الوقت: أعلنت الأمم المتحدة دعمها للمبادرة الروسية الرامية إلى تنظيم لقاء في موسكو، في كانون الثاني/يناير المقبل، يجمع النظام والمعارضة السوريين، من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية .
وأفاد المكتب الإعلامي لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في بيان له، إن الأمم المتحدة تتابع عن كثب المبادرة الروسية .
وأكدت الأمم المتحدة في بيانها، دعمها للحل السياسي الرامي لإنهاء الأزمة في سوريا "المدمرة" بحسب البيان، كما أعربت عن ترحيبها بكل أنواع المبادرات التي من شأنها تقليص العنف في سوريا .
وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكساندر لوكاشفيتش، سبق أن صرح بأن بلاده ستدعو ممثلي المعارضة السورية إلى موسكو، قبل بدء اللقاء بين النظام والمعارضة الذي يتم الإعداد له ليكون بعد 20 كانون ثاني/يناير المقبل، كما أوضح أن ممثلي الحكومة السورية سينضمون إلى مفاوضات موسكو في وقت لاحق .
في غضون، ذلك كشف منذر خدام، رئيس المكتب الإعلامي فيما یسمى بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة السورية عن بدء التنسيق الأسبوع القادم بين أكثر من 20 فصيلا معارضا للإعداد لعقد لقاء في القاهرة بهدف التوصل إلى رؤية سياسية واحدة تحت عنوان "خريطة الطريق لإنقاذ سوريا" يمكن التوجه بها إلى لقاء موسكو الموسع بالنسبة للمعارضة .
من جانبها أعلنت سوريا استعدادها للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري يضم وفداً من الحكومة ووفداً من المعارضة تسعى روسيا لعقده في موسكو بهدف التوصل إلى توافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي من أجل حل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ نحو أربع سنوات .
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين حسب وكالة سانا للأنباء إنه "في ضوء المشاورات الجارية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء ".
وأوضح المصدر، أن قرار المشاركة يأتي انطلاقا من حرص سوريا على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازيا مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة .
وأضاف المصدر إن سوريا تؤكد أنها كانت ومازالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقناً لدماء السوريين كافة .
وبحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع سفير سوريا في موسكو رياض حداد الأربعاء الماضي قضايا الحل السياسي للأزمة في سوريا .
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إنه تمت خلال الاجتماع مناقشة قضايا الحل السياسي للأزمة في سوريا بما في ذلك الاقتراح الروسي حول تنظيم اتصالات غير رسمية بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة على الاراضي الروسية ويبدو ان الديبلوماسية الروسية قد قطعت شوطاً مهماً في مبادرة جمع معارضين سوريين في المرحلة الاولى تمهيداً للقاء المزمع مع مسؤولي النظام السوري في العاصمة الروسية ، وتؤكد الاوساط الروسية في جنيف ان هدف موسكو من جمع المعارضين له بعدان، الاول ايجاد قواسم مشتركة بين المعارضين انفسهم في اطار البحث عن الحل للأزمة، والثاني تسهيل عمل المفاوضات بين هؤلاء والنظام .
وقالت هذه الاوساط انه لن يكون لموسكو اي تدخل او أي اجندة خاصة لا في اللقاء الاول للمعارضين ولا في اللقاء الثاني مع السلطة "فهم أطراف الأزمة وعليهم ايجاد الحلول لها ".
وقالت مصادر اعلامية مطلعة انه من أجل تحضير البيئة الملائمة لإنجاح المبادرة كانت حركة روسية على أكثر من صعيد قامت بها روسيا لمعرفة ما يمكن طرحه والسير به من أفكار تناسب المعادلات القائمة اقليمياً ودولياً، ولهذا بدأ الأمر كما يذكر الجميع بلقاءات ثنائية سورية روسية على أعلى المستويات حصلت في سوريا وروسيا بالتناوب وانتهت إلى وقوف روسيا بعمق على حقيقة الموقف السوري من الحل السياسي والذي يتمثل بأمور أربعة لا يمكن الالتفاف على أحدهما وهي الرغبة السورية القاطعة بايجاد حل سياسي يخرج البلاد مما هي فيه ، و الاحترام الكامل لسيادة سوريا ووحدتها ، و حق السوريين وحدهم بتقرير ما يتعلق ببلدهم دونما إملاء أو هيمنة من أحد ، و ضرورة انخراط الجميع في محاربة الارهاب ورفض أي محاولة تقود إلى جعل الإرهابيين أو المرتبطين بالخارج جزءاً من الحل .
وتقول هذه الاوساط العلمية ان روسيا قد أظهرت تفهماً كلياً لا بل اقتناعاً كلياً بالموقف السوري، وهو على أي حال موقف لا ينازع فيه عاقل يتمسك بكرامة دولته، ومن أجل تحصين الموقف يبدو أن روسيا رغبت في الاطلاع على سقف أو حدود مواقف حلفاء سوريا، ولهذا كانت حركة المبعوث الروسي للمنطقة ميخائيل بوغدانوف التي سمع خلالها الى اراء ونظريات المعارضة ما يجعل روسيا أكثر صلابة للتشبث بالثوابت الوطنية السورية حيال أي طرح أو اقتراح حول الحل .