الوقت- حصل ما كان متوقعاً، التمديد سبعة أشهر جديدة حتى تموز المقبل هو أبعد ما وصلت إليه مفاوضات فيينا، فالتنصل الأمريكي والعرقلة الفرنسية ترجم عملياً على أرض فيينا بعد عام من المفاوضات الشاقة التي تخللتها تسع جولات كان آخرها الجولة العاشرة التي استغرقت اسبوعا كاملاً حيث بذلت جميع الاطراف في دول (5+1) جهودا مضنية للتوصل الى حل يرضي الطرفين لكن الطرفين الامريكي-الفرنسي قررا التمديد لعيون"اسرائيل و السعودية "
مسار المفاوضات النووية خلال الجولات العشرة كان مليئاً بالألغام، فتارةً أوروبية وأخرى أمريكية واحيانا كانت الامور تصل لنسف المفاوضات والعودة الى نقطة الصفر، لكن اصرار الجانب الايراني على انتزاع حقه المشروع والذي يكفله القانون الدولي حال دون حصول قطيعة في المفاوضات لئلا يتخذ الطرف الاخر ذريعة ويحمل الجانب الايراني مسؤولية فشل المفاوضات.
لطالما رفضت ايران المبدأ الأمريكي"المفاوضات من اجل المفاوضات"، وكانت مصرة على الخروج باتفاق شامل كما اكدت عليه معاهدة جنيف في نهاية عام من المفاوضات، لانها نفذت ما عليها وفقا لما جاء في هذه المعاهدة، حتى أن واشنطن نفسها أذعنت على لسان وزير خارجيتها جان كيري بان ايران وفت بكل عهودها ونحن نفذنا بعض الشيء لكنه حاول ان يبرر التمديد باننا بحاجة الى الوقت للتاكد من سلمية البرنامج النووي الايراني.
لكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه ما هي الأسباب التي تقف وراء التمديد، وما هي الضمانات التي تلزم اميركا ان لا تعاود الكرة صيف العام المقبل؟
من المؤكد أن الايام المقبلة ستكشف عن المزيد من تفاصيل "أسبوع فيينا" الشاق وما جرى في الغرف المغلقة، لكن ومن خلال بعض الزيارات العربية المشبوهة، وبعض "زلات اللسان" المقصودة تتضح الصورة العامة للمفاوضات ويمكن استخلاص ما يلي:
أولاً، بما أن سياسة الولايات المتحدة قائمة على المراوغة والازدواجية، كما أن ديمومة مصالحها في المنطقة تقتضي ابقاء الملفات ومنها النووي مفتوحا،امتنعت واشنطن عن الوفاء بعهودها في نهاية عام من المفاوضات حسب اتفاق جنيف، بل اقتصر الأمر على رفع جزئي للعقوبات وان يفرج شهريا عن 700 مليون دولار من الاموال الايرانية المجمدة وان لاتفرض عقوبات جديدة خلال هذه الفترة.
سارت الأمورالأمريكية خلافا لما تشتهيه سفن المفاوضات خاصةً عندما دعا الكونغرس(الجمهوري) تحت ضغوط اسرائيلية الى التصويت على عقوبات جديدة ضد طهران، فقد أكد السناتور الجمهوري مارك كيرك انه يجب فرض حظر من الاساس على ايران لا تعطيها خيارات اخرى غير انهاء برنامجها النووي، في حين اعتبررئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، انه يتوجب على الرئيس باراك اوباما فرض حظر جديد على ايران.
وقبل العودة إلى واشنطن، حاول كيري أن يدافع عن قرار إيران والغرب بتمديد المفاوضات مرحباً "بالتقدم الحقيقي والمهم" الذي تم إحرازه بعد أسبوع من المداولات في العاصمة النمساوية، لكنه حذر من أن "هذه المحادثات لن تكون أكثر سهولة بمجرد أننا نمددها، إنها شاقة وستبقى شاقة"، كما انه كرر في حديثه الصحفي عدة مرات اسم"اسرائيل" الغائب الحاضر في المفاوضات وعلاقاتها بالولايات المتحدة .
الفرنسيون أيضاً، عادوا إلى لعب دور معرقل في المفاوضات، بطلب من السعوديين الذين حصلوا على حق الاطلاع على ما يجري في قاعات المفاوضات بعد زيارة وزير الخارجية سعود الفيصل الى فيينا والتي وصفها البعض "بالمخربة"، اذ اشتراط الفرنسيين توقيع إيران الملحق الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي قبل الولوج إلى أي اتفاق معهم، مع علمهم المسبق أن طرح مثل هذا الشرط يكفي لإفشال المفاوضات. الاقتراح الفرنسي الذي يعني، استباحة حقيقية ليس فقط للمنشآت النووية الإيرانية، وإنما لأي بقعة أو منشأة يختار مفتشو الطاقة الدولية دخولها متى شاؤوا وبشكل مفاجئ، ومن دون إبلاغ الإيرانيين مسبقا بالزيارة، كان له دورا حاسماً في احباط مفاوضات فيينا.
في الحصيلة يمكن الاستنتاج بان الطرف الغربي وتحت ضغوط مشبوهة أفشل المفاوضات من خلال عدم التزامه باتفاق جنيف، وطرحه العديد من الشروط التعجيزية على الجانب الايراني، في حين كانت ايران مستعدة لتوقيع الاتفاق النهائي لان قرارها بيدها، خاصةً بعد ادراك الرأي العام العالمي بان ايران كانت جادة الى ابعد الحدود الى انهاء هذا الملف.
ما يمكن استخلاصه من كل ما تقدم ان اميركا غير جديرة بالثقة ولايمكن التعويل على وعودها وعهودها المرتهنة "لعيون اسرائيلية"، ولا توجد أية ضمانات تلزم اميركا بان لا تعاود الكرة صيف العام 2015، وما موافقة طهران على التمديد الا بادرة حسن نية من قبلها لمنح الجانب الغربي فرصة لاعادة النظر في مواقفه العدائية تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية.
مسار المفاوضات النووية خلال الجولات العشرة كان مليئاً بالألغام، فتارةً أوروبية وأخرى أمريكية واحيانا كانت الامور تصل لنسف المفاوضات والعودة الى نقطة الصفر، لكن اصرار الجانب الايراني على انتزاع حقه المشروع والذي يكفله القانون الدولي حال دون حصول قطيعة في المفاوضات لئلا يتخذ الطرف الاخر ذريعة ويحمل الجانب الايراني مسؤولية فشل المفاوضات.
لطالما رفضت ايران المبدأ الأمريكي"المفاوضات من اجل المفاوضات"، وكانت مصرة على الخروج باتفاق شامل كما اكدت عليه معاهدة جنيف في نهاية عام من المفاوضات، لانها نفذت ما عليها وفقا لما جاء في هذه المعاهدة، حتى أن واشنطن نفسها أذعنت على لسان وزير خارجيتها جان كيري بان ايران وفت بكل عهودها ونحن نفذنا بعض الشيء لكنه حاول ان يبرر التمديد باننا بحاجة الى الوقت للتاكد من سلمية البرنامج النووي الايراني.
لكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه ما هي الأسباب التي تقف وراء التمديد، وما هي الضمانات التي تلزم اميركا ان لا تعاود الكرة صيف العام المقبل؟
من المؤكد أن الايام المقبلة ستكشف عن المزيد من تفاصيل "أسبوع فيينا" الشاق وما جرى في الغرف المغلقة، لكن ومن خلال بعض الزيارات العربية المشبوهة، وبعض "زلات اللسان" المقصودة تتضح الصورة العامة للمفاوضات ويمكن استخلاص ما يلي:
أولاً، بما أن سياسة الولايات المتحدة قائمة على المراوغة والازدواجية، كما أن ديمومة مصالحها في المنطقة تقتضي ابقاء الملفات ومنها النووي مفتوحا،امتنعت واشنطن عن الوفاء بعهودها في نهاية عام من المفاوضات حسب اتفاق جنيف، بل اقتصر الأمر على رفع جزئي للعقوبات وان يفرج شهريا عن 700 مليون دولار من الاموال الايرانية المجمدة وان لاتفرض عقوبات جديدة خلال هذه الفترة.
سارت الأمورالأمريكية خلافا لما تشتهيه سفن المفاوضات خاصةً عندما دعا الكونغرس(الجمهوري) تحت ضغوط اسرائيلية الى التصويت على عقوبات جديدة ضد طهران، فقد أكد السناتور الجمهوري مارك كيرك انه يجب فرض حظر من الاساس على ايران لا تعطيها خيارات اخرى غير انهاء برنامجها النووي، في حين اعتبررئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، انه يتوجب على الرئيس باراك اوباما فرض حظر جديد على ايران.
وقبل العودة إلى واشنطن، حاول كيري أن يدافع عن قرار إيران والغرب بتمديد المفاوضات مرحباً "بالتقدم الحقيقي والمهم" الذي تم إحرازه بعد أسبوع من المداولات في العاصمة النمساوية، لكنه حذر من أن "هذه المحادثات لن تكون أكثر سهولة بمجرد أننا نمددها، إنها شاقة وستبقى شاقة"، كما انه كرر في حديثه الصحفي عدة مرات اسم"اسرائيل" الغائب الحاضر في المفاوضات وعلاقاتها بالولايات المتحدة .
الفرنسيون أيضاً، عادوا إلى لعب دور معرقل في المفاوضات، بطلب من السعوديين الذين حصلوا على حق الاطلاع على ما يجري في قاعات المفاوضات بعد زيارة وزير الخارجية سعود الفيصل الى فيينا والتي وصفها البعض "بالمخربة"، اذ اشتراط الفرنسيين توقيع إيران الملحق الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي قبل الولوج إلى أي اتفاق معهم، مع علمهم المسبق أن طرح مثل هذا الشرط يكفي لإفشال المفاوضات. الاقتراح الفرنسي الذي يعني، استباحة حقيقية ليس فقط للمنشآت النووية الإيرانية، وإنما لأي بقعة أو منشأة يختار مفتشو الطاقة الدولية دخولها متى شاؤوا وبشكل مفاجئ، ومن دون إبلاغ الإيرانيين مسبقا بالزيارة، كان له دورا حاسماً في احباط مفاوضات فيينا.
في الحصيلة يمكن الاستنتاج بان الطرف الغربي وتحت ضغوط مشبوهة أفشل المفاوضات من خلال عدم التزامه باتفاق جنيف، وطرحه العديد من الشروط التعجيزية على الجانب الايراني، في حين كانت ايران مستعدة لتوقيع الاتفاق النهائي لان قرارها بيدها، خاصةً بعد ادراك الرأي العام العالمي بان ايران كانت جادة الى ابعد الحدود الى انهاء هذا الملف.
ما يمكن استخلاصه من كل ما تقدم ان اميركا غير جديرة بالثقة ولايمكن التعويل على وعودها وعهودها المرتهنة "لعيون اسرائيلية"، ولا توجد أية ضمانات تلزم اميركا بان لا تعاود الكرة صيف العام 2015، وما موافقة طهران على التمديد الا بادرة حسن نية من قبلها لمنح الجانب الغربي فرصة لاعادة النظر في مواقفه العدائية تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية.