الوقت- أثارت الإنتخابات التي جرت مؤخراً في اليونان قلقاً بالغاً في أوساط اللوبي اليهودي العالمي، وذلك من ناحيتي الحكومة اليسارية التي تشكلت في أعقابها، أو نتائج التصويت .
فعلى صعيد الحكومة، من المعروف أن الفريق الحاكم الجديد يرفض الخضوع للسياسات التي فرضتها الجهات الدائنة للدولة اليونانية خلال الأعوام المنصرمة و بعد الأزمة الاقتصادية العالمية. من هنا يرجح أن الحكومة الجديدة تعتزم فضح ملابسات تكون المديونية اليونانية، وهي ملابسات مشبوهة للغاية، علماً أنه كان للشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs دوراً رئيسياً في ترتيبها.
أما من ناحية نتائج الإنتخابات بالذات، فمن أبرز نتائجها أن حزب "الفجر الذهبي" القومي اليوناني اليميني النزعة إستطاع الحفاظ على موقعه في البرلمان، حيث يشكل ثالث أكبر قوة فيه، وذلك على الرغم من الحملات الظالمة التي يتعرض لها منذ أواخر 2013، والتي أسفرت عن اعتقال أهم المسؤولين فيه، مع التذكير بأن حزب الفجر الذهبي يرفض هيمنة المافيا الإحتكارية اليهودية، وأن هذا الحزب يعتبر من أبرز مناصري القضية الفلسطينية في اليونان.
بالمختصر، فإن الإنتخابات اليونانية شكلت نكسة لليهود، وذلك من الجانبين اليميني واليساري للمسرح السياسي اليوناني، فمنذ بداية التسعينات لم تستطع الأحزاب اليسارية الوصول إلی السلطة في البلدان الأوروبية. وكان تسيبراس ینقصه مقعدان في البرلمان لتشكيل الحکومة، ولهذا السبب تحالف مع حزب اليونانيين المستقلين وهو حزب يميني متطرف. وإن التحالف بین حزبین لهما هویة متناقضة تماماً، من الميزات الخاصة الأخری للحكومة اليونانية الجديدة، والتي لم تشهد حکومة مماثلة لها في الحكومات الائتلافية الأخری في أوروبا .
و يبقى الأمل بأن تتمكن الأطراف العربية من إستثمار هذا الواقع الجديد، وأن لا تضيع المكاسب التي يمكن تحقيقها بهذا الصدد في الحروب الطائفية التي لن يستفيد منها أحد غير اليهود أنفسهم.
