدينة الطائف أن 10 وفيات حدثت في موقع الحادث و3 حالات أخرى في المستشفيات ليصل الإجمالى إلى 13حالة وفاة، فيما تم نقل الإصابات إلى المستشفيات المختلفة. وتحدثت وكالات الأنباء أن الاصابات تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، وأن بين المصابين نساء وأطفال.
ويأتي هذا الحادث بعد يوم من حادث التدافع الذي وقع السبت 2 يوليو/تموز وأودى بإصابة 18 معتمرا في الساعات الأولى من صباح اليوم جراء تدافع في ساحات الحرم المكي.
حيث أفادت وسائل اعلام سعودية عن إصابة 18 معتمرا بجروح في حادث تدافع ليل الجمعة السبت في منطقة الحرم المكي قرب فندق دار التوحيد. وحصل التدافع ليل الجمعة في محيط المسجد الكبير في مكة، حيث كان المعتمرون محتشدين بأعداد كبيرة لاحياء "ليلة القدر" التي يتم الاحتفال بها ليل 26 الى 27 من شهر رمضان. حيث تشهد العشر الأواخر من شهر رمضان إقبالا كبيرا على تأدية مناسك العمرة.
ونقلت صحيفة الرياض عن متحدث باسم ادارة الطوارئ والأزمات في منطقة مكة المكرمة، ان 18 معتمرا اصيبوا بجروح أو عانوا من الاختناق جراء التدافع. واضافت ان المصابين تلقوا العلاج اللازم في الموقع وغادروه وهم بخير.
وتسلط هذه الحوادث الضوء مجدداً على مدى الكفاءة السعودية في إدارة شؤون الحج، حيث واجهت السعودية انتقادات واسعة على خلفية سوء تنظيم موسم الحج الذي شهد العام الماضي تدافعا كبيرا ودمويا في 24 ايلول/سبتمبر ادى الى مقتل ما لا يقل عن 2297 شخصا بحسب ارقام جمعت بناء على معطيات اعلنتها حكومات اجنبية.
وكانت الجمهورية الاسلامية الإيرانية قد وجهت انتقادات شديدة للسعودية على خلفية فاجعة منى حيث كان من بين الضحايا 400 حاج ايراني، الامر الذي لاقى مزيد من العناد السعودي، وهو ما تسبب بحرمان الإيرانيين من الحج هذا العام.
حيث لن يكون بوسع الإيرانيين أداء فريضة الحج هذا العام، وذلك بسبب العراقيل التي وضعتها السعودية أمام بعثة الحج الإيرانية، واجرائها تعديلات على مذكرة التفاهم السابقة التي جرى العمل بها طوال السنوات الماضية، وإضافة بنود سلبية تقضي بأن يتم منح تأشيرات الحج للإيرانيين في دولة ثالثة، ومنع الطيران الوطني الإيراني من نقل الحجاج الإيرانيين، إضافة إلى وضع قيود على عدد المستوصفات الصحية الإيرانية في السعودية وعلى نقل الادوية المستخدمة لعلاج الحجاج الإيرانيين في السعودية والمطالبة بالمعلومات الشخصية للأطباء الإيرانيين المرافقين للحجاج، وهي الشروط التي احتج عليها الجانب الإيراني.
و كان الاعلام السعودي قد أشار إلى أن سبب منع الإيرانيين من الحج هذا العام هو اصرار منظمة الحج الإيرانية على "بدع وطقوس خطرة وشاذة وتثير القلاقل والفوضى" حسب تعبيرها، ومنها مراسم دعاء كميل، لأمر الذي نفته منظمة الحج والزيارة الإيرانية مؤكدة أن الجانب السعودي تعمد وضع العراقيل واضافة بنود على مذكرة التفاهم التي كان يعمل بها خلال السنوات الماضية.