الوقت- حول اتفاقية اعادة التطبيع بين الكيان الاسرائيلي و تركيا، و التساهل و التضحية التركية بكل الشروط التي كانت وضعتها لاعادة العلاقات و على رأسها الشرط الأهم أي حصار غزة، فضلاً عن خسارة رهان بعض الفصائل الفلسطينية على أردوغان و المشروع التركي بعد حادثة مرمرة، كلها مواضيع طرحناها في حوارنا مع مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الاستاذ "مروان عبد العال" و التي جاء فيها:
الوقت: ما رأيكم بإعادة تركيا لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني و ما ردة فعل الشارع الفلسطيني على ذلك؟
الاستاذ مروان: " من الواضح تماماً أن العلاقات التركية الاسرائيلية عادت إلى طبيعتها و على ما كانت عليه سابقاً و هي علاقة معروفة ذات أبعاد عسكرية و أبعاد اقتصادية و استراتيجية، لذا كانت هناك محاولة لاستغلال القضية الفلسطينية و كان من الواضح أن هذه الظروف ساعدت في رفع رصيد تركيا من خلال عناوين كرفع الحصار عن غزة و غيرها، و اليوم نشهد أن المبتغى التركي هو المنفعة لمصالحها من خلال العلاقة مع اسرائيل و هذا يكشف المرحلة التي وصلت لها تركيا من خلال الأدوار التي تحاول أن تلعبها اسراتيجياً سواء في سوريا أو العراق و عدد من الأقطار العربية الأخرى، و بالتالي ما تفعله تركيا ليس لمصلحة لا فلسطين و لا الأمة العربية و لا الأمة الاسلامية ككل، فكما رأينا الصحف الاسرائيلية تتحدث عن أكبر انتصار سياسي تحقق منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة، لذا فمن الطبيعي السؤال هذا الانتصار على من؟ و على حساب من؟ والجواب المباشر أن ما حصل على حساب فلسطين و القضية الفلسطينية."
الوقت: برأيكم ما دلالة هذا التوقيت في إعادة تطبيع العلاقات مع الكيان، خصوصاً انها تأتي في وقت مستفز يستعد في العالم الاسلامي لإحياء يوم القدس العالمي؟
الاستاذ مروان: "بالتأكيد إن ليوم القدس العالمي دلالة كبيرة في عقول الأمة و خاصة الشعب الفلسطيني، فالجميع يريد ان يؤكد ان فلسطين هي جوهر الصراع و هناك الكثير ممن أضاعوا هذا الجوهر في عقيدتهم، و بالتالي عندما نرى تركيا تقوم بهذه الخطوة الآن نعرف بأن مصلحتهم فوق الأمة و مصالحها، فالسياسة التركية نراها تميل نحو كل شيء منفعي لهم، لذا إن ما حصل بهذه الخطوة لا يمكن إلا ان نصنفه في اطار الضغط على القضية الفلسطينية."
الوقت: الصحافة تتحدث عن استغلال أردوغان للفصائل الفلسطينية المقاومة و بالتحديد حركة حماس لأجل مصالح تركية بحتة، ما رأيكم بذلك في الوقت الذي نرى أن تركيا تنازلت عن كل شروط هذه الاتفاقية و على رأسها شرط رفع الحصار عن غزة؟
الاستاذ مروان: "أردوغان استخدم حماس و معاناة الشعب الفلسطيني و حصارهم في قطاع غزة، و أوهم الآخرين أن ما يجري بحثه مع العدو الاسرائيلي هو ليس لمصلحة تركية إنما لمصلحة الفلسطينيين و مساعدتهم في قضيتهم، لكن ما حصل بالاتفاق بين تركيا و العدو أوضح انه اتفاق عمل و اتفاق مصالح و اوضح أن تركيا وضعت هذا الاتفاق في خانة خارج الصراع مع العدو، و بالتالي الرهان الذي وضعته حركة حماس و غيرها من الحركات بعلاقتها مع تركيا باعتبار انها الداعم للقضية الفلسطينية هو رهان خاسر، رغم معرفتنا بالمكانة الكبيرة التي تحتلها القضية في أعماق قلب الشعب التركي، لكن هذا التصرف التركي السياسي الذي حدث اليوم وحدث في السابق أيضاً كشف الأمور على حقيقتها."
الوقت: البعض فسّر كل هذا التساهل التركي لتحقيق هذه الاتفاقية بمثابة تضحية للتقرب من أمريكا، بسبب توتر العلاقات بينهم جرّاء الملف السوري و غيره، فكيف تقرأ الدور الأمريكي في هذه الاتفاقية؟
عبد العال: "برأيي أن البعض يريد أن يحسن أو يبدأ علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية من المدخل الاسرائيلي، و دائماً ما كانت هذه المسألة واضحة في العديد من الأنظمة في المنطقة، فبالمرور باسرائيل يأخذ شرعية من الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن مصلحة العدو الاسرائيلي و الولايات المتحدة بترابط مع تركيا و لو حتى بوجود بعض الخلافات فهذه الخلافات تبقى كالخلافات بين أصدقاء في البيت الواحد، و بالتالي هم بقوا على تواصل استراتيجي و هذه المسألة توثق نسج علاقات مع قوى جديدة او سحبها الى بيت الطاعة، و لا تنحصر القضية بالمسألة التركية فقط بل تنسحب على أنظمة عربية و خليجية عديدة، فبات من المعروف أن التقارب مع اسرائيل هو الذي يجعل من هذه الانظمة مرضي عنها لدى الأمريكيين."