الوقت- وسط تزايد الانقسامات والخلافات بين أعضاء الاتحاد الاوروبي، تعقد قمة اوروبية تركية طارئة في العاصمة البلجيكية بروكسل للتوصل الى اتفاق بشأن الحد من تدفق المهاجرين الى اوروبا.
وتداعى زعماء دول اوروبية الى بروكسل مجددا من اجل قمة مع تركيا وقضية اللاجئين التي باتت القضية الابرز لهؤلاء مع استمرار السلطات التركية بفتح حدودها امام الاف اللاجئين القاصدين اوروبا، فيما يبدو بحسب مراقبين بأنها ورقة ضغط تستفيد منها انقرة لمزيد من المساعدات المالية الاوروبية مقابل مسألة انضمام تركيا الى الاتحاد.
وأظهرت مسودة اقتراح يوم الاثنين أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف الأموال التي يقدمها لتركيا لمساعدة اللاجئين السوريين على أراضيها ويستقبل بعض السوريين مباشرة من تركيا.
واشتملت مسودة البيان التي جرى توزيعها خلال قمة للاتحاد الأوروبي وتركيا على إجراءات قد يتخذها الطرفان لوضع حد لأزمة اللاجئين.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي وتركيا إن مسودة خطة العمل المحتملة الجديدة للاتحاد وتركيا تستند إلى مقترحات من تركيا ووزعها دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي كأساس للمناقشات بين زعماء الاتحاد الذين سيجتمعون مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في وقت لاحق يوم الاثنين.
ويشمل النص اقتراحا بأن يعود لتركيا جميع المهاجرين غير القانونيين من الجزر اليونانية بمن فيهم السوريون على أن يستقبل الاتحاد الأوروبي وبشكل مباشر لاجئا سوريا من تركيا مقابل كل سوري تقبل تركيا عودته إليها من الجزر اليونانية.
وسيعرض الاتحاد الأوروبي على تركيا ثلاثة مليارات يورو(3.3) مليار دولار إضافية حتى نهاية 2018 لمساعدتها في إيواء السوريين وهو ضعف المبلغ المعروض سابقا.
وسوف يسهل الاتحاد الأوروبي أيضا الإجراءات المطلوبة من الأتراك للحصول على تأشيرة دخول إلي دول منطقة شينجن بنهاية يونيو حزيران أي قبل الموعد المحدد سلفا لهذا الأمر.
وفي هذا السياق أكد وزير المالية الألماني فولجانج شيوبله إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لدعم جاراتها الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في أزمة اللاجئين.
وقال شيوبله قبل اجتماع لوزراء خارجية منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) في بروكسل "نتعامل بسخاء وسنظل كذلك"، مضيفاً أن أزمة اللاجئين أثرت على قدرة ألمانيا على المناورة المالية لكنها لم تجبرها على إجراء أي خفض في الموازنة مؤكدا على ضرورة فصل هذه الأزمة عن برنامج الإصلاح الذي تطبقه اليونان.
يسعى الاتحاد الاوروبي الى وقف تدفق اللاجئين من خلال زيادة الضغوط على تركيا واليونان ومنحهما مساعدات.
وهاتان الدولتان هما نقطة الدخول الرئيسية الى اوروبا، اذ تشكل اليونان الحلقة الى طريق البلقان التي كان يسلكها مئات الآلاف المهاجرين الى ان قررت الدول التي تمر بها الطريق اغلاق حدودها في موقف بات يحظى الان بدعم الاتحاد الاوروبي.
الا ان مصادر رسمية المانية قالت: ان هناك تكهنات باغلاق طريق البلقان، لكنها معلومات لا تزال في خانة التكهنات في وقت لا تزال فيه المفاوضات والمشاورات جارية.
وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل: "انها مسألة مشتركة امام الاتحاد.. ويجب علينا ان نوجد حلا اوروبيا لهذه المسألة".
وعلى ضوء تلك التطورات لا يزال آلاف العالقين في اليونان على الحدود المقدونية يننتظرون السماح لهم بالعبور، وسط اسئلة مرسومة على وجوه العالقين، وظروف انسانية اقل ما توصف بأنها غاية في السوء.
اجتماع للناتو لبحث سبل التصدي لشبكات تهريب المهاجرين
وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل جمعه برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الحلف أرسل سفنه إلى المياه اليونانية والتركية في بحر إيجه يوم الاثنين للتصدي للشبكات الإجرامية التي تهرب المهاجرين إلى أوروبا متغلبا بذلك على الحساسيات في اليونان وتركيا.
وقال ستولتنبرج في وإلى جواره "يبدأ الحلف أنشطته في المياه الإقليمية اليوم"، وأضاف "نقوم بتوسيع تعاوننا مع وكالة فرونتكس لحماية حدود الاتحاد الأوروبي ونزيد عدد السفن التي ننشرها" مضيفا أن فرنسا وبريطانيا وافقتا على إرسال سفن إلى بحر إيجه.
وتقود ألمانيا مهمة الحلف التي تم الاتفاق عليها في 11 من فبراير شباط وتشمل أيضا سفنا من كندا وتركيا واليونان. وكانت السفن موجودة في المياه الدولية حتى الآن
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن الاقتراحات التي قدمتها تركيا في محادثاتها الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي تهدف لإنقاذ اللاجئين والتصدي لمهربي البشر وتبشر بعصر جديد في العلاقات بين بروكسل وأنقرة.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي لحلف شمال الأطلسي في بروكسل "بهذه الاقتراحات الجديدة نهدف لإنقاذ اللاجئين والتصدي لمن يسيئون استغلال وضعهم وبدء عصر جديد في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وكان تركيا طالبت من الاتحاد الأوروبي بتعويض بقيمة 3 مليارات يورو لصرفها على تحسين ظروف اللاجئين المتواجدين في أراضيها، وقبل حلول الخريف المقبل، بالاضافة إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك الراغبين في دخول دول الاتحاد الأوروبي برحلات قصيرة، في وقت أكد مصدر دبلوماشي أوروبي أن أنقرة عادت وطالبت بثلاثة مليارات يورو جديدة للمساعدة باحتواء أزمة اللاجئين التي تهدد بانفراض عقد الاتحاد الاوروبي.
اردوغان يطالب بـ3 مليارات يورو فورية قبل المساهمة بحل مشكلة اللاجئين
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقد تأخر الاتحاد الأوروبي في تنفيذ التزاماته التي قطعها بتقديم 3 مليارات يورو لبلاده لتخفيف أزمة اللاجئين السوريين هناك.
وقال أردوغان خلال كلمة ألقاها في أنقرة، إن الاتحاد الأوروبي لم يقدم شيئا من المبلغ المذكور رغم مرور 4 أشهر على تخصيصه في إطار اتفاق سابق بين الجانبين، وأضاف الرئيس التركي أنهم في الاتحاد الأوروبي يقولون إنهم يرفضون قدوم اللاجئين إلى أوروبا، و" نحن لا نرسل اللاجئين، هم يتوجهون عبر البحر بمحض إرادتهم، ونحن أنقذنا قرابة 100 ألف منهم، لكن غيرنا أحدث ثقوبا في قواربهم ودفعهم إلى الموت، وهنا يكمن الفرق بيننا وبين الآخرين".