الوقت - لم يرض الشعب الايراني بما هو أقل من حقوقه وهو شعب لا يرضى بأن يتم اعتباره بأنه عضو في المجتمع الدولي من الدرجة الثانية، وذلك بعد 3 عقود من المقاومة امام الابتزاز الغربي ومطامع الدول الغربية .
وقد تحول الملف النووي الايراني والمفاوضات بين ايران والدول الست الى اداة لممارسة الضغط على ايران بقيادة امريكية ولم يمض يوم او اسبوع الا وقام الغربيون بكيل التهم فيه لايران ويعمدون بعد ذلك الى اتخاذ خطوات ضد ايران خلافا للقوانين الدولية ولم يتوقف المسؤولون الامريكيون سواء في فترة جورج بوش الصغير او ابان فترة حكم الرئيس الحالي باراك اوباما عن دق طبول الحرب واطلاق التهديدات بالحرب ضد ايران وهو ما يخالف القوانين الدولية.
وتنص المادة الثانية لميثاق الامم المتحدة وهو من اهم المواثيق الحقوقية الدولية في المجتمع الدولي ان على جميع اعضاء الامم المتحدة ان يمتنعوا عن التهديد باستخدام القوة او استخدام القوة ضد سيادة او استقلال اي بلد، وهذا يعني ان التهديد باستخدام القوة يعارض الحقوق الدولية فيما يستخدمه حكام البيت الابيض دوما.
ومن جهة اخرى نرى بأن هناك دولا تلزم نفسها بتنفيذ قرارات الامم المتحدة ضد ايران بل تلتزم ايضا بالعقوبات الاحادية الامريكية وتلتزم الصمت ازاء خرق ميثاق الامم المتحدة.
ان ايران التي هي من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي تريد فقط الحصول على حقوقها المنصوص عليها في هذه الاتفاقية لكن الدول الغربية قد حاولت خلال العقد المنصرم فرض تفسيرها الخاص عن هذه الاتفاقية على الشعب الايراني ومنع الايرانيين عن تخصيب اليورانيوم داخل اراضيهم.
والحقيقة هي ان الطرف الغربي لم يكن ليوقع على نص يتضمن الاعتراف بحق ايران في تخصيب اليورانيوم على اراضيها لولا مقاومة الشعب الايراني وتضحياته ودعمه لمواقف مسؤوليه المنطقية والاصولية.
ان تعليمات قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ودعم الشعب الايراني لمسؤوليه في جهودهم خلال السنوات الماضية التي شهدت استمرار النشاطات النووية الايرانية الى جانب استمرار المفاوضات قد تسبب برضوخ الغرب امام ايران واحترام حقوق ايران في التخصيب وقد تم الاتفاق العام الماضي في جنيف على ان الحل الشامل يتضمن برنامجا لتخصيب اليورانيوم حسب الحاجات العلمية لايران.
ولم يمر في التاريخ نموذجا لفرض العقوبات المتواترة على بلد مثلما جرى على ايران وان العقوبات شملت الشخصيات الحقيقية والحقوقية والصناعات والمصانع وحتى منع الادوية عن مواطنين عاديين، والحقيقة هي انه لولا صمود الايرانيين ووحدتهم ومشاركتهم الكثيفة في الانتخابات والمظاهرات ودعمهم لمواقف مسؤوليهم على الصعيد الدولي لما كان الغرب يبعث وزرائه حتى الى طاولة المفاوضات وكان يستمر في دق طبول خياراته على الطاولة وتحت الطاولة .
وهناك امر آخر يؤكد عليه المفاوضون الايرانيون وهو ان العلاقات مع امريكا والغرب سوف لن تشهد تغييرا جذريا بعد التوصل الى اتفاق نووي مع الغرب وان العداء الامريكي لايران والذي دام اكثر من 3 عقود لن يتحول الى صداقة بين ليلة وضحاها وان المفاوضات النووية الحالية هي محاولة لادارة خلاف والغرب قد اعلن فيما مضى بانه سوف لن يترك ايران بمجرد حل القضية النووية وسيلجأ الى مسالة حقوق الانسان وقضية الارهاب وغيرهما .
ولذلك يمكن القول انه يجب على الايرانيين ان يستعدوا للاحتفال بالانتصار خلال الايام القادمة بغض النظر عن مفاوضات فيينا التي انتهت اليوم الاثنين 24 نوفمبر، وقد اشار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قبيل توجهه الى فيينا بان الهدف من التفاوض هو التوصل الى نتيجة مناسبة تحفظ حوق الشعب الايراني ومهما تكون نتيجة هذه المفاوضات أي الاتفاق او الصمود في وجه مطامع الطرف المقابل فان يوم 24 نوفمبر هو يوم انتصار لاحاد الايرانيين .
ولاشك بان الشعب الايراني لن يرضى ابدا بأقل من حقوقه وانه وبعد مضي 3 عقود من المقاومة امام الابتزاز الغربي ومطامع الغربيين لن يقبل ابدا بان يتم التعامل معه كعضو من الدرجة الثانية في المجتمع الدولي .