الوقت- كان الاوروبيون يعتبرون في وقت من الاوقات الشرق الاوسط و شمال افريقيا فنائهم الخلفي لكن وقوع الحرب في سوريا وتداعيات هذه الازمة قد حولت هذه القضية الى ازمة مقلقة للاتحاد الاوروبي وامريكا والمجتمع الدولي.
وقد اتخذ الاتحاد الاوروبي عدة مواقف و سياسات تجاه الازمة السورية تلخصت كالتالي :
1- عقوبات الاتحاد الاوروبي ضد سوريا ودعم معارضي النظام
وقع الاتحاد الاوروبي على اتفاق تعاون مع سوريا في عام 2004 وتم اعادة النظر فيه في عام 2008 لكنه لم يصبح عملیا كما كان متوقعا في عام 2011 بسبب اندلاع الازمة السورية وامتعاض الاوروبيين من اداء الرئيس السوري "بشار الاسد" تجاه الاضطرابات ومن ثم فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات شاملة على سوريا ولم تدفع سلفة بقيمة 129 مليون يورو كانت مقررة لسوريا، كما اعترف الاتحاد الاوروبي بالمسلحين المعارضين للحكومة السورية ودفعت 626 مليون دولار تحت غطاء المساعدات الانسانية لمعارضي الحكومة السورية.
وقد قدمت الدول الاوروبية مساعدات عسكرية كبيرة للمسلحين الارهابيين في سوريا والغى الاوروبيون الحظر التسليحي المفروض على سوريا لكي يستطيعوا نقل السلاح الى المسلحين وفي عام 2013 وضع الاوروبيون قوانين تسهل عملية استيراد النفط من المعارضين السوريين وذلك بهدف دعم هؤلاء ماديا وسمح الاوروبيون للدول الاخرى بالقيام بالفعل نفسه.
2- الخطوات الاوروبية بعد التهديدات الامريكية بالهجوم العسكري على سوريا
بعد الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اغسطس 2013 وقول المعارضين ان الجيش السوري هو من استخدم هذا السلاح وتهديدات امريكا بالتدخل العسكري ضد الحكومة السورية اجتمع وزراء خارجية 28 دولة اوروبية مع وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" وابلغوه ان الاتحاد الاوروبي مصر على ضرورة توجيه ضربة قوية ردا على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا لكن نظرا الى القلق الموجود حول احتمال حدوث فوضى في سوريا فإن الاوروبيين يريدون من امريكا تأجيل توجيه الضربة لحين صدور تقرير المفتشين الدوليين التابعين للامم المتحدة.
وفي هذا السياق طالبت المسؤولة السابقة للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "كاثرين اشتون" بدرس موضوع تدمير الترسانة الكيميائية السورية بالكامل قائلة ان المجتمع الدولي لايمكنه ان يمر مرور الكرام على قضية استخدام السلاح الكيميائي في الحرب السورية وان مثل هذه الجرائم لايمكن القبول بها ولن تمر بدون رد ويجب الرد عليها بشكل واضح وحازم.
3- موقف الاتحاد الاوروبي بعد الاتفاق الامريكي الروسي
اصر الاتحاد الاوروبي على نزع سلاح النظام السوري حتى بعد الاتفاق الامريكي الروسي حول سوريا والذي تضمن 6 نقاط، وقد طالبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في بيان بتفتيش كافة المخازن والقواعد الموجودة في سوريا على يد مفتشي منظمة منع استخدام السلاح الكيميائي وخبراء الامم المتحدة وتحدثت عن استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم الدعم التقني لهذه المنظمات لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية. وفي اجتماع جنيف 2 ادعى الرئيس الفرنسي "فرنسوا اولاند" انه اذا كان هدف المشاركين في هذا الاجتماع هو دعم ركائز نظام الرئيس السوري "بشار الاسد" فإن هذا الاجتماع لن يستطيع الخروج بحل سياسي مناسب للازمة السورية.
ان الهدف الرئيسي للاتحاد الاوروبي من فرض العقوبات على سوريا كان في الدرجة الاولى ممارسة الضغط وتغيير سلوك النظام السوري ومن ثم القضاء على الولاء السياسي في هذه الدولة عبر زيادة الضغوط المالية على الجماعات الموالية للنظام وزيادة الشرخ بين القوات الحكوية والشرائح الداعمة للنظام.
وهناك قضية هامة أخرى فيما يخص الدور الاوروبي في الازمة السورية وهي وجود مواطنين اوروبيين في صفوف الجماعات الارهابية المسلحة التي تقاتل في سوريا وقد اظهرت دراسة اجراها معهد "كولج كينغ" البريطاني ان 600 ارهابي من 14 دولة اوروبية قد سافروا الى سوريا منذ عام 2011 للمشاركة في الحرب السورية وان معظم هؤلاء الارهابيين هم من بريطانيا.