الوقت - التقارير الصادرة عن آخر التطورات الميدانية في سوريا تشير إلى أن الجيش السوري وحلفائه يخططون للبدء بعملية واسعة من أجل استعادة السيطرة على إحدى المناطق الاستراتيجية بالقرب من العاصمة دمشق، وحسب التقرير الصادر عن "وكالة أنباء الأناضول" فإن الدولة السورية تقوم بإعداد 1500 مقاتل لإقتحام مدينة داريا بالقرب من العاصمة السورية دمشق، حيث ستتم العملية تحت إشراف ضباط روس وذلك بعد مرور أسبوع على استكمال حصار المدينة من جهاتها الأربع.
ويقول "حسام الأحمد" مدير المكتب الإعلامي للمعارضة في داريا، بأن "الجيش السوري قد حشد نحو 1500 مقاتل وذلك لإقتحام المدينة التي استعصت على قوات الجيش السوري على مدار 3 سنوات ماضية".
وأشار الأحمد إلى أن ما يقارب 12 ضابطاً روسياً سيقومون بالإشراف المباشر على العملية، وأكد أن "الجيش السوري قام بتزويد مقاتليه هذه المرة بكاميرات حرارية، وأردف قواته بطائرات استطلاع حديثة بدأت بمهامها الاستطلاعية والطيران فوق المدينة".
وأضاف الأحمد أيضاً أنه "بدأت القوات السورية فعلاً باستخدام الدبابات الروسية الحديثة والتي لم نستطع حتى الآن معرفة نوعها وماهيتها، حيث قام بعض مقاتلينا باستهداف إحدى هذه الدبابات بخمس قذائف "آر بي جي" دون أن يلحق بها أي ضرر".
داريا مدينة صغيرة تقع على بعد 8 كيلومتر جنوب شرق دمشق، حيث يسيطر الجيش السوري على قسم من المدينة بينما يسيطر المسلحون المتواجدون هناك على مايقارب 30% من المدينة، وأبرز المجموعات المسلحة المتواجدة في المدينة هم أحرار الشام وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا.
وتعتبر داريا مدينةً استراتيجيةً بالنسبة للدولة السورية لقربها من مطار المزة العسكري وأيضاً قربها من القصر الجمهوري وقيادة الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ولهذا السبب تم حصارها من قبل الجيش السوري منذ عام 2012.
وفي نفس السياق، قال ما يسمى بـ "مرصد حقوق الإنسان السوري المعارض "أكملت القوات السورية الحصار حول داريا، والهدف من ذلك هو إبعاد أي خطر يشكله المسلحون على مطار المزة العسكري، الذي سيتم استخدامه من قبل الطائرات الحربية الروسية فيما بعد".
وفي الوقت نفسه تقول المصادر المقربة من الحكومة السورية بأن عملية تحرير داريا باتت قريبة جداً. وأعلن "المصدر نيوز" بأن الحملة العسكرية ستشن من أربع نقاط استراتيجية، حيث لن يكون هنالك فرصة للمسلحين بالنجاة إذا لم يستسلموا.
من جهته أكد قائد ميداني في الجيش السوري بأن عمليات الجيش وقوات الحلفاء لن تتوقف في ريف حلب الشمالي حتى يتم تحرير مدينة اعزاز آخر معاقل المجموعات الإرهابية على الحدود التركية وإعادة الأمن والأمان إليها، وأضاف أيضاً بأن المجموعات الإرهابية المسلحة قامت بإخلاء بلدة بيانون القريبة من معرستة الخان وسرعان ما سيتم السيطرة عليها من قبل قوات الجيش السوري.
وذكر المصدر بأن نحو 70 من العناصر الإرهابية المسلحة كانت قد انسحبت من بلدة بيانون إلى مدينة تل رفعت للعمل على منع تقدم الجيش السوري نحو مدينة تل رفعت، وأكد بأن القرى والبلدات التي يتواجد فيها المسلحون سيتم السيطرة عليها بالقوة مهما كلف الثمن، وأما المناطق التي يتواجد فيها بالإضافة إلى المجموعات المسلحة مدنيون فالأولوية بالنسبة للجيش وحلفائه هي المفاوضات والحلول السلمية.
وأشار المصدر إلى أن انهيار المجموعات المسلحة تحت وقع ضربات الجيش السوري وتقدمه في مناطق ريف حلب الشمالي كان يفوق توقعاتنا.
وفي نفس السياق، قام المسلحون المتواجدون في قرية كفر نايا "التي تبعد 3 كيلو متر عن قرية كفين التي سيطر عليها الجيش السوري قبل أيام" بطلب المساعدة من المجموعات المسلحة الأخرى من أجل إرسال جرافات للقيام بصنع سواتر ترابية ظناً منهم بأنها ستعيق قوات الجيش السوري خلال تقدمه نحو القرية التي تقع على بعد 6 كيلو متر الى الجنوب من مدينة تل رفعت و29 كيلو متر عن معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.
في حين تناقلت بعض المصادر أخباراً عن المسلحين المتواجدين في قرية كفر نايا بأنهم يسعون إلى تسليم أنفسهم للجيش السوري وحلفائه دون خوض أي معركة، وفي المقابل تجمع الآلاف من المسلحين وعوائلهم على الحدود التركية السورية هرباً من المعارك التي تدور في ريف حلب الشمالي والانتصارات التي حققها الجيش السوري في تلك المنطقة.
يذكر بأن الجيش السوري وحلفائه حققوا إنجازات ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة حلب وريفها، وأهم تلك الإنجازات هو فك حصار مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ 3 أعوام ونصف من قبل إرهابيي جبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث يعيش في البلدتين مايقارب الـ 70 ألف مدني عانوا من قلة الغذاء والدواء وانعدام الإمكانات.
وتمكن اليوم الجيش السوري من تحرير قرية الطامورة التي تقع جنوب غرب بلدة الزهراء، والمطلة على كل من بلدة عندان وحيان وبيانون وتشرف على غازي عنتاب الطريق الدولي بين سوريا وتركيا، وذلك بعد أن تمكن الجيش السوري قبل يوم من السيطرة على مقالع الطامورة وضهرتي القرعة والقنديلة اللتين كان يستخدمهما المسلحون لإطلاق قذائف الهاون والصواريخ على أهالي بلدتي نبل والزهراء.