الوقت- حدد 6 شباط موعدا لبدأ المؤتمر السنوي للأمن العالمي الذي يعقد في ميونخ كما جرت العادة، على أن تستمر أعمال المؤتمر يومين حتى الثامن من شباط فبراير و قد دعي للمشاركة حوالي 20 رئيس جمهورية و وزراء دفاع و خارجية من دول مختلفة .
لا يعلق المتضررون من الارهاب امالا كثيرة على ما سيصدر في هذا المؤتمر من نتائج، فقد أصبحت الشعوب على اختلاف انتماءاتها و مستوياتها الثقافية و وعيها السياسي، على قناعة تامة بأن الارهاب ليس وليد الصدفة، و أن في المؤتمر الذي سيدين الارهاب طبعا، حكومات دعمت و سلحت و خططت و ساعدت المجموعات المتطرفة و التكفيرية خدمة لمصالحها في المنطقة و بشكل رئيسي حماية اسرائيل من محور المقاومة الذي أرهق كاهل الاحتلال منذ نشأته و بلغ أوجه اليوم بعد خمس سنوات من محاولة القضاء عليه و تفكيكه .
بالطبع فان الخطر القادم من سوريا و العراق سيكون محورا في نقاشات المؤتمر، حيث أن الدول التي سعت الى تقوية جذور الارهاب و مدته بكل مقومات الوحشية، ترى اليوم هذا الوحش يلتف لضربها، كماحصل في فرنسا و بلجيكا و بريطانيا و كندا و غيرها .
يرى مراقبون ان الى جانب داعش و المنظمات الارهابية ستطرح الحرب في أوكرانيا على طاولة البحث بشكل مفصل و ستتفق الدول المجتمعة على خطوات لاحقة بحق روسيا قد تصل الى فرض عقوبات جديدة على الحكومة الروسية التي تعاني من ضغوطات كبيرة، بسبب تراجع أسعار النفط و الحصار الاقتصادي جراء العقوبات، وفقدان الروبل الروسي نصف قيمته في فترة وجيزة ما وضع حكومة الرئيس فلاديمير بوتين أمام استحقاق المحافظة على الاقتصاد الروسي من الانهيار .
و تعتبر أوروبا مصدرا مهما للتكفيريين اللذين التحقوا بداعش و الذين أمنت لهم حكوماتهم الخروج من دولهم فدخلوا سوريا و العراق عبر الأراضي التركية بأغلبيتهم، مستفيدين من سيطرة المسلحين على الحدود بين سوريا و تركيا و بين سوريا و العراق. و قدر المنسق الأوروبي عدد المقاتلين الأوروبيين المشاركين بشكل يومي في ساحة القتال في سوريا وحدها بحوالي 1700 مقاتل يتعاقبون على حمل السلاح .
بلغة الأرقام حدد المصدر المذكور ان فرنسا أكبر مصدر للمقاتلين، إذ يبلغ عدد المقاتلين منها في الحرب الدائرة بسوريا والعراق باسم الجهاد ضمن داعش إلى أكثر من 300 ارهابي، في الوقت الذي يتراوح عدد المقاتلين ذوي الجنسية البريطانية ما بين 300 و 400 ارهابي، و يرتفع عدد المقاتلين من ألمانيا إلى 240 ارهابيا، وهولندا إلى 150ارهابيا، كما رصدت احصائيات دقيقة من بروكسل عدد الذين التحقوا للقتال في سوريا و العراق من التابعية البلجيكية بأكثر من 300 مقاتل، بينما تبقى كل من إيطاليا و إسبانيا و الدانمارك و دول البلقان أقل البلدان الأوروبية التي يشارك مواطنوها بالحرب على سوريا و العراق. كل هذه الأرقام تبين دور الدول الاوروبية في الحرب الدائرة في سوريا و العراق، حيث سعت هذه الدول أن تصطاد عصفورين بحجر واحد، باسقاط النظام الذي لا يتماشى مع مصالحها أولا و ثانيا عبر التخفيف من أعداد الارهابيين التكفيريين داخل أوروبا حيث بات هؤلاء يشكلون خطرا على الدول التي تحتضنهم .
على صعيد امريكا فان دعمها لمقاتلي داعش فضحته عدسات المصورين التي رصدت طائرات امريكية ترمي الاسلحة لمساعدة مقاتلي داعش التي تحاصرها القوات القوات الشعبية والجيش في اكثر من مكان في سوريا والعراق .
على الصعيد الايراني فليس مستبعدا أن يكون الملف النووي من أولويات البحث في المؤتمر بعد أن وصل النقاش في الاتفاق النووي بين ايران و دول 5+1 الى مستويات متقدمة و بدأت المفاوضات حول تفاصيل دقيقة في جانب التخصيب و أجهزة الطرد المركزية و قد أعلنت وزارة الخارجية الايرانية عبر المتحدثة باسم الوزارة مرضية أفخم عن تلقي ايران دعوة لحضور المؤتمر مشيرة الى أن "ميونيخ مدرج على جدول أعمال الوزير ".
ويضم المؤتمر كل سنة مشاركين دوليين رفيعي المستوى للبحث في مسائل دفاعية، يذكر أن هذا المؤتمر الذي أسس في أوج الحرب الباردة شكل على مدى عقود منبر محادثات حول حلف شمال الأطلسي (ناتو) والعلاقات بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة، و يتزامن انعقاد المؤتمر هذه السنة مع انتهاء مهام حلف الناتو في افغانستان و استعداد القوات الأجنبية لمغادرة الأراضي الأفغانية .