الوقت – بعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي المبرم بين ايران والدول الست واصلت اسعار النفط هبوطها في الاسواق الدولية ووصلت الى مادون الـ 30 دولارا للبرميل وقيل ان بعض البائعين قد باعوا خامهم المشبع بالكبريت حتى بـ 20 دولارا او 10 دولارات للبرميل وبالاضافة الى ذلك تحدثت وسائل الاعلام الغربية ان حرب كسر الاسعار بين السعودية وايران يمكن ان تشمل ايضا المنتجات البتروكيميائية، والسؤال المطروح الآن هو هل يمكن وضع حد لذلك وايصال اسعار النفط الى اسعار "منصفة"؟ وهل انخفاض اسعار النفط سببه هو السوق هم ان هناك أيادي خفية تقف وراء ذلك؟
ان المؤشرات الموجودة الآن تؤكد الفرضية الثانية أي وجود الأيادي الخفية حيث ان اسعار النفط بدأت بالانخفاض قبل عدة اشهر عندما اعلنت السعودية انها ستبيع نفطها بأقل من 10 دولارات من سعر السوق وبدأت الرياض حرب كسر الاسعار وهذا حدث تماما في الوقت الذي اعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة ان هناك احتمال لارتفاع الطلب وارتفاع الاسعار.
ان انخفاض اسعار النفط حدث في الوقت الذي تخطت الكثير من الدول الغربية المستهلكة للنفط فترة الركود والانكماش الاقتصادي وكانت تتأهب لقفزة في نموها الاقتصادي ولذلك لايمكن القول ان انخفاض الطلب هو الذي ادى الى انخفاض اسعار النفط لأن اسعار النفط كانت مرتفعة في فترة الركود الاقتصادي العالمي واثناء ازمة العقارات في امريكا.
والان وبعد ان ثبت ان هبوط اسعار النفط (على الاقل في فترة بدء نزول الاسعار) لم يكن طبيعيا ولم يكن بسبب معادلة العرض والطلب في الاسواق فلذلك يجب ان نبحث عن طريق وسبيل رفع اسعار النفط ايضا عبر السبل والاساليب السياسية وتجميع زيادة معروض النفط في الاسواق وهو لايتجاوز المليونين برميل في اليوم.
ان منظمة اوبك كانت تلعب مثل هذا الدور في السابق وان هذه المهمة كانت تشكل فلسفة وجود اوبك اصلا لكن بعد ان قامت السعودية (التي كانت اكبر منتجي النفط فيها) بالالتفاف على منظمة اوبك وارادت تحطيم دور ومكانة هذه المنظمة واضعفت اوبك امام باقي مصدري النفط غير الاعضاء في اوبك فلذلك يجب البحث عن حل خارج منظمة اوبك.
وفي هذا السياق يبدو ان عقد اجتماع بحضور كافة منتجي النفط من اعضاء اوبك وغيرهم بات امرا ضروريا وهنا يمكن لايران التي تعتبر عضوا في اوبك وروسيا التي ليست عضوا في اوبك ان تتعاونا معا وتقوما بدور ريادي في هذا المجال وتحققا نجاحا في سوق الطاقة العالمي تماما كما حققتا نجاحا في الازمة السورية.
اما القضية الاخرى التي يجب الاهتمام بها هي انه اذا كان من المقرر ان يتحول الاتفاق النووي الى أنموذج لحل باقي القضايا والازمات فيجب الانتباه ان الاطار الذي رسم للاتفاق النووي هو كان قاعدة ربح – ربح لكن فيما يخص النفط فقد دخلت السعودية وايران لعبة خاسر – خاسر شاءتا أم أبتا وان الرابح الوحيد من هذه اللعبة هم مستهلكوا النفط وخاصة الاقتصاديات الغربية التي كانت تعاني من الأزمات وكذلك الكيان الاسرائيلي.