الوقت- لا یختلف البعض حول نشأة بعض المنظمات الإرهابية ولاحول اهداف هذه المنظمات و الجماعات, فالتشابه کبیر بین النشأة والهدف وحتی الطریق التی وصلت الیه. ففکرة إنشاء منظمات عدائية بالفعل والقول, ما هی الا وسیلة لتمزيق الخصم بعیدا عن التدخل الفعلي وبدعم لوجستي یتمثل بالمال وتوابعه.
فتنظيم القاعدة مثلا "هو منظمة إسلامية أصولية متعدد الجنسيات تم انشاؤها من بقايا المتطرفين والمجرمين الإخوان المسلمين إضافة إلى مرتزقة الجماعات الإسلامية الجهادية التي كانت تقبع في سجون مصر والجزائر وبعض دول الخليج الفارسي.
وقصة نشأة هذا التنظيم الإرهابي بدأت عندما أندفع المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية لأسباب خاصة بمصالحهم إلى مساعدة الأفغان لطرد السوفييت من أراضيهم.
وبأوامر مباشرة من أمريكا أطلق شيوخ العرب فتاواهم داعين للجهاد في أفغانستان، وعلى الأثر، أخذت أعداد هائلة من الإرهابيين تتدفق على هذا البلد، وكان أبرزهم العضو في جماعة الإخوان المسلمين عبدالله عزام.
اذا فإن عامل الأديولوجيا الذي وظفته امریکا من اجل مصالها مع بعض المستفیدین داخل الدول العربیة وذلك اولا من اجل التخلص منهم وثانیا نشر الفوضى في البلدان التي ارسلوا الیها, هذا العامل جذب اعدادا هائلة من الجهادیین التي کانت صدرت بحقهم احکام الإعدام کما حصل في السعودیة والتي تبینه وثیقة سرية صادرة من وزارة الداخلية السعودية عن اتفاقها مع بعض السجناء القانطين في السجون السعودية من جنسيات عربية وأجنبية سبق وان حكم عليهم بالأعدام عن أسقاط تلك التهم مقابل “الجهاد” في سوريا.
وذكرت الوثیقة التي كانت بعنوان سري جدا والمرسلة بتوقيع مدير المتابعة في وزارة الداخلية السعودية عبدالله بن علي الى رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والى الاستخبارات العامة ”اشارة لبرقية الديوان الملكي والمشار فيها للموقوفين في سجون المملكة المتهمين بجرائم يطبق فيها حكم الشريعة الاسلامية بقتلهم تعزيراً بالسيف “.
وتذكر الوثیقة الى أن تم الاتفاق مع السجناء على اعفائهم من اقامة الحد الشرعي وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم الذين سيتم منعهم من السفر خارج السعودية مقابل تأهيل المهتمين وتدريبهم من اجل ارسالهم الى الجهاد في سورية.
فيقول الباحث بالشؤون الأمريكية و المقيم في واشنطن أستاذ العلاقات الدولية الدكتور علي كامل أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الجنرال ديمفسي قد أصاب كبد الحقيقة عندما إتهم دولة في الخليج الفارسي حليفة للولايات المتحدة بأنها تدعم تنظيم داعش الارهابي و يمضي أن الجنرال ديمفسي إستند في شهادته إلى معطيات دقيقة و تفاصيل دقيقة عن حجم و مدى هذا الدعم الذي تقدمه قطر إلى الجماعات الإرهابية في سوريا و العراق و في مناطق أخرى تجاوز حجمه عشرة مليارات دولار. و يمضي قائلا أن لدى المنظومة الإستخباراتية الأمريكية و خاصة وكالة الأمن القومي و وكالة الإستخبارات المركزية معلومات عن أن هذا الدعم لم يقتصرعلى تقديم الأموال و المساعدات اللوجستية و تمويل صفقات السلاح وإنما في تعبئة و تجنيد آلاف العناصر من تونس و من ليبيا ومن موريتانيا و من المغرب للقتال في سوريا و في العراق.
هذا بالسبة الى دول الخليج الفارسي والغرب اما بالنسبة لتركيا فالأمر أدهى و أمر، تركيا قدمت الدليل القاطع على تورطها في دعم الإرهاب وعلاقاتها المتشعبة مع داعش و جبهة النصرة و جميع الفصائل الإرهابية التي تقاتل في سوريا و في العراق و في لبنان و في دول المغرب العربي عندما تم الافراج عن 34 رهينة تركية كانوا محتجزين لدى داعش، و جاء الإفراج نتيجة لمفاوضات أجراها مدير المخابرات التركي الذي دخل مناطق في شمال العراق تسيطر عليها داعش ليفاوض قيادات من داعش.
لكن أخطر ما تم إماطة اللثام عنه هو معلومات و معطيات صدرت عن عدة أجهزة إستخبارات تؤكد وجود 12 ألف عنصر جهادي في تركيا تتدرب و تتموضع في 3 مراكز تدريب في جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية و العراقية، أي أن تركيا لا تزال تطور من مستوى علاقاتها و دعمها لهذه الجماعات مثل داعش و جبهة النصرة، و فصائل أخرى .
هذا من جهة ومن جهة اخرى يقوم داعش ببيع نفطه بثمن "منخفض" لكل مشتر: على عكس البراميل التي تكلف أكثر من 30 دولارًا للبرميل في السوق العالمية، يبيع داعش براميل بسعر 30 دولارًا. وحين يكون الثمن رخيصًا، فهنالك من يشتري .
فبحسب التقارير، يُباع النفط بواسطة بائعين لزبائن مختلفين في تركيا. تغض السلطات التركية الطرف عن دخول البراميل، التي يصدّر قسم منها للشرق الأقصى بأسعار أعلى. تدعم السلطات التركية بذلك الاقتصاد التركي ويتعاظم داعش اقتصاديًّا أيضًا .
كذلك، نشرت قناة تلفزيونية ألمانية مؤخرًا أنه يعمل في إسطنبول مكتب تجنيد غير رسميّ لداعش. حسب ما نشر، يستخدم المكتب كمحطة عبور للأوروبيين المعنيّين بالانضمام في صفوف القتال إلى جانب داعش، ويتوقفون في طريقهم عند المكتب ويأخذون فيه400دولار .
کل هذا الدعم لم یقتصر على المادي واللوجستي بل تعداه سعوديا "الى الدعم بالمفهوم الثقافي والإديولوجي عبر الكتب الوهابية التي تنتجها الرياض والتي تصرف ملايين الدولارات عبر الاعلام وغيره من اجل تسويق الفكر التكفيري التي رعته منذ نشأته على يد محمد عبد الوهاب.
هذا الدعم كله و بحسب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني و بإعترافه أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان إلى الدوحة بأنه عبارة عن دعم لجماعة الإخوان المسلمين حتى لا يجدوا أنفسهم ضحية أسوة بإخوانهم في مصر اللذين أسقطهم الإنقلاب العسكري الذي قاده السيسي في مصر . و رغم كل هذه الحقائق و غيرها و الأدلة القاطعة على تورط تركيا و قطر والسعودية ليس فقط في دعم الإرهاب و إنما في تشجيعه و تمديده إلى ساحات أخرى فإن الولايات المتحدة و كذلك الغرب لا تزال تعتبر هذه البلدان حلفاء لها في الحرب ضد الإرهاب .