الوقت - كشف موقع "المونيتور" الأمريكي التحليلي النقاب عن خطة السعودية لمنع الإيرانيين من أداء فريضة الحج.
وذكر الموقع في مقال بقلم الباحث الامريكي "بروس ريدل" أن ولي العهد السعودي ووزير الداخلية محمد بن نايف أعدّ خطة تهدف الى تشويه سمعة إيران من خلال الزعم بأن مواقفها لم تعد مقبولة، وذلك من أجل منع الإيرانيين من أداء مراسم الحج.
وأشار المقال إلى أن إيران تمثل مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للسعودية، معرباً عن إعتقاده بأن منع الإيرانيين من أداء مراسم الحج من شأنه أن يفاقم الأزمة بين الرياض وطهران، ويسيء كثيراً إلى العلاقات بين الجانبين التي توترت بشكل كبير بعد حادثة منى بمكة المكرمة العام الماضي والتي أدت إلى إستشهاد وجرح عدد كبير من الحجاج الإيرانيين.
وفي الثالث من كانون الثاني/يناير الماضي قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران إثر الإحتجاجات الرسمية والشعبية الواسعة التي شهدتها إيران للتنديد بجريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر على يد السلطات السعودية. وأسفرت إحدى هذه الإحتجاجات عن إقتحام السفارة السعودية في طهران من قبل بعض المحتجين الغاضبين.
وأشار كاتب المقال إلى أن ظاهر خطة ولي العهد السعودي والمشرف على الشؤون الأمنية الخاصة بالحج يوحي بأنها تهدف إلى ضبط الأمن ومنع تكرار حادثة منى أو أي حادثة مشابهة، لكنها تهدف في الحقيقة إلى منع الإيرانيين من أداء مراسم الحج.
وأضاف: إن فاجعة منى التي أودت بحياة أكثر من 2200 حاج تسببت بإحراج السلطات السعودية، خصوصاً ولي العهد محمد بن نايف، مشيراً إلى أن هذه السلطات حاولت في وقتها التقليل من فظاعة هذه الفاجعة والزعم بأن عدد الضحايا أقل مما ذكر، في حين أكدت العديد من المصادر الإخبارية أن عدد الضحايا في هذه الفاجعة كان كبيراً جداً وربما يفوق العدد المعلن من قبل الدول التي يتبع لها هؤلاء الحجاج.
وسفّه كاتب المقال الرواية السعودية التي زعمت بأن الفاجعة نجمت عن إزدحام الحجيج الذي صادف مع غلق إحدى الطرق المخصصة لأداء مراسم الحج في منى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن السلطات السعودية قد تورطت بقتل الكثير من الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة خلال موسم الحج لعام 1987 (1407 هجري).
وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن السلطات السعودية تسعى إلى توظيف الأزمة الدبلوماسية بينها وبين إيران من أجل منع الإيرانيين من أداء مراسم الحج وزيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كما بيّن المقال بأن سلطات الرياض قد ضاعفت من مساعيها في الآونة الأخيرة للحيلولة دون إتساع تأثير إيران في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن خطة ولي العهد السعودي الرامية إلى منع الإيرانيين من أداء مراسم الحج تأتي في هذا السياق.
وأوضح المقال أن السعودية تسعى لتبرير هذه الخطة بأنها تهدف إلى توفير الأمن للحجاج كي لا يقال عنها بأنها منعت الإيرانيين من أداء مراسم الحج لأسباب سياسية.
وتتهم إيران ودول إسلامية كثيرة السعودية بعدم لياقتها وكفاءتها لإدارة شؤون الحج وتطالب بتشكيل لجنة مشتركة من دول العالم الإسلامي لتولي أمور الحج وإدارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وتتذرع الرياض بوجود خلافات بينها وبين طهران بشأن إصدار تأشيرات دخول للحجاج الإيرانيين ومحاولة إلقاء اللوم على الجانب الإيراني في هذا المجال لتبرير خطتها الرامية إلى منع الإيرانيين من أداء مراسم الحج.
وسعت السعودية منذ قطع علاقاتها مع إيران إلى إقناع بعض الدول الإسلامية لإتخاذ مواقف مماثلة، إلاّ أنها فشلت في ذلك ولم تؤيدها في هذا المجال سوى دول قليلة كالبحرين والصومال والسودان ومجموعة جزر المالديف.