الوقت- في اطار سعيه لنقل مواقف فصائل المقاومة الفلسطينية الى الساحة الاقليمية اجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري حوارا مع ممثل حركة حماس في ايران "خالد القدومي" حول موقف حماس من قيام دول مجلس التعاون الخليجي بوصف حزب الله بالارهاب وكذلك موقف الحركة من اتهام السلطات المصرية لحماس بالارهاب والضلوع في اغتيال المدعي العام المصري السابق "هشام برکات"، حيث اكد "القدومي" ان الدخول في صراعات بين المسلمين لا يخدم القضية الفلسطينية كما شدد على براءة حماس من التهم التي توجهها اليها السلطات المصرية، وفيما يلي نص هذا الحوار:
الوقت: بعد صدور قرار دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي بوصف حزب الله منظمة ارهابية واجه هذا القرار ادانات في داخل لبنان وادانات اقليمية ودولية ومن قبل معظم التيارات والحركات والشخصيات السياسية والثقافية والاعلامية، انتم كممثل حركة حماس في ايران كيف ترون هذا القرار السعودي بامتياز؟
القدومي: ان ما نحن مقدمون عليه في منطقتنا هو عبارة عن معركة ما بين التوجهات وما بين المدارس وما بين الانتماءات وانا احب ان اسميه "ممرات اجبارية" وللاسف هذه الممرات الاجبارية فرضتها علينا القوى الغربية والدولية بمعنى انه يصبح السعودي بالنسبة للايراني عدوا قبل اسرائيل ويصبح الايراني عدوا للسعودي قبل الكيان الصهيوني، و ان الدخول في هذه المعركة لايخدم القضية الفلسطينية.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فالكل يعرف ما قام به حزب الله ولبنان في تموز (2006) وللاسف الشديد بعد ذلك دخلنا في معتركات ليس لها في تقديرنا نحن في حركة حماس الا انها أضرت بالمقاومة واضرت بفلسطين وقد سجلنا موقفنا حول هذا في بيان سابق لاننا كل ما ندعو اليه هو ان تعود هذه المنطقة الى موضوع الوحدة وان تكون بوصلتها فلسطين بدلا ان ننساق وراء ما يريده الغرب لنا، لقد بدأ المسلسل في امريكا حيث تم اتهام الاخوان وحركة حماس بالارهاب وللاسف الشديد صدر بيان قبل يومين من وزير الداخلية المصري يتهم حركة حماس بالارهاب، نحن نرى ان ما يخدم اليوم هو الحوار و لغة الوحدة.
الوقت: من اهم الذرائع لدى دول مجلس التعاون ان حزب الله يمس الامن القومي العربي فيما تقود حزب الله الهوية العربية والسؤال هو هل الامن العربي يكمن في محاربة الارهاب ومحاربة الصهيونية والمعلوم ان حزب الله يقف في الصف الاول لمحاربة الارهاب والصهيونية، اما فيما يتعلق بالهوية العربية فإنها تترجم في محاربة الصهيونية كما تم انطلاق الهوية العربية على يد "جمال عبدالناصر" وهو كان في الصف الاول لمحاربة الصهيونية، اين تقف هذه الدول التي تتهم حزب الله بانه يمس بالامن القومي العربي لمواجهة الارهاب بالمنطقة ومواجهة الكيان الصهيوني؟
القدومي: لقد دخلتم في موضوع وحقيقة نحن في فلسطين لدينا من المشاكل ما يكفينا، ونرى بان هناك مشكلة حقيقية في عالمنا العربي تتعلق بموضوع الانطباعات وقد ذكرت في الاجابة على السؤال الاول ان هناك للاسف اتهامات متبادلة وان هناك ايضا اداء سياسي لجميع الاطراف لايخدم الوحدة و العالم الاسلامي للاسف الشديد داخل في معارك فيما بينهم وافتقد بوصلة الوحدة وبوصلة البعد عن الطائفية وبوصلة البعد عن العرقية وان اسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من هذه المعركة واليوم اذا نظرت الى المنطقة تجد ان الدم الذي ينزل هو دم المسلم فبالتالي لا تسأل الفلسطيني عن تصريح هنا او تصريح هناك، اسأل الفلسطيني عن ماذا يريد الشعب الفلسطيني من أمته؟ نحن نريد ان نرى أمة عظيمة مستقلة موحدة لا تأكلها التفرقة الطائفية.
الوقت: سؤالنا الآخر يتعلق باتهام السلطات المصرية لحركة حماس بالضلوع في اغتيال "هشام بركات" المدعي العام السابق في مصر قبل 7 اشهر، لماذا صدر هذا الاتهمام من قبل السلطة القضائية في مصر ولماذا اتهموا حماس بالضلوع في هذا الاغتيال؟ وهل يمكن ان نقول ان هذا الاتهام يأتي ضمن مسلسل استهداف التيارات والحركات والمنظمات المعادية للكيان الصهيوني في المنطقة وبعبارة اخرى ان هذه الخطوة تأتي في اطار تنفيذ اجندة اسرائيلية لضرب حركات المقاومة من قبل دول الخليج الفارسي وحاليا مصر، كيف ترون هذا؟
القدومي: اسمحوا لي ان اجيب على هذا السؤال في محورين اساسيين، المحور الاول نحن عندنا مقولة في العربي تقول "قلبي على ابني وقلب ابني على الحجر" نحن ننظر الى مصر دائما على انها الشقيقة الكبرى بتاريخها تجاه فلسطين وللأسف الشديد نجد بعض الاشخاص الذين لايعرفون مصلحة بلدهم ومصلحة الامة ولايجدون اي دليل او برهان وبالتالي يلقون بالتبعة على المقاومة وعلى حماس التي كانت دائما حريصة على امن اخوانها في العالم العربي وفي العالم الاسلامي وحماس التي لم تنقل الصراع بينها وبين الكيان الصهيوني الى اي مكان آخر، الان نرى بان هناك عمل فاحش ومشين يراد له ان يكون طبيعيا وهو التطبيع مع الكيان الصهيوني وافشاء العلاقات مع الكيان الصهيوني والافتخار بالعلاقة مع الصهاينة وفي المقابل ادانة اشرف فعل يمكن ان نتحدث عنه وهو المقاومة الفلسطينية، اذا كانت حماس حركة ارهابية فهل حماس ارهبت بطائراتها وجيشها القاهرة والامن المصري؟ هذا كلام لايقبله طفل صغير في الشارع وحتى ابن الشارع المصري لايقبل هذا الكلام، على اخواننا في مصر ان ينتبهوا بان هذه العلاقات بيننا وبينهم هي علاقات في مصلحة مصر وعلاقات في مصلحة شعبنا الفلسطيني، ان هذه الاتهامات تعكر الاجواء وان هذه الاتهامات ليس لها دخل لا في داخل فلسطين ولا في مصلحة مصر، ان هذه القصة تعود الى ما قبل 7 اشهر والان يأتون ويتهموننا امام الناس دون اي دليل ويتحدثون عن اسماء اشخاص هنا وهناك، اظن ان الموضوع اكبر من ذلك، يجب ان تكون علاقتنا وطيدة وطبيعية ونحن دائما سعينا ونسعى سواء في النظام السابق وفي نظام "مرسي" وفي النظام الحالي ان تبقى علاقتنا مع مصر بوصلتها امن البلدين وبوصلتها مصلحة الشعب الفلسطيني ومصلحة الشعب المصري وبوصلتها آمال الامة في الدفاع عن حق المظلومين في شعبنا الفلسطيني المحاصر في غزة فلدينا من المشاكل ما يكفينا حتى لانفكر في شيء آخر، انهم يأتون الان ويتهموننا بقضايا اغتيال هنا وهناك؟ انا اظن ان هذا كلام فارغ وكلام يستدعي السؤال عن هذا التوقيت الذي نسعى فيه نحن الى حسن الجوار ونسعى الى حسن العلاقة بيننا وبين اخواننا في مصر وللاسف الشديد يأتي الاخ المصري ويتهمنا ويتهم المقاومة التي يجب ان تفتخر بها الامة الاسلامية ويفتخر بها عالمنا العربي بهذا الاتهام.
الوقت: هل هذا الاتهام ياتي في اطار تنفيذ اجندة اسرائيلية؟
القدومي: لا اريد ان اتكلم في هذا السياق لكن هم يجب ان يجيبوا على ذلك، لمصلحة من يتم تجريم المقاومة؟ لمصلحة من يتم اتهام اشرف نموذج مقاومة عبر التاريخ الفلسطيني؟ هذا السؤال برسم الاخوة في مصر، لماذا يقوموا بهذه الاعمال التي تفتقر لأبسط القوانين و أبسط مبادئ العقل السياسي؟
الوقت: سؤالنا الاخير يتعلق بآخر التطورات في البيئة الفلسطينية بالنسبة لموضوع حل الدولتين الذي طرحته فرنسا وقد راينا مواقف متعددة تجاه هذا الموضوع ونريد ان نعرف موقف حماس حول هذا الموضوع ما هو الحل المطلوب؟
القدومي: نحن في حركة حماس لدينا موقف واضح و جلي، هناك مرجعيات فلسطينية اشتركنا فيها نحن واخواننا من كل الفصائل الفلسطينية وعبرنا عنه في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني في 2006 وتم التوقيع عليها من جميع الفصائل والتي كانت تسمى وثيقة الاسرى ومن ثم تحولت الى وثيقة الوفاق الفلسطيني رفضنا فيها الاعتراف بالكيان الصهيوني وتحدثنا فيها عن القبول بدولة على حدود 1967و هذا لايعني ابدا القبول بالآخر الصهيوني والاعتراف بحقه، ان القدس عاصمة لفلسطين و يجب عودة اللاجئين كاملا مع التعويض ويجب ان يعترف العالم بالمسؤولية الادبية والاخلاقية كما يجب ان يعود اللاجئون الى الاماكن التي شردوا منها ويجب ان يعوضوا على هذه السنين التي كانوا خلالها في الخارج، هذه استراتيجيتنا الواضحة وموقفنا الواضح الذي اتفقنا فيه مع اخواننا في الفصائل الفلسطينية.
نحن في حركة حماس لا نؤمن بشيء اسمه حل الدولتين، والغريب أن العالم دائماً يطلب من الفلسطيني أن يقول موقفه، في حين أن الجانب الآخر هو من يجب ان يحدد موقفه، ان الظالم واللص والمعتدي الذي سرق ارضي والذي دمر بيتي يجب ان يجيب، هذه الارض ارضنا وجاء اللص ليسرقها، ان فلسطين من بحرها إلى نهرها ومن شمالها الى جنوبها من راس الناقورة الى ام الرشراش هي منطقة فلسطينية يجب ان تحرر، ان الجانب الاسرائيلي غير مقتنع بما يحتله من أرض، و يبحث عن مزيد من الأراضي في منطقتنا العربية، ، فكيف يمكن له أن يتنازل عن أي جزء من فلسطين، ان العالم يقر بحقنا في المقاومة، لأنا نعيش تحت الاحتلال، بالنسبة لنا فلسطين كلها محتلة.
