الوقت: في تصریحات تبعث على الاستغراب ، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من وجود مشروع لتأسيس كيان كردي جديد في شمالي سوريا، منتقدا في الوقت نفسه تركيز الغرب على المعارك في كوباني ونسيان ما يحدث في مدينة حلب ، وقال أردوغان خلال اجتماع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في إسطنبول إن المشروع الذي يعد لإقامة كيان كردي في شمالي سوريا يشكل تهديدا لأمن تركيا ، ولم يقل اردوغان ان تنظيم داعش الذي يحاربه الاكراد الآن يشكل تهديدا لأمن تركيا .
كما انتقد أردوغان الغرب لتركيزه على منطقة كوباني التي وصفها بأنها خالية من السكان، وغض الطرف عن ما تتعرض له مدينة حلب ، وقال اردوغان : قد لا يمثل الموضوع مشكلة للأسد ولكن هناك احتمال تشكيل كيان جديد في صورة توحيد الكانتونات الثلاث القائمة هناك، وهذا يمثل مشكلة لبلادي ويشكل تهديداً، ولا نستطيع التغاضي عن هذا الأمر .
وكرر اردوغان انتقاده للأسلحة التي ألقيت في كوباني، مشيراً إلى أن قسما منها وصل إلى يد داعش والقسم الآخر حصل عليه حزب العمال الكردستاني وأنه يعتبر كلاهما تنظيمان إرهابيان ولا فرق بينهما .
وكانت صحف تركية قد نقلت عن أردوغان قوله إن مسؤولي الاستخبارات الأتراك سيحذرون زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كردي مستقل في شمالي سوريا قرب الحدود التركية .
ویبدي المسؤولون الأتراك دوما تخوفهم حيال الأكراد وتحركاتهم والمعروف ان تركيا تعاني من أزمة كردية منذ سنوات لكن قيام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بوصف الاكراد بأنهم لافرق بينهم وبين تنظيم داعش مدعاة للاستغراب حيث ان تركيا تسعى منذ بعض الوقت الى التوقيع على معاهدة سلام مع حزب العمال الكردستاني ينهي الصراع الدامي بين الطرفين والذي خلف اكثر من اربعين الف قتيل من الجانبين فكيف يريد اردوغان التوقيع على اتفاقية سلام مع من يصفهم بالارهابيين .
ولاتوجد مشتركات بين الأكراد وتنظيم داعش لكي يقوم اردوغان بوصف هؤلاء بأنهم لافرق بينهم وبين داعش ، فالاكراد هم ابناء هذه المنطقة ولهم تاريخ طويل من العيش فيها منذ آلاف السنين وهم شعب يتعايش مع الايرانيين والعراقيين والسوريين والأتراك منذ قرون ولهم ثقافة مشتركة في الكثير من النواحي مع ابناء هذه المنطقة كما انهم ينتمون الى مذاهب اسلامية معروفة ومنتشرة في البلاد الاسلامية لكن تنظيم داعش هو تنظيم غريب على المنطقة واعضاؤه هم من شذاذ الآفاق وان اساليبهم في القتال والقتل تختلف مع كافة المسلمين .
ولايحق لاردوغان ان يبرر مأساة مدينة كوباني الكردية ومنع تركيا لذهاب الاكراد اليها والدفاع عنها امام هجوم تنظيم داعش الارهابي بسبب احداث مدينة حلب السورية وكأن اردوغان يريد ان ينتقم من الأكراد بسبب ما جرى في حلب او غيرها من المدن السورية .
ان عدم رضى اردوغان عن مجريات الاحداث في سوريا وعدم نجاح الجماعات الارهابية التي دعمتها تركيا والسعودية وقطر والاتحاد الاوروبي وامريكا في قلب نظام الحكم في سوريا لايمكن ان تعتبر ذريعة لاطلاق يد تركيا في فعل ما تشاء ازاء الاكراد وقضاياهم .
ويكذب اردوغان حينما يقول ان كوباني خالية من السكان فعدد الاكراد من الذين سقطوا دفاعا عن كوباني في وجه هجوم داعش يبلغ اكثر من سبعمئة قتيل منذ اندلاع المعارك بين الجانبين واكثر هؤلاء هم من سكان المدينة من الرجال والنساء كما ان اخلاء المدينة وتهجير اهلها لايمكن ان يكون تبريرا لتركها لقمة سائغة لتنظيم داعش .
وكان يمكن ان تستمر الحياة في كوباني في حال سمحت تركيا للمقاتلين الاكراد بالذهاب الى هذه المدينة والدفاع عنها ومنع اقتراب تنظيم داعش عنها لكن تركيا قد ساهمت في ترك الساحة مفتوحة لارهابيي داعش في كوباني .
ويبدي اردوغان قلقا بالغا حيال احتمال اعلان الاكراد لكيان مستقل لهم في الاراضي السورية ولانرى مثل هذا القلق عند اردوغان حينما اعلن تنظيم داعش الارهابي دولته المزعومة فلم يشن اردوغان هجوما عليها ولم يستنكر واضافة الى ذلك دعمت تركيا تنظيم داعش ووفرت له الدعم اللوجستي وحرية التنقل وجذب الافراد من دول اخرى وفتحت حدودها امام تنقل الداعشيين الى سوريا والعراق وهذا كله يثبت زيف ادعاءات اردوغان بأنهم يريدون الاستقرار في هذه المنطقة .