الوقت- صفقات الأسلحة الفرنسية للنظام السعودي توجت بتقدير "فرانسوا هولاند" لمحمد بن نايف في قصر الإليزيه بتقليده وسام جوقة الشرف وهو أعلى وسام فرنسي، الجدير ذكره أن هذه الزيارة جاءت بدعوة من "هولاند" لنايف، الزيارة وما اشتملتها من الظروف التي تعيشها المنطقة سواء في اليمن وسوريا والعراق أو مؤخراً لبنان إلى تقليد الوسام طرح مجموعة من الأسئلة التي تصب حول الهدف من هذه الزيارة والتوقيت الذي جاءت فيه، كما وأن علامة الإستفهام الموجودة حول دعوة "نايف" وما تثير من حساسية داخل العائلة السعودية الحاكمة مع وجود توجه لسلمان بتولية أبنه مقاليد الحكم من بعده.
زيارة نايف والمكافأة الفرنسية
أولاً: زيارة "نايف" لفرنسا أو بمعنى آخر دعوة "هولاند" له تأتي في اطار الشراكة الفرنسية السعودية المرتبطة بملفات المنطقة، فمجريات الأحداث في اليمن والتي تشير إلى فشل سعودي ومن معها جعل الطرف السعودي في الآونة الأخيرة یتحرك ویجري مشاوراته في اطار وضع رؤية أوضح لأفق ومستقبل العدوان. كما الحاجة إلى بحث آخر التطورات على الساحة السورية وبالأخص على ضوء الهدنة التي لا زالت سارية وبالخصوص مع وجود قلق سعودي من أن تكون آفاق الوضع السوري في المرحلة القادمة غير متناغمة مع الطبيعة والرؤية السعودية. وكأن هذه الزيارة أو إن صح التعبير الدعوة الفرنسية هي عربون تقدير ومكافأة فرنسية للطرف السعودي على جل خدماته التي يؤديها في المنطقة لصالح المحور الغربي وهو ما ترجم بالوسام الفرنسي.
هناك حاجة سعودية للملمة توافق على الإستمرار بتعزيز خيار مساعدة الجماعات الإرهابية في سوريا والحفاظ على دعم استمرار خيار العدوان على اليمن وعدم الدفع نحو الذهاب إلى حلحلة وحوار.
ثانياً: من جملة الموضوعات الأساسية التي طرحت أيضاً هي الأزمة التي افتعلتها السعودية مؤخراً مع الجانب اللبناني، حيث كان من المقرر أن يلعب الجانب الفرنسي دور المتعهد بتسليم التقدمة العسكرية للجيش اللبناني مقابل الثلاث مليارات، وبغض النظر عن الأسباب التي تقف خلف تعطيل فعالية هذه الهبة من الجانب السعودي مع الحديث عن أن الهبة ماتت مع موت المانح والخلافات حتى آنذاك داخل العائلة حيال هذه الهبة، فإن هكذا موضوع كان جدير بطرحه من الجانب الفرنسي.
ثالثاً: الحملة الإعلامية السعودية بوجه لبنان مؤخراً والمحاولة مجدداً باللعب على الوتر المذهبي والطائفي، ومع وجود شبه حاجة فرنسية للمحافظة على الإستقرار على الساحة اللبنانية وضرورة ترك الباب مفتوحاً مع الجانب اللبناني وفق الرؤية الفرنسية وهو ما استدعى إلى تداول هذه الموضوعات.
رابعاً: فرنسا إلى جانب كل الإعتبارات الموجودة، وتشابك المصالح، إلا أن الرابط الأكبر بينها والسعودية مرجعه المصالح الإقتصادية المشتركة، ففرنسا تعتبر الثالث على الأراضي السعودية من ناحية الإستثمار، وهناك ضرورة فرنسية لفتح مزيد من أسواق تصدير سلاحها، هذا الإعتبار هو الذي يترجم هذه الدعوة أو الزيارة وغيرها من الزيارات المتبادلة. إذن النفط والمال السعودي مقابل المباركة الفرنسية.
هناك تساؤل حول دعوة "نايف" والذي بقي منذ مجيء "سلمان" معزولاً عن الدائرة الإعلامية، لتأتي هذه الدعوة من الجانب الفرنسي التي ما كانت لتكن بإرادة "سلمان" الاب والأبن لولا أنها جاءت على لسان فرنسي، وعليه قد ينظر إلى هذه الدعوة على أنه رسالة فرنسية صغيرة للسعودية بالإستياء من جملة موضوعات تتعامل معها الاخيرة.