الوقت- العالم شهد فترات متفاوتة و مختلفة الأشكال من صراع القطبين الأكبر عالمياً أي أمريكا و روسيا، و اشتدت المنافسة بين العملاقين العالمين في كل المجالات و الأصعدة، و لكن اشتد وطيس هذه المنافسة في السباق التسلحي و التكنولوجي العسكري، و اليوم نرى أمريكا تعترف مرة اخرى لحاجتها لبعض الصناعات الروسية و هذا خير دليل على تقدم الروسي صناعياً و تكنولوجياً و على عافية القدارت الروسية حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
وزارة الدفاع الأمريكية ستحتاج إلى شراء ما يصل إلى 18 محركا روسي الصنع
جاء على لسان نائب وزير الدفاع الأميركي "روبرت وورك" ان وزارة الدفاع الأمريكية ستحتاج إلى شراء ما يصل إلى 18 محركا آخر روسي الصنع من طراز أر دي- 180 لتشغيل صواريخ تحمل الأقمار الصناعية الأميركية إلى الفضاء خلال السنوات الست المقبلة أو نحو ذلك.
و خلال حديث صحفي أوضح "وورك" ان الولايات المتحدة بحاجة لضمان وجود ما لايقل عن وسيلتين ميسورتي التكاليف وموثوق بهما للوصول للفضاء، معتبراً ان محركات أر دي-180 ستكون ضرورية فقط خلال ما وصفه بفترة انتقالية لتطوير محرك داخلي جديد للصواريخ.
كما صرح قائلاً "اننا لا نرى أي وسيلة تمكننا من الحصول على محرك جديد في أي وقت أقل من ست سنوات. ولذلك خلال المرحلة الانتقالية نعتقد بقوة أننا بحاجة إلى محركات أر دي -180".
وحظر الكونغرس استخدام محركات الصواريخ أر دي-180 الروسية لأغراض عسكرية بعد 2019 في أعقاب ضم روسيا منطقة القرم الأوكرانية في 2014.
ولكن النواب الأميركيين خففوا الحظر أواخر العام الماضي بسبب شعورهم بقلق من أن ذلك قد يؤدي إلى تعطل مشروع "يونايتد لونش آلاينس" المشترك بين شركتي لوكهيد مارتن وبوينج ويترك في الساحة فقط شركة "سبيس إكس" ذات الملكية الخاصة لإطلاق الأقمار الصناعية.
حاجة أمريكا لمحركات الصواريخ الروسية سابقة و صفقة المحركات وقعت في 2015
في وقت سابق من السنة الماضية أعلن الممثل التجاري الروسي لدى الولايات المتحدة، "ألكسندر ستيدنيك"، لوكالة "نوفوستي"، أن عقد توريد محركات الصواريخ من روسيا إلى أمريكا ينفذ، بعض النظر عن العقوبات المتخذة ضد موسكو.
وقال ستيدنيك: "من الواضح أن أمريكا تدرك حاجتها لتلك المعدات الروسية، لتطوير تقنية الصواريخ، أو سوف يكونوا مجبرين للاقتصار من المشاريع المكلفة. لهذا السبب يستمرون في شراء محركاتنا".
وأشار الممثل التجاري إلى أن العمل ما زال جاريا وفق العقد الذي تم توقيعه سابقا بين البلدين، في بداية عام 2015، حيث أبرمت شركة " إنيرغيا" للصواريخ الفضائية الروسية اتفاقا مع الشركة الأمريكية "أوربيتل سيانس كوربيريشن" لشراء محركات الصواريخ من نوع "أر دي-181"، بمبلغ يقدر بحوالي مليار دولار أمريكي. وينص العقد بأن توفر روسيا 60 محركا من هذا النوع للجانب الأمريكي.
وأضاف ستيدنيك أن العقوبات طالت العقد الموقع بين البلدين، ولكن قام الجانب الأمريكي بتغيير موقفه بسبب حاجة أمريكا الملحة لهذه المحركات.
يذكر أن الكونغرس حظر في وقت سابق، استخدام المحركات الروسية بعد عام 2019، ووفقا لتقارير فإن أمريكا تعمل على تصنيع محركات خاصة بها، لكن ثمة مخاوف لدى المسؤولين من إمكانية العجز عن صناعة ما محركات توازي الجودة و الامكانات الروسية.
أمريكا استعانت بمروحيات روسية لمحاربة الأفغان سابقاً
يبدو أن الحاجة الأمريكية لروسيا لم تقتصر على محركات الصواريخ المتينة التي تنفرد بها روسيا، فقد سلمت روسيا تسع طائرات خاصة متطورة من طراز مي – 17 التي تصنعها شركة "اوبورون بروم" الصناعية الموحدة الروسية في إطار دعم الامريكيين على محاربة مسلحي أفغانستان ضمن عقد يقضي بتجهيز 21 مروحية من الطراز نفسه.
و كانت الولايات المتحدة تعاقدت مع روسيا لشراء هذه الطائرات لنجاحها في قيام عمليات من نوع العمليات العسكرية المساندة للقوات في تضاريس وظروف أفغانستان القاسية اضافة لدعم وإسناد القوات الأمريكية و القوات الدولية المتواجدة في أفغانستان انذاك.
هذا و يجدر الاشارة الى أن روسيا تمكنت من عقد صفقات كثيرة لبيع الاسلحة و التكنولوجيا الحربية في السنوات القليلة الماضية و خاصة بعد الاستعراض القوي لفاعلية السلاح الروسي بعد الاقدام على التدخل في سوريا لمحاربة الارهابيين، الأمر الذي درّ بمليارات الدولارات على روسيا و رفع رصيد سمعة الصناعات الروسية الحربية و غيرها وباتت المروحيات خاصة و مختلف الأسلحة الروسية تستخدم حالياً في أكثر من 100 بلد، و استطاعت روسيا استرجاع الكثير من اسواقها التي فقدتها في السابق.