الوقت - أتى لافتا طريقة وسائل الاعلام الأمريكية في إظهار ردة فعلها على إعلان "سارة بالين" المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تأييدها "دونالد ترامب" كمرشح للرئاسة الأمريكية. حيث تصدر الخبر الكثير من الصحف الأمريكية يوم الأربعاء الفائت، وقد تناول الإعلام والصحافة الشخصيتين المثيرتين للجدل بطريقة ساخرة غير مسبوقة.
فصحيفة "نيويورك ديلي نيوز" المحلية التي تصدر في مدينة نيويورك مقر إقامة "ترامب" قد وضعت على صفحتها الأولى صورة تجمع كلا من ترامب وبالين معلقة بلسان "بالين" "أنا مع هذا الأحمق" كما أن الصحيفة نفسها كانت قد رسمت ترامب على صفحتها الأولى على شاكلة مهرج.
ويعتبر كل من ترامب وبالين شخصيتين محافظتين ومن صقور الحزب الجمهوري. وكانت "بالين" قد ترشحت سابقا لمنصب نائب الرئيس الأمريكي عن الحزب الجمهوري كما تولت منصب حاكمة ولاية آلاسكا وهي شخصية بارزة في الحركة المتطرفة المعروفة بحزب الشاي (Tea party) وقد أتى دعمها لترشيح "دونالد ترامب" ليعزز الاعتقاد بأن الأخير سيختارها لتكون نائبته في حال فوزه بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المزمعة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.
هذا في وقت صرح ترامب الأربعاء في مقابلة مع شبكة "أن بي سي" الاخبارية أنه سيكون فخورا إن قبلت بالين أن تتولى منصبا في حكومته حال فوزه في الانتخابات ولكنه يستبعد أن تكون المرشحة لمنصب نائب الرئيس معه. مضيفا "لا أعتقد أن بالين لهذا السبب أعلنت تأييدها لترشيحي" كما أنه لم تجر مباحثات بيننا حول هذا الأمر وهي اختارت بنفسها دعمي في السعي للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. وفي وقت يعتبر فيه ترامب صاحب الأفكار والمواقف المتطرفة والمثيرة للجدل حول السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية من أقرب الجمهوريين فكريا من بالين صاحبة المواقف المتطرفة أيضا. حيث أن الشخصيتين غالبا تواجهان معارضة من الأوساط الشعبية الأمريكية لمواقفهما المتطرفة بما في ذلك معارضة من داخل الحزب الجمهوري نفسه.
وكانت "سارة بالين" قد شاركت الثلاثاء الفائت مع ترامب في مهرجان انتخابي في جامعة ولاية آيوا لتعلن خلاله تأييدها لترشيح الأخير. وقد خطبت قائلة "أفتخر أن أعلن تأييدي لترشيح ترامب، الذي سيكون قائدا جيدا للقوات المسلحة الأمريكية في حربها على داعش" مضيفة أن هناك مرشحاً واحداً فقط يبين سجله الحافل بالنجاحات، أنه خبير في فن ابرام الصفقات. ولا يدين بالفضل لأحد سوى إلينا نحن الشعب، وهو في موقع يسمح لكم بأن تجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى. ولم تكتف بالين بذلك بل شاركت في برنامجين آخرين يوم الاربعاء في ولاية أوكلاهوما ليتأكد مدى الدعم الذي تقدمه الأخيرة لترامب.
أما حول تاريخ بالين السياسي، فقد تناولت الصحف الموضوع بسخرية أيضا. حيث اعتبرتها لا تعرف شيئا عن السياسة الأمريكية ولا تملك تجربة تخولها خوض غمار هكذا سباق انتخابي. كما أنه من الجدير بالذكر أن حضور الأخيرة في الانتخابات الأمريكية عام 2008 بعنوان المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي إلى جانب مرشح الجمهوريين آنذاك "جان ماكين" كان التجربة السياسية الأبرز للأخيرة في الحياة السياسية الأمريكية. إضافة إلى نشاطها البارز الذي بدأ منذ العام 2010 في حركة حزب الشاي وهي حركة متطرفة في توجهاتها تضم الكثير من الشخصيات الجمهورية وتدعو إلى مواجهة سياسات أوباما وخاصة الخارجية منها. ومن أبرز مصاديقها المواقف التي أعلنتها بالين نفسها حول الاتفاق النووي الأخير مع ايران والذي اعتبرته "معاشقة" للشيطان ولا يخدم مصالح أمريكا بالمطلق داعية إلى تشديد العقوبات على ايران بدل رفعها. وهذا الموقف أحد المواقف الكثيرة التي تجمع "ترامب" مع مؤيدته المتحمسة.
أما من ناحية أخرى وبالعودة إلى المقابلة التي أجراها ترامب مع شبكة "أن بي سي" فقد أكد أن باقي المرشحين الجمهوريين يشعرون بالغيظ لدعم بالين له. مؤكدا أن "سارة بالين" محبوبة من الجميع ومشيرا إلى السناتور "تد كروز" الذي دعمته بالين سابقا في ترشيحه ليكون سناتورا عن ولاية تكساس الأمريكية.