الوقت – كما كان متوقعا أغضب الانتصار الكبير للجيش السوري وقوات المقاومة في محافظة حلب، امريكا وفرنسا والناتو وبريطانيا وتركيا بحيث هددت هذه الدول السلطات السورية بالتدخل العسكري البري واتهمت الجيش السوري بقتل المدنيين.
ومن بين هذه الدول القلقة هناك السعودية التي تشعر بالخوف والخشية وقد كانت ردة فعلها لافتا وظهرت ذروة العجز واليأس لدى المسؤولين السعوديين، فهذا البلد الذي بدأ حربا ضد اليمن منذ 9 اشهر ولايعرف كيف ينهيها قال على لسان مستشار وزير دفاعها احمد عسيري بأنه مستعد لارسال قوات برية الى سوريا للحرب ضد داعش، والمعروف ان داعش هنا هو مجرد ذريعة للدخول الى الاراضي السورية لتغيير المعادلات لصالح الارهابيين لكن هذه التصريحات قوبلت بترحيب امريكي سريع على لسان وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الذي قال انه سيناقش هذه القضية مع المسؤولين السعوديين في المؤتمر الدولي الذي سينعقد حول موضوع مكافحة داعش في بروكسل خلال الاسبوع القادم .
اما وسائل الاعلام الغربية مثل الغارديان قد ابرزت الموقف السعودي هذا بشكل لافت، لكن في المقابل اعتبر مجلس الدوما الروسي هذا الاعلان السعودي بمثابة اعلان حرب.
واضافة الى السعودية ابدت تركيا ايضا غضبها من انتصارات الجيش السوري وحلفائه وقد تجاهل اردوغان فرحة اهالي نبل والزهراء بالتحرير وقال مرة اخرى ان قوات الاسد والطائرات الروسية تستهدف الشعب السوري، وفي المقابل اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان لديها ادلة هامة تثبت ان تركيا تجهز نفسها للهجوم على سوريا.
وتوالت ردود الافعال الهستيرية والتصريحات غير المتزنة من جانب المسؤولين الغربيين والمسؤولين البريطانيين ايضا فقد ادعى الامين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في امستردام ان الغارات الروسية تضر بمفاوضات السلام في جنيف، وبدلا من ان يهنئ ستولتنبرغ روسيا وسوريا بالانتصارات الاخيرة على الارهابيين قال "ان توسيع دائرة الوجود الروسي في سوريا وازدياد الغارات سيؤجج الصراع وانه ينتهك اجواء تركيا والناتو".
وفيما تثبت هذه التصريحات القلق الغربي المتزايد من هزيمة الارهابيين في سوريا دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى وقف اطلاق نار من اجل ايقاف هجمات الروس والسوريين على الارهابيين طالبا من موسكو القبول بوقف اطلاق النار في سوريا.
اما امريكا فقد اعتبرت العمليات الروسية - السورية الناجحة في محافظة حلب "كارثة" وقد ادانت المندوبة الامريكية في الامم المتحدة سامنتا باول بشكل رسمي الغارات الروسية، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي ان الغارات الروسية تنسف مفاوضات السلام حول سوريا.
ويدعي الغربيون في كل اتهاماتهم لروسيا وسوريا ان هناك كارثة انسانية تقع في حلب، وقد قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي تعتبر بلاده من اهم داعمي الارهاب والارهابيين في سوريا ان الحكومة السورية وداعش يرتكبان معا جرائم ضد البشرية، وقد ضم اوغلو صوته الى المسؤولين الغربيين ووسائل الاعلام الاجنبية التي تحدثت عن تشريد مئات الآلاف في حلب زيفا وتجاهلت مأساة 60 الف سوري في نبل والزهراء المحاصرين لمدة 1277 يوما وكأن هؤلاء ليسوا من البشر ولايتمتعون بحقوق الانسان.
ان سكان نبل والزهراء قد حرموا طوال مدة الحصار حتى من مياه الشرب وكانوا يأكلون العشب من شدة الجوع، وقبل يومين فقط رفع الحصار عنهم وادخلت اليهم مساعدات ومواد غذائية ووقود لكن الارهابيين الذين يدعمهم اوغلو والغرب قد قصفوا يوم امس هاتين البلدتين بقذائف الهاون ما ادى الى استشهاد وجرح عدد كبير من الابرياء.
ان الارهابيين الموجودين في سوريا وحماتهم الاجانب يعانون اليوم من اليأس فانهم ليسوا قادرين على فعل شيء في الداخل كما انهم لايستطيعون تحقيق شيء في المفاوضات السياسية ايضا لأن الانتصارات الاخيرة للمقاومة والجيش السوري قد اخرجت المفاوضات من دائرة تحكم الغرب وحلفائه الاقليميين.