الوقت - أكد معهد "أمريكان إينتر برايز " الأمريكي إن على واشنطن ان تبعد عن تصوراتها إمكانية تعطيل البرنامج الصاروخي الإيراني.
وقال المعهد في تقرير له إن أمريكا وحلفائها الغربيين لا يمكنهم وقف برنامج إيران الصاروخي مهما فعلوا وستفشل جميع محاولاتهم في تحقيق هذا الأمر كما فشلوا في السابق بوقف برنامج إيران النووي السلمي.
وأضاف التقرير إن مساعي طهران لتقوية برنامجها الصاروخي يهدف في الأساس إلى ردع أمريكا والكيان الإسرائيلي وحلفائهما عن التفكير بشن هجوم على إيران، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذا البرنامج لا يتضمن أيّ تجارب أو محاولات لصناعة أسلحة نووية أو إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2231.
وأكد معهد "أمريكان إينتر برايز" إن الصناعات العسكرية الإيرانية قطعت شوطاً كبيراً وباتت طهران قادرة على تحقيق الإكتفاء الذاتي في هذا المجال على يد خبرائها ودون الحاجة إلى أيّ دعم خارجي.
ولفت المعهد الإنتباه إلى أن أيّ تهديد قد تلجأ اليه واشنطن وحلفاؤها لمنع إيران من تطوير برنامجها الصاروخي سيبوء بالفشل ولن يكون له أيّ تأثير كما فشلت في السابق تهديدات الإدارات الأمريكية المتعاقبة والكونغرس في إرغام إيران على وقف برنامجها النووي رغم الحظر الشامل الذي فرض عليها ولسنوات طويلة.
واعتبر المعهد إن السبيل الأفضل لعرقلة برنامج إيران الصاروخي يكمن في السعي لمنعها من الحصول على تقنيات حديثة تتمكن من خلالها من إطلاق الصواريخ بالوقود السائل، وكذلك زيادة قدرة المنظومات الصاروخية لأمريكا وحلفائها لمواجهة المنظومات الصاروخية الإيرانية بنوعيها المتحرك والثابت.
وختم المعهد تقريره بالتأكيد على أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أيّ حظر جديد قد يفرض عليها من قبل أمريكا وحلفائها وستواصل تجاربها لإطلاق أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية، داعياً واشنطن إلى عدم المكابرة، والإذعان لهذه الحقيقة وهي إن منع طهران من تطوير برنامجها الصاروخي أمر لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع، والسبيل الوحيد لمواجهة المنظومات الصاروخية الإيرانية الثابتة والمتحركة يكمن بترقية التقنيات المضادّة لهذه المنظومات حسب رأيه.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن إيران تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من صناعة وتطوير الكثير من الصواريخ الباليستية بينها "شهاب 3" التي يصل مداها إلى 1300 كلم. كما أجرت في الآونة الأخيرة تجارب ناجحة لإطلاق صواريخ (قدرF وH) التي يبلغ مداها 2000 كلم و 1700 كلم. وجميع هذه التجارب لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الخاص بالإتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع مجموعة (5+1) في تموز / يوليو 2015.
كما يجدر التذكير هنا بأن العديد من القادة العسكريين الإيرانيين بينهم وزير الدفاع العميد حسين دهقان قد أكدوا في وقت سابق رفضهم لتصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية، مؤكدين أن هذا البرنامج لا يمكن التفاوض بشأنه مع أي طرف أجنبي ولن تسمح طهران لأي كان بالتدخل في قراراتها بهذا الخصوص.