الوقت - اصبح المرشح الملياردير المتقدم والمثير للجدل في الحزب الجمهوري "دونالد ترامب" المرشح المحتمل للفوز بترشيح حزبه في الإنتخابات المقبلة في ظل إنسحاب أكبر منافسيه في الإنتخابات التمهيدية "تيد كروز".
وخطف ترامب الاضواء منذ اليوم الأول لإعلان الترشح في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية من بوابة التصريحات المثيرة للجدل ومستفيدا من تجربة السنوات المتتالية من العمل كمقدم البرامج التلفيزيونية وخبرته في خطف الانظار.
وتمكن المرشح الثري في الحزب الجمهوري بفضل عمله وخبرته في إيراد البيانات المثيرة، أن يضع قطار حملته الإنتخابية على سكة الترشيح النهائي للحزب الجمهوري في الإنتخابات الرئاسية عبر إنشاء العلاقة الوثيقة مع العرق الأبيض من الطبقة دون الوسطى في المجتمع الأمريكي.
ويمكن البحث عن جذور نجاح ترامب في الاقتراب من الترشيح النهائي للحزب الجمهوري في عاملين رئيسيين هما: 1- فراغ القيادة في الحزب الجمهوري 2- القدرات الشخصية والثراء.
- فراغ القيادة: برزت المشكلة الداخلية للحزب الجمهوري أكثر فأكثر للمراقبين والمحللين منذ بداية الحملات الإنتخابية التمهيدية عبر تسجيل 17 مرشحا جمهوريا.
الحزب الجمهوري الذي يعاني من فراغ القيادة منذ نهاية عهد الرئاسة لجورج بوش الأب وفقدان قيادات ذات شعبية كثيرة (كدونالد ريغان) لقيادته، لم يتمكن من ملء فراغ القيادة طيلة السنوات الـ 25 الماضية.
وطالما يعاني الحزب الجمهوري مشكلة فراغ القيادة؛ حيث لم يستطع القضاء على هذه المشكلة الصعبة طوال 25 سنة الماضية ووصلت هذه المشكلة ذروتها في الإنتخابات التمهيدية لرئاسة الجمهورية في العام الحالي.
وبينما كان ينتظر المراقبون للشأن الأمريكي أن يدخل الحزب الجمهوري حلبة السباق الرئاسي بعد نهاية عهد الرئيس باراك أوباما الذي طال 8 سنوات، بمرشح قوي وخطاب جديد ليتمكنوا من السيطرة على دفة الحكم في البيت الأبيض، لم يشهد هذا الحزب تطورا بهذا المستوى ويواجه الناخبون الجمهوريون خيارين أحلاهما مر؛ حيث أن إختيار تيد كروز أو دونالد ترامب يعتبر اختيارا بين السيء والأسوأ والتطور الدرامي الذي حصل في الحزب الجمهوري هو أن القادة الكبار في الحزب أصبحوا مضطرين لقبول ترامب كالمرشح النهائي بعد إنسحاب كروز.
ويشبه واقع الجمهوريين هذا في الإختيار بين ترامب وكروز، الإنتحار إما بالسم أو بالدواء؛ حيث أن المتنفذين من أقطاب الحزب لم يكن ولم يزل لايقبلون بالكامل أيا من المرشحين المتقدمين.
وفي حال تسليم القادة الكبار في الحزب الجمهوري لنتائج الإنتخابات التمهيدية، سيضظر هؤلاء لدعم مرشح يفتقر الخبرة السياسية في الحزب ويفقد أي خلفية في النشاطات السياسية وقد تعارض سياساته مع مبادئ الحزب الجمهوري ومواقفه فضلا عن دلالة إستطلاعات الرأي على أنه يتمتع بفرص قليلة للفوز أمام الوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون المرشحة المتقدمة في الحزب الديموقراطي.
الحقيقة هي أن الحزب الجمهوري دخل في ورطة كبيرة وإذا وضع القادة الكبار في الحزب بيضاتهم في سلة دعم ترامب، فيعلمون مسبقا أنهم راهنوا على الحصان الخاسر وإذا إمتنعوا عن هذا الفعل، فليس لهم خيار آخر لتقديمه في السباق الرئاسي فضلا عن كون الإمتناع عن دعم مرشح حصل على تاييد ملايين من الناخبين في الولايات الأمريكية المختلفة، نوعا من الإستهزاء وتجاهل مستلزمات المنافسة الديموقراطية والأصوات الشعبية وقد يدفع الجمهوريون تكاليف سياسية باهظة في المقابل.
2 – القدرات الشخصية لترامب: بالنظر إلى المسيرة الإنتخابية الماضية والأفق المستقبلي، يمكن القول إن الحزب الجمهوري يعتبر من الآن الطرف الخاسر الأكبر في السباق الرئاسي، إلا إذا تمكن ترامب الساحر من أن يخلق مفاجئة أخرى بعد تقدمه في الإنتخابات التمهيدية والذي حصل خلافا للتوقعات، ويفوز على كلينتون خلافا لكل التقديرات وإستنادا إلى قدراته الشخصية وإن لم يحصل تطور كهذا فسيكون خسارة الجمهوريين متوقعا.
لكن من السابق لأوانه تعيين المرشح النهائي للحزب الجمهوري ويجب الإنتظار لما يحصل في المؤتمر الأخير للحزب في الصيف المقبل وقد تحدث التطورات الجديدة طيلة الأسابيع المقبلة تغييرا أساسيا في المسيرة الراهنة لإختيار المرشح النهائي للجمهوريين.