الوقت - يُعتبر مؤسس شركة "مايكروسوفت" الأمريكية للبرمجيات، وليام هنري غيتس الثالث (William Henry Gates III) المشهور بإسم "بيل غيتس" واحداً من أكثر الشخصيات جذّابية حول العالم في الوقت الحاضر، ليس فقط في مضمار التكنولوجيا؛ بل أيضا كشخصية محترمة في المجالات العامّة، ولهذا تحظى وجهات نظره وتعليقاته بأهمية خاصة حيال مختلف القضايا الراهنة.
فقد تحدث "بيل غيتس"في آخر مقابلة أجرتها معه مؤخراً صحيفة ذي فيرج"The Verge" بشأن أحدث القدرات التكنولوجية الخاصة بالتعليم، وتحديداً حول قدرة روبوتات المحادثة المعروفة بإسم جات بوت "Chatbot"، معرباً عن إعتقاده بأنه يمكن التحدث مع هذه الروبوتات كما يتم التحدث مع أي إنسان.
وأطلق غيتس على هذه القابلية إسم ثراء الحوار " Dialogue Richness" والتي يمكن للمستخدمين الإستفادة منها لأغراض التعليم من خلال المحادثة عبر شبكة الإنترنيت "Chatbot".
ويرى غيتس إن هذه الروبوتات بإمكانها أن تقوم بدور الأستاذ المتفرغ لتعليم الطلاب وجعل المواضيع العلمية الأكثر تعقيداً في متناول أيديهم وتقديم النصائح اللازمة في هذا المجال على مدار الساعة. وهذا هو بالضبط ذات الأسلوب الذي إعتمده غيتس في التعليم لحد الشغف.
وأشار غيتس في هذه المقابلة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لشفغه بالمواضيع الجديدة يعود إلى أنه يمكنه مناقشة هذه المواضيع مع أشخاص آخرين وطلب المساعدة منهم من خلال الرسائل الالكترونية الـ "Email" في حال لم يتمكن من كشف أسرارها وتحليل جوانبها الغامضة.
ولفت غيتس الإنتباه إلى أن الأشخاص الذين ليس لديهم فرصة أو إمكانية طلب المشورة والتفاهم مع الآخرين عبر الإنترنيت سواء من خلال المحادثة الـ "Chat " أو الـ " Email" سيفقدون بمرور الوقت الطموح والقابلية على تعلم المواضيع الجديدة والمعقدة خصوصاً إذا كانوا من كبار السنّ الذين عادة ما تكون معرفة مثل هذه المواضيع بالنسبة لهم أقل أهمية من الآخرين.
ويضيف بيل غيتس: ببساطة يمكن القول إنه في حال توفرت لك الفرصة الكافية لتلقي المعارف الصحيحة والارشادات والنصائح العلمية من الآخرين خصوصاً في القضايا الغامضة والمعقدة فمن المؤكد ان الرغبة والطموح سيزيدان لديك من أجل تعلم المزيد من العلوم وفك ألغازها وسبر أغوارها.
وتابع غيتس كلامه بالقول إن روبوتات المحادثة "Chatbot" تعد ببساطة وسيلة ناجحة ومهمة في تعليم الأشخاص لاسيّما الأطفال والتلاميذ على وجه الخصوص بطرق خاصة وذلك من خلال الإستفادة من الحواسيب الإلكترونية الذكيّة "الكومبيوتر" التي يجب أن تكون تحت تصرفهم وبإختيارهم في أي وقت يشاؤون وبالطريقة الصحيحة التي تناسب قابلياتهم وتزيد من رغبتهم في تعلم المواضيع الغامضة التي تناسب أعمارهم.
وتطرق غيتس أيضاً إلى الإمكانات الكثيرة والخدمات المباشرة التي يوفرها الإنترنيت في الوقت الراهن للتلاميذ والأطفال، مؤكداً على أهمية الإستفادة القصوى من هذه الإمكانات والخدمات لأغراض التعليم، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة الإستفادة من روبوتات المحادثة "Chatbot" لهذا الغرض لما توفره من فرصة ثمينة لتعليم ملايين الأطفال أو التلاميذ في مختلف أرجاء العالم وفي آن واحد ودون أي تكلفة ماديّة تذكر.
ومما لا شك فيه أن أقوال بيل غيتس تشير أيضاً إلى الطفرة الهائلة التي تحققت على صعيد خدمات الإنترنيت لاسيّما ما يتعلق بمجال المحادثة "Chatbot" التي وفّرتها روبوتات شركة "مایکروسوفت" عبر برامج التواصل الاجتماعي ومن بينها "تويتر" والتي باتت تعد من أهم عوامل تطوير وتنمية المجتمع البشري.
وتجدر الإشارة إلى أن بيل غيتس هو رجل أعمال ومبرمج أمريكي وأحد أشهر الأثرياء في العالم، وقد أسس عام 1975 شركة "مايكروسوفت" مع بول آلان، ويُعد أيضاً من المتحمسين جداً للقراءة طيلة عمره الذي تجاوز الـ 60 عاماً، حيث يقوم بمطالعة نحو 50 كتاباً سنوياً وينصح في الوقت ذاته بقراءة هذه الكتب.