الوقت- أعلن معهد كويليام بناءا على دراسة مبنية على معلومات يقدمها مسؤولون غربيون أن عدد الأجانب الذين يقاتلون في سوريا والعراق بلغت (16337) مقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي فقط.
ويقوم معهد كويليام البريطاني لمكافحة التطرف بتجهيز إحصائية عن عدد المنضمين الى تنظيم “داعش” بالأرقام من كل دول العالم, واعتمد معدو التقرير الذي يتألف من 71 صفحة على معلومات قدمها مسؤولون غربيون معنيون بملف الجماعات المتشددة، إضافة إلى مقابلات مع باحثين في هذا المجال.
وتضمن التقرير، في هذا الإطار، أحدث حصيلة لعدد الارهابيين الأجانب الذين يقاتلون حالياً في سوريا والعراق بحسب معلومات المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي. وبلغت هذه الحصيلة 16337 شخصا.
وتبين الاحصائية أن المقاتلين السعوديين يحتلون المرتبة الثانية في أعداد مقاتليهم المنضمين لداعش والذي يبلغ عددهم 2500 مقاتل, ويأتي المقاتلين التونسيين في المرتبة الأولى حيث يبلغ عددهم 3000 مقاتل.
ويوجد في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 11002من المقاتلين منها المغرب 1500, لبنان 900, الأردن 1500, ليبيا 600, مصر 360, الجزائر 200, فلسطين 120, اليمن 110, السودان 100, قطر 15, الكويت 70, الأمارات 15, البحرين 12.
أما بالنسبة لمقاتلي دول أوربا الغربية فيقدر عدد المقاتلين 2580 منها, فرنسا 700, بريطانيا 500, بلجيكا, 150, أسبانيا, 100, روسيا 800, الولايات المتحدة 100 مقاتل.
اذا 2580 مقاتل من دول أوروبا و أمريكا, عدد ليس بالقليل وقد يكون أكثر من ذلك اذ أن المعلومات المذكورة ليست دقيقة 100% و هي مبنية على معلومات استخباراتية, و قد أصبح واضحا الدور الكبير الذي يلعبه المسلحون الأجانب في كل من سوريا و العراق من تسلم مراكز قيادية و ادارة مناطق مواجهة و حرصهم على الظهور الاعلامي و فيديوهات الذبح و التعذيب و الاجرام.
الارهابيين( الارهابيون ) الأجانب الذين يشكلون أكثر من نصف المقاتلين في سوريا و العراق باتوا يشكلون خطرا على بلادهم اذا فكروا بالعودة اليها, هذا الخطر بدا واضحا من خلال الاجراءات التي تحاول هذه الدول اتباعها مما يدل أن تنظيم داعش و التنظيمات الأخرى باتت تشكل لها كابوسا يوميا, فرفعت حالات التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة و التنسيق بين الدول الأروبية فيما بينها و مع أمريكا, ففي بريطانيا مثلا أصدر ديفيد كاميرون قرارا يسمح فيه لشرطة الحدود بمصادرة جواز سفر كل من تشك في أمره أنه عازم على السفر لمؤازرة المجموعات الارهابية, كما صدر قرار في كل من بريطانيا و استراليا يقضي بسحب الجنسية ممن ذهب للقتال مع داعش و غيرها من المجموعات المتطرفة. و يجري حاليا النظر في وضع من يحملون الجنسية البريطانية فقط دون غيرها للبت في أمرهم. كما صدرت قرارات و تدابير في جميع الدول الأوروبية التي جاء الى سوريا ارهابيون يحملون جواز سفرها مثل فرنسا و السويد و هولاندا و اسبانيا و غيرها. حتى في الولايات المتحدة فالخطر من داعش موجود و ان كان بوتيرة أخف حيث أن عدد الأمريكيين الذين يقاتلون في سوريا و العراق في صفوف المسلحين لا يتجاوز ال100 حسب المصادر الأمريكية الرسمية.
في مقابل هذه الاجراءات الصارمة و الحازمة التي اتخذتها هذه الدول, و خصوصا المشاركة في التحالف الدولي لضرب داعش, يبدو جليا رغم كل هذا الوقت و كل هذه الضربات العسكرية, أن خطر داعش في ازدياد و قد بات واضحا أن الضربات الجوية لم تأت الا لترسم لداعش حدود سيطرتها فحيث تريد أمريكا, حصل قصف لقوات التنظيم, و حيث لا يعنيها الأمر لم تحرك ساكنا رغم أنه في العديد من المرات كان هناك معلومات عن تجمعات كبيرة لعناصر و قياديين من تنظيم داعش حسبما أفادت مصادر عراقية.
من جهته أكد الكاتب الفرنسي لوك ماتيو أن الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق لم تحدث أي تأثير عليها بل على العكس أسهمت نوعا ما في تقويتها مشيرا إلى أن ما يسمى المعارضة المعتدلة” التي يدعمها الغرب في سورية باتت في طريقها للزوال.
وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية الصادرة اليوم إن الحملة الجوية التي بدأت ليلة الـ22 من أيلول الماضي والتي استهدفت مواقع تنظيمي “داعش” و“النصرة” في شمال وشرق سورية لم تغير شيئا من الناحية العسكرية ولم يكن لها أي تأثير في حين كانت حصيلتها على الصعيد السياسي كارثية.