الوقت- قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية "إبراهيم قالين": " إن النظام الأرميني يعمل على جعل عام 2015 (الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية ) بمثابة حملة دولية ضد تركيا والأتراك، من خلال الترويج لخطاب الكراهية، واستخدام عبارات لا تتفق مع الأعراف الدبلوماسية ".
جاء ذلك في تصريح أدلى به قالين لمراسل الأناضول، في معرض رده على التصريحات الأخيرة للرئيس الأرميني "سيرج سركيسيان"، خلال اجتماع "اللجنة الحكومية لتنسيق فعاليات الذكرى السنوية المئوية"، والمتعلقة بالدعوة التي وجهها له نظيره التركي "رجب طيب أردوغان"؛ للمشاركة في الذكرى المئوية لحرب "جناق قلعة"، المقرر إقامتها هذا العام في 23 و24 من نيسان/أبريل المقبل.
وأضاف قالين؛ أن استهداف الدعوة التي وجهها الرئيس التركي لأرمينيا؛ بعبارات تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية؛ مسألة لا يمكن قبولها، كما نرى أن تصريحات السيد سركيسيان؛ لا تليق بمستوى تصريحات صادرة عن رجل دولة، ومردودة عليه، واصفاً إياها بأنها تندرج ضمن قائمة التصريحات غير الموفّقة.
في سياق متصل؛ أدانت وزارة الخارجية التركية ما وصفته بـ "الأسلوب غير اللائق"، الذي استخدمه الرئيس الأرميني "سيرج سركيسيان"، في رده للدعوة التي وجهها له نظيره التركي "رجب طيب أردوغان"؛ للمشاركة في فعاليات الذكرى المئوية لحرب "جناق قلعة"، المقرر إقامتها هذا العام في 23 و24 من نيسان/أبريل المقبل.
وقال بيان صادر عن الخارجية التركية: " إن أسلوب الرد الذي لا يليق بزعيم دولة مجاورة، وممثل للأمة الأرمنية؛ هو أسلوب مدان بشدة "، مشيراً إلى أنه ليس من المستغرب؛ تناول الدوائر الأرمنية المتطرفة لهذه القضية التاريخية؛ من خلال وسائل إرهابية، ومبالغة عفا عليها الزمن، ومقاربة تسيء استخدام آلام الماضي، إلا أن المستغرب هو تبني مسؤولي الدولة مواقف مماثلة.
وكان الرئيس الأرميني "سيرج سركسيان"؛ ربط إجابته لدعوة "أردوغان"؛ للمشاركة في الذكرى المئوية لحرب "جناق قلعه" ، المقرر إقامتها هذا العام في 23 و24 من نيسان/أبريل المقبل؛ بإجابة الأخير دعوة مماثلة وجهها له الأول؛ لحضور احتفالات الذكرى المئوية، للإبادة بحق أرمن منطقة الأناضول. حيث من المنتظر أن تجري في الـ 24 من الشهر ذاته.
ونشرت وكالة الأنباء الأرمينية "أرمن برس"؛ خطابا كتبه الرئيس الأرميني، كرد على دعوة الرئيس التركي، بدأه بقوله: " عزيزي الرئيس لقد تلقيت دعوتكم لي؛ من أجل المشاركة في ذكرى المئوية الأولى لحرب(جناق قلعة)".
وأوضح الرئيس الأرميني في خطابه - الذي لم يخلو من إيماءات إلى أحداث العام 1915 - أنه قبل عدة أشهر؛ وجّه دعوة للرئيس التركي للحضور إلى العاصمة الأرمينية "أريفان"؛ من أجل المشاركة في احتفالات الذكرى المئوية لأحداث العام 2015 ، مضيفا: " الأرمن لا يقبلون أن يحلوا ضيوفاً على أحد؛ وجهوا له دعوة من قبل؛ دون أن يرد على الأخيرة ".
وأرسل الرئيس التركي "أردوغان"، ورئيس وزراءه "أحمد داود أوغلو"؛ رسائل إلى 102 رئيس دولة وحكومة للمشاركة؛ في حفل الذكرى الـ 100 لحرب "جناق قلعة"؛ التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى.
يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى؛ نداءات تدعو إلى تجريم تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم؛ تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول لعملية "إبادة وتهجير"، على أيد جنود الدولة العثمانية، أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما بات يعرف بأحداث عام 1915؛ بحسب مصادرهم.
كما يفضل الجانب الأرمني؛ التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، والتركيز على بعض الأحداث التاريخية بعدة طرق، لیوصلوا صوتهم و ليبدوا للعالم آن جنود الدولة العثمانية قد ارتكبوا "إبادة جماعية"ّ ذات اهداف طائفية وعرقية ضد السکان الأرمن في تلک المناطق التي كانت تحتلها تركيا ذاك الوقت.
في المقابل ترفض تركيا مراراً هذه الادعاءات التي اعترفت بها أغلب دول العالم وتقول انها حملة داعائية ضد الاتراك والدولة التركية و"تشويه " لتاريخ الدولة العثمانية التي حكمت مناطق شاسعة من منطقة الشرق الاوسط على مدى مايزيد عن اربعة قرون.