الوقت- يشهد عالمنا اليوم صراعاً محتدماً بين مشروعين، مشروع مواصلة الهيمنة الأميركية على العالم ومشروع الإطاحة بالهيمنة وإحلال عالم متعدد الأقطاب، الا أن الواقع يشير الى أننا نسير حاليا نحو عالم متعدد الاقطاب وان دولا مثل روسيا والصين والهند وايران قد اوجدت توازنات بحيث لم تعد أمريكا القوة الوحيدة فيه.
تفرض الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسها كلاعب رئيس في المنطقة والعالم، وتمتلك طهران "حصة الأسد" في مواجهة أمريكا والأطماع الغربية في الشرق الأوسط، فقد استطاعت تغيير الموقف الغربي والأميركي بشأن برنامجها النووي، وجعلت من المفاوضات ممراً إجبارياً وطريقاً وحيداً للتوصل إلى تسوية مع الأطراف التي تعارض إمتلاكها التقنية النووية للأغراض السلمية رغم المعارضة والقلق الذي يسيطر على "الكيان الصهيوني". لطالما كان برنامج ايران النووي مصدر قلق للكيان الصهيوني، فهو يرفض أي اتفاق مع الايرانيين لا ينزع حق طهران وقدرتها النووية بصورة كاملة، ويسعى بشتى الوسائل للضغط على أمريكا والغربيين لافشال المفاوضات واستمرار العقوبات "الفاشلة" على ايران.
يشدّد رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو أن "التسوية" الغربية مع ايران، تشكل خطرا على "اسرائيل" والعالم اجمع، وأن"التهديد الذي تمثله إيران أخطر بكثير من التهديد الذي يمثله تنظيم داعش"، إذ لم يترك مناسبة عامة أو لقاء إلا وتطرق فيه إلى هذه المعادلة بالتحديد، كما يؤكد نتنياهو أن "إسرائيل لن تقبل اتفاقًا يبقي إيران كدولة نووية"، لذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه: ما حقيقة الضغوط الإسرائيلية لعرقلة توقيع اتفاق نووي مع طهران؟
يعتبر الملف النووي الإيراني جزءا أساسياً من الحوار الإستراتيجي السنوي بين الكيان الصهيوني وأمريكا، وتتناول المحادثات عرض التقديرات الإستخبارية لكلا الطرفين حيال تقدُّم البرنامج النووي الإيراني، ومجالات المرونة التي ستعطى لايران في المفاوضات من جهة، وتنسيق المواقف قبيل جولات المفاوضات بين طهران والدول الست من جهة أخرى.
"الاندفاع الكلي لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة مرده سياستها الداخلية، وعلى نحو خاص نشاطات اللوبي الصهيوني، حيث استطاعت جماعات الضغط الخاصة الأخرى توجيه السياسة الخارجية الأميركية نحو مصالحها"، هكذا يصف جوم جي في كتابه "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة"، سياسة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط. ويوضح أن اللوبي الصهيوني الذي يمتلك اثراً واضحاً في الإبقاء على العلاقة الإستراتيجية بين أمريكا والكيان الصهيوني، نجح في استمالة المواقف الأميركية إلى جانب التوجهات الإسرائيلية، واقنع الأميركيين أن مصالح إسرائيل والولايات المتحدة متماثلة من حيث الجوهر، مستخدماً الضغط على مجلسي النواب والشيوخ وعلى السلطة التنفيذية لتأييد الكيان المحتل على طول الخط، وهذا ما يؤكده عضوالكونغرس الصهيوني ديك أرمي الذي قال"إن أهم أولوياتي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية هو حماية إسرائيل". اذا يعتبرموظفو الكونغرس الموالون لكيان العدو مصادر قوة اللوبي، وكذلك "الأيباك" (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية)، هي شكل من أشكال القوة للنفوذ الإسرائيلي في الكونغرس، حيث لها قدرة مالية كبيرة على استمالة أعضاء الكونغرس إلى توجهات الإسرائيليين.
مما لا شك فيه أن السعي الأمريكي والغربي لتسوية الملف النووي الإيراني لا يمت بصلة الى الحفاظ على السلام العالمي وحماية المدنيين كما يدعي الغرب وأعوانه في المنطقة، فالهدف الأساسي والرئيس لهذه التسوية "امن إسرائيل" وردع كل قوى المقاومة في المنطقة. فالأمن الاسرائيلي أولوية مطلقة للحكومة الأمريكية ودليل ذلك ما أكدته مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس من خلال كلمة لها في واشنطن في حفل لإحياء ذكرى إنشاء دولة "كيان العدو"، أكدت فيها أن واشنطن ستتخذ موقفا متشدداً من برنامج إيران النووي يطمئن الكيان الاسرائيلي ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ملزمة بأمن إسرائيل وبقدرتها على حماية نفسها، وأضافت إن أمن إسرائيل يعتبر أولوية عليا في المفاوضات مع إيران حول مسألة النووي الإيراني. اذا قبل كل مفاوضات نووية وبعدها، يقوم الجانبان الامريكي والغربي بطمأنة "الكيان الصهيوني" أن أمنه على "رأس جدول الأعمال" في المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي، ويؤكد الطرف الأمريكي أن واشنطن ستتشاور بشكل وثيق مع تل أبيب قبل صياغة أي مع ايران .
ختاماً، في ظل رضوخ الغرب للضغوط الاسرائيلية من المؤكد أن المفاضات النووية مع طهران لن تصل الى أي نتيجة، فالكيان الصهيوني يدعم أي مبادرة لإزالة القدرات النووية الإيرانية، وتلتزم أمريكا بشكل كامل على منع إيران من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية ، ليس لأن ذلك يشكل تهديداً لأمنها القومي بل من أجل تحقيق أمن إسرائيل في المنطقة، فالكيان الصهيوني ولاية أميركية بامتياز خاص.
تفرض الجمهورية الاسلامية الايرانية نفسها كلاعب رئيس في المنطقة والعالم، وتمتلك طهران "حصة الأسد" في مواجهة أمريكا والأطماع الغربية في الشرق الأوسط، فقد استطاعت تغيير الموقف الغربي والأميركي بشأن برنامجها النووي، وجعلت من المفاوضات ممراً إجبارياً وطريقاً وحيداً للتوصل إلى تسوية مع الأطراف التي تعارض إمتلاكها التقنية النووية للأغراض السلمية رغم المعارضة والقلق الذي يسيطر على "الكيان الصهيوني". لطالما كان برنامج ايران النووي مصدر قلق للكيان الصهيوني، فهو يرفض أي اتفاق مع الايرانيين لا ينزع حق طهران وقدرتها النووية بصورة كاملة، ويسعى بشتى الوسائل للضغط على أمريكا والغربيين لافشال المفاوضات واستمرار العقوبات "الفاشلة" على ايران.
يشدّد رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو أن "التسوية" الغربية مع ايران، تشكل خطرا على "اسرائيل" والعالم اجمع، وأن"التهديد الذي تمثله إيران أخطر بكثير من التهديد الذي يمثله تنظيم داعش"، إذ لم يترك مناسبة عامة أو لقاء إلا وتطرق فيه إلى هذه المعادلة بالتحديد، كما يؤكد نتنياهو أن "إسرائيل لن تقبل اتفاقًا يبقي إيران كدولة نووية"، لذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه: ما حقيقة الضغوط الإسرائيلية لعرقلة توقيع اتفاق نووي مع طهران؟
يعتبر الملف النووي الإيراني جزءا أساسياً من الحوار الإستراتيجي السنوي بين الكيان الصهيوني وأمريكا، وتتناول المحادثات عرض التقديرات الإستخبارية لكلا الطرفين حيال تقدُّم البرنامج النووي الإيراني، ومجالات المرونة التي ستعطى لايران في المفاوضات من جهة، وتنسيق المواقف قبيل جولات المفاوضات بين طهران والدول الست من جهة أخرى.
"الاندفاع الكلي لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة مرده سياستها الداخلية، وعلى نحو خاص نشاطات اللوبي الصهيوني، حيث استطاعت جماعات الضغط الخاصة الأخرى توجيه السياسة الخارجية الأميركية نحو مصالحها"، هكذا يصف جوم جي في كتابه "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة"، سياسة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط. ويوضح أن اللوبي الصهيوني الذي يمتلك اثراً واضحاً في الإبقاء على العلاقة الإستراتيجية بين أمريكا والكيان الصهيوني، نجح في استمالة المواقف الأميركية إلى جانب التوجهات الإسرائيلية، واقنع الأميركيين أن مصالح إسرائيل والولايات المتحدة متماثلة من حيث الجوهر، مستخدماً الضغط على مجلسي النواب والشيوخ وعلى السلطة التنفيذية لتأييد الكيان المحتل على طول الخط، وهذا ما يؤكده عضوالكونغرس الصهيوني ديك أرمي الذي قال"إن أهم أولوياتي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية هو حماية إسرائيل". اذا يعتبرموظفو الكونغرس الموالون لكيان العدو مصادر قوة اللوبي، وكذلك "الأيباك" (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية)، هي شكل من أشكال القوة للنفوذ الإسرائيلي في الكونغرس، حيث لها قدرة مالية كبيرة على استمالة أعضاء الكونغرس إلى توجهات الإسرائيليين.
مما لا شك فيه أن السعي الأمريكي والغربي لتسوية الملف النووي الإيراني لا يمت بصلة الى الحفاظ على السلام العالمي وحماية المدنيين كما يدعي الغرب وأعوانه في المنطقة، فالهدف الأساسي والرئيس لهذه التسوية "امن إسرائيل" وردع كل قوى المقاومة في المنطقة. فالأمن الاسرائيلي أولوية مطلقة للحكومة الأمريكية ودليل ذلك ما أكدته مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس من خلال كلمة لها في واشنطن في حفل لإحياء ذكرى إنشاء دولة "كيان العدو"، أكدت فيها أن واشنطن ستتخذ موقفا متشدداً من برنامج إيران النووي يطمئن الكيان الاسرائيلي ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ملزمة بأمن إسرائيل وبقدرتها على حماية نفسها، وأضافت إن أمن إسرائيل يعتبر أولوية عليا في المفاوضات مع إيران حول مسألة النووي الإيراني. اذا قبل كل مفاوضات نووية وبعدها، يقوم الجانبان الامريكي والغربي بطمأنة "الكيان الصهيوني" أن أمنه على "رأس جدول الأعمال" في المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي، ويؤكد الطرف الأمريكي أن واشنطن ستتشاور بشكل وثيق مع تل أبيب قبل صياغة أي مع ايران .
ختاماً، في ظل رضوخ الغرب للضغوط الاسرائيلية من المؤكد أن المفاضات النووية مع طهران لن تصل الى أي نتيجة، فالكيان الصهيوني يدعم أي مبادرة لإزالة القدرات النووية الإيرانية، وتلتزم أمريكا بشكل كامل على منع إيران من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية ، ليس لأن ذلك يشكل تهديداً لأمنها القومي بل من أجل تحقيق أمن إسرائيل في المنطقة، فالكيان الصهيوني ولاية أميركية بامتياز خاص.