الوقت- أكد الامين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله، ان قائد الثورة الإسلامية في ايران هو الأب الحنون للمقاومة والداعم المعنوي لها، مشيراً في الوقت ذاته الى ان السعودية تحمل اليوم راية التصدي للمقاومة وحاضنتها، مشدداً على ان المقاومة ستبقى التي يعتز بها أهلها وستواصل صنع الانتصارات.
واضاف السيد نصرالله في كلمه له خلال احتفال هيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان: ان "الجمهورية الاسلامية في ايران ومواقف الامام القائد والتيارات السياسية موقفها حازم وحاسم من دعم المقاومة"، متابعاً:" يقف الامام خامنئي معنا ويدعمنا مادياً ومعنوياً وثقافياً نقول له كُن يا سيدنا وإمامنا مطمئن البال والخاطر لان ما يطمح اليه أعداء المقاومة ويتمنونه سيبقى سرابا"، لافتا الى انه "من الطبيعي أن تزداد الضغوط أيضا على الدول التي تدعم المقاومة، وهذا ما يحصل اليوم مع إيران من خلال فتح ملفات جديدة بعد إغلاق الملف النووي الإيراني من ملفات دعم المقاومة إلى ملف الصواريخ".
اكد السيد نصر الله "لكن إيران من خلال مواقف السيد القائد السيد علي خامنئي وكافة المسؤولين على إختلاف توجهاتهم وتياراتهم السياسية موقفهم قاطع وحاسم في موضوع المقاومة ولا يخضع لأي ضغوط، وكل دعم كانت تقدمه إيران إلى حركات المقاومة ستبقى تقدمه مهما كانت الضغوط والتحديات"، واضاف: "من جهة ثانية، نجد أن كل الجهود تصب لتكريس العداء مع إيران وكل قوى المقاومة، والسعودي مستمر في معركته، وهناك ضغوط دولية من أجل حلف ملف اليمن وملف سوريا، السعودية ممكن بسبب الظروف والضغوط الدولية أن تذهب إلى المفاوضات لكنها تعمل أيضا على التصعيد في اليمن وسوريا".
السيد نصر الله: السعودية تحمل لواء العداء للمقاومة لارضاء واشنطن
وفيما يخص الدور السعودي في الترويج لمعاداة المقاومة، أكد السيد نصر الله أن "السعودية التي تريد تقديم الخدمات لواشنطن تحمل هذا اللواء اليوم، لأن الولايات المتحدة تصنف الحزب (حزب الله) إرهابيا منذ سنوات، والسعودي مكمل في هذه المعركة حتى الأخير".. قائلا: "الكثير من الدول العربية والإسلامية ليسوا مقتنعين بما يقومون به، لأن في نهاية المطاف هذه الدول لديها ظروفها وأوضاعها والسعودية كانت هددت الكويت بقطع العلاقات الدبلوماسية معها بسبب تصريحات نائب في مجلس الأمة".
وقال سماحته "من جملة إستهداف المقاومة، بالإضافة إلى الثقة والوعي والسمعة، ومن هنا يأتي الإتهام والتصنيف بالإرهاب ويتم إستهداف الناس حتى لا يقدم الدعم ويتم تسهيل الضرب عسكريا وأمنيا"... مضيفا: "هذا ما يعملون عليه منذ وقت طويل ويعطوه اليوم جهد أكبر، وطبعا وجدوا في العالم العربي من كان يخدمهم في السر يقوم بذلك بشكل علني.. واليوم تسقط الأقنعة وستسقط أكثر في المستقبل.
واضاف السيد نصرالله: "ما يجري الآن أنه خلال كل السنوات الماضية وكل الإستهدافات التي حصلت لحركات المقاومة، خصوصاً العسكرية والأمنية، لكن السؤال كان: ما هي عناصر القوى التي تجعل حركات المقاومة ومنها "حزب الله" على تحمل الاغتيالات حتى على مستوى القادة والحروب حتى على مستوى حرب تموز؟، وكان الأساس ضرب قاعدة المقاومة في سوريا، لكن وجدوا أيضا أن من أهم عناصر المقاومة هي البيئة الشعبية أي الناس الذين يدعمون المقاومة ويقدمون ابنائهم ويصبرون على كل التداعيات".
وأكد السيد نصر الله أن هناك أشهر صعبة، "فالسعودي يدفع المزيد من المال ويحرض المزيد من المرتزقة بانتظار الإنتخابات الرئاسية الأميركية، على أمل أن تصل إدارة جديدة تماشي السعودية في حروبها التدميرية، لافتا الى أن السعودية تريد أن تشغل الحكومة الأميركية عندها في حين أن واشنطن توظف كل شي من أجل مصلحتها"، وأضاف سماحته "في اسطنبول اعتبروا بعض اعمال المقاومة ارهابیة لکنهم لم یحصلوا على الاجماع لوصف المقاومة بالارهاب"، مشيرا الى ان "جامعة الدول العربیة انشأت لائحة الارهاب من اجل استهدافنا وکذلك مجلس التعاون".
واشار السيد نصر الله الى ان السعودية تطور علاقاتها مع الكيان الصهيوني بينما تكثف ضغوطها والحرب ضد اليمن وسوريا، ونسمع اليوم ان الأمير تركي الفيصل يلتقي مسؤولا صهيونيا.. لافتا الى ان السعودية أخذت الجزيرتين من مصر لتسهيل الارتباط والعلاقات مع الكيان الصهيوني، مضيفاً "هناك مشهد سياسي وعسكري وإعلامي تلعب فيه السعودية دورا أساسيا، من جهة نرى التصاعد في الإتصالات السعودية والإسرائيلية، واليوم أمير تركي الفيصل اجتمع مع اسرائيليين بشكل علني، وهذه الإتصالات خرجت إلى العلن ما يعني أن هناك أقنعة سقطت وهناك أجواء لتطوير العلاقات بين الجانبين في الفترة المقبلة، والجزيرتين (المصريتين) ستكونان باب للتنسيق المعلن ولا نتوقع منها موقف مما يحصل في غزة إلا لرفع العتب".
وأوضح:" نجد أن كل الجهود تصب لتكريس العداء مع إيران وكل قوى المقاومة، والسعودي مستمر في معركته، وهناك ضغوط دولية من أجل ملف اليمن وملف سوريا، السعودية ممكن بسبب الظروف والضغوط الدولية أن تذهب إلى المفاوضات لكنها تعمل أيضا على التصعيد في اليمن وسوريا".
ولفت السيد نصر الله: الى أن "السعودية تريد أن تشغل الحكومة الأميركية عندها في حين أن واشنطن توظف كل شي من أجل مصلحتها"، وتابع "في ظل هذه الإرادة والحقد لا يبدو أن هذه المفاوضات قادرة على الوصول إلى أي نتيجة، لأن من قاتلوا في سوريا واليمن غير مستعدين للإستسلام للجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش التي ترعاها السعودية"، واضاف: " هناك ضغوط دولية من اجل المفاوضات ولكن السعودي يكمل معركته في سوريا واليمن وهل المعارضة السورية قادرة على الدفاع عن دمشق إذا تسلمت السلطة أمام هجمات النصرة وداعش".
وبخصوص الوضع في غزة، نوّه السيد نصر الله إلى ما يتعرض له قطاع غزة في هذه الأيام من عدوان واستهداف عدد من مواقع المقاومة في قطاع غزة وإستهداف المدنيين في القطاع، مشيرا الى غياب العالمين العربي والإسلامي حتى في الحرب الطويلة على القطاع، وقال: ان "المقاومة في كل مكان هي في دائرة الاستهداف طالما هناك إحتلال ومشروع صهيوني وطالما هناك أحياء في هذه الأمة يرفضون التسلط والهيمنة ومصررون على الدفاع والمقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني وهذه هي قصة حزب الله منذ البداية حتى اليوم".
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي في لبنان، قال السيد نصر الله "كلنا مهتمون بمتابعة الانتخابات البلدية في لبنان وعمليات الترشح والمشاركة فيها مسألة أساسية ومهمة جدا"، ولفت الى ان "الانتخابات البلدية في لبنان لا تبتعد عن السياسة ولكن يجب المحافظة على البعد الخدماتي"، معتبراً أن دخول الأحزاب السياسية في الانتخابات البلدية والاختيارية يقلل من الخسائر في ظل الظروف الحالية"،داعياً "الجميع الى الالتزام والتصويت للوائح التي تم تشكيلها من قبل حزب الله بالتحالف مع غيره من الاحزاب وخاصة مع الاخوة في حركة امل".
وفيما يتعلق بموضوع الرئاسة اللبنانية، أكد السيد نصر الله أنه لا جديد فيه وجزء من حله في السعودية وجزء في لبنان"، واضاف "سبق ان قلنا للجميع في العلن وفي الجلسات الداخلية من هو المخول للحديث معه حول هذا الملف ومن هو الذي يجب التفاوض معه".
وفي النهاية توجه السيد نصر الله بالشكر إلى كل المساهمين في دعم المقاومة واكد: "أننا سنبقى المقاومة التي تحقق الإنتصارات والإنجازات وانتم في الأساس شركاء فيها لأنكم جاهدتم في المال والمواقف والإحتضان واحتضان البيئة الحاضنة هو من أهم عوامل المقاومة"، مؤكداً ان أهم عنصر من عناصر قوة المقاومة هي حاضنتها الشعبية، لذلك أصبح هناك وعي بضرورة إستهداف هذه البيئة لدى الأميركي والإسرائيلي من أجل ضرب عزمها وإبعادها عن هؤلاء المقاومين من أجل عزلهم وتسهيل ضربهم أمنيا وعسكريا، معتبرا ان سوريا كانت حاضنة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، مؤكدا ان العدو زاد في تركيزه خلال الآونة الأخيرة على إستهداف حاضنة المقاومة وشعبيتها وثقافتها.