الوقت- أکد الباحث في قضايا الأمن في الشرق الأوسط "داني مكي" في مقابلة مع قناة روسيا اليوم أن قطر تمد الدول الغربیة بالمال الذي تحتاج إلیه ، وفي المقابل یغمض الغرب عينيه على ما یقوم به هذا البلد من إجراءات في الشرق الأوسط بما في ذلك دعم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية .
وأضاف مكي: تعتزم الأسرة الحاكمة في قطر بناء مكان خاص لها في قلب لندن للعيش ، وتحویل ثلاث بنایات کبیرة لها في منطقة ريجنت بارك إلی مجمع سكني كبير بقيمة 200 مليون جنيه . وتمتلك أسرة آل ثاني حالیاً أراض وممتلكات شهيرة في لندن. وفي حين تعمل قطر بنشاط علی شراء الأراضي والممتلكات في بريطانيا والاستثمار في اقتصاد هذا البلد ، ففي المقابل تتجاهل الحكومة البریطانیة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل آل ثاني ببساطة. و تتجاهل أيضاً ما تقوم به دولة قطر من دعم لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى .
واضاف داني مكي بهذا الصدد : القطريون أقویاء جداً. هم أحد الموردين الرئيسيين لتمويل الإرهاب في العالم بأسره. و لهم علاقات اقتصادية جيدة جداً مع الدول الغربية، ولكنهم ينتهجون سياسة الكيل بمكيالين. قطر تساعد علی توسیع دائرة إراقة الدماء والعنف في الشرق الأوسط ، وفي الوقت نفسه تحافظ علی علاقاتها الهامة مع الدول الغربية بمدهم بالمال الذي يطلبونه. ونحن نرى هذا التصعيد في إراقة الدماء والصراع بسهولة في سوريا وليبيا والعراق والصومال وقطاع غزة وفي المقابل تغض الدول الاوروبية عن كل الدماء البريئة التي تراق. وتشارك قطر في تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط ، وهنالك جماعات إرهابية في الشرق الأوسط تحصل على التمويل من قطر.
وتابع مكي قائلاً: الحكومة القطرية تغمض عينيها على التبرعات المالیة التي تصل إلی الجماعات الإرهابية من قبل المواطنين القطریین. ولذلك ينبغي أن نلوم أمريكا لأنها قد استثنت قطر من المساءلة في هذا المجال.
ورداً على سؤال حول سبب صمت الغرب حیال ما تقوم به قطر ، قال : مما لا شك فيه أن الحكومات الغربية تعیش في الظروف الحالية أوضاعاً اقتصادية هشة ، وإنها تواجه تحديات وتحتاج إلی الموارد المالية ، وقطر توفر لها هذه الموارد المالية . وفي المقابل، تسمح الحكومات الغربية لقطر أيضاً أن تفعل ما تشاء في الشرق الأوسط ، وهذا یعد نوعاً من التعاون الاجتماعي- الاقتصادي . إن قطر لدیها ممولون معروفون للأنشطة الإرهابية يعيشون في هذا البلد ، وحتى أن وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت أن المواطنين القطريين یخصصون 1.5 مليون جنيه شهرياً لمساعدة ميليشيات داعش.
وأضاف هذا المحلل السياسي: إن موارد قطر المالية تقتل الصحفيين والمراسلین في البلدان المتأزمة في الشرق الأوسط . ونحن نستطیع أن نعثر على بيانات في وسائل الإعلام الغربية بخصوص اعتبار قطر دولة إرهابیة. و وزير دفاع بريطانيا الأسبق "مالكوم ريفكيند" أحد هؤلاء الناس ، حیث أکد علی أنه یجب فرض عقوبات علی قطر وهذا أمر في غایة الأهمیة . وإن قطر تمول الإرهاب في کل أنحاء العالم العربي . ويمكن أن نتحدث عن أن جماعات مثل جبهة النصرة أو أحرار الشام في سوریا ، هي مجموعات تتلقى التمويل من قطر . ولا شك أنه خلافاً لمزاعم المسؤولين القطريين فإن هذا البلد لم يوقف تمويل الإرهاب ، وقد اعتمد سیاسة ازدواجية المعايير.