الوقت- منذ فترة تصف البلدان المعادیة لسوریا الاستراتیجیة العسکریة ضد دمشق بغیرالفاعلة في الوقت الحالي، وتتحدث بالإجماع عن «الاستراتیجیة السیاسیة» وذلك في حلب أیضاً.
المبعوث الأممي الخاص إلی سوریا «ستيفان دي ميستورا» قدّم في الأسبوع الماضي مشروعه حول «تجمید القتال» في مناطق من سوریا مثل حلب إلی السلطات السوریة وأعلنت الأخیرة موافقتها لدراسة المشروع .
ویری العدید من المراقبین والمحللین الموالین للحکومة السوریة أن هذا المشروع یهدف إلی إیقاف النجاحات الأخیرة للجیش السوري في حلب.
وفي هذا الخصوص قال معارض سوري مسلح لموقع "عربي أونلاین" الإخباري إنه قلق جداً إزاء سرعة تحولات حلب والتي تصب في صالح الجیش السوري . وأضاف : هنالك مخاوف عدیدة تجاه حلب ، والتصریحات التي سمعناها من السلطات الترکیة تشیر إلی أن سیر الأحداث لیست في صالحنا .
وکان رئیس الوزراء الترکي أحمد داود أوغلو قد أعرب في وقت سابق عن قلقه تجاه ما یجري في حلب وقال : لا نرید أن نتذکر مشهد المقاتلین في حمص وهم یتراجعون (ویهربون) وسط أكوام الدمار. حلب قلب سوریا النابض ولا أحد یرید إنقاذها.
فمن الواضح تماماً أن رئیس الوزراء الترکي یقصد أنه لا یوجد أحد من المعارضة السوریة ینقذ حلب من النجاحات الأخیرة للجیش العربي السوري.
وبعد هذه الانتصارات والمکاسب العسکریة جاء مشروع دي ميستورا ووضع علی الطاولة؛ «تجمید القتال في حلب»!
دمشق تعلم جیداً أيّ مشروع وفي أيّ توقیت یتم طرحه. والسنوات الأربع الماضیة کفیلة بأن لا ترفض دمشق المشروع سریعاً بل تعلن استعدادها لدراسته بشکل جاد. وهکذا لا تتهم دمشق التي تتقدم في حلب ، بوضع العراقیل وتجاهل أرواح الناس .
وعلی ضوء هذا المشهد، رغبت الدول الغربیة ووسائل إعلامهم فجأة بالحل السیاسي في سوریا. وقد قال رئیس الوزراء الکندي إن بلاده لن تقدم علی الهجوم علی مواقع الحکومة السوریة حتی في حال التدخل العسکري في هذا البلد ، ذلك أنها تری أن المخرج الوحید للخروج من الأزمة السوریة هو المصالحة السیاسیة . وأضاف "ستيفن هاربر" : « کندا مستعدة للمشارکة في الحرب علی داعش ولکن بشریطة أن الهجمات لا تعتبر حرباً علی الحکومة السوریة ، لأنه مهما کانت أهداف کندا ضد الحکومة السوریة ، لکننا لا نرغب بالمشارکة في أيّة حرب تشن ضد أي بلد من بلدان المنطقة. ومواجهتنا العسکریة تستهدف تنظیم داعش فحسب » .
وبدورها دعمت وسائل الإعلام الغربیة و الکيان الإسرائيلي أیضاً مشروع تجمید القتال وما وصفته بالحل السیاسي.
ونشرت صحیفة "شبیغل" الألمانیة الثلاثاء الماضي حواراً مطولاً مع وزیر الخارجیة الأمیرکي الأسبق والمنظر الکبیر للسیاسة الخارجیة الأمیرکیة « هنري كيسنجر» حیث تناول في قسم منه الحرب في سوریا وبقاء رئسیها «بشار الأسد» .
وبهذا الخصوص قال كيسنجر : لا أقبل بأن النزاع في سوریا یجري بین حاکم مستبد وشعب أعزل ، وأن سوریا ستتحول إلی بلد دیمقراطي لو أسقطنا هذا الدیکتاتور . بل ما یجري في سوریا هو نزاع متعدد الأطراف .
وحول تعاون أمیرکا مع حکومة بشار الأسد ضد داعش قال : لا نستطیع أن نحارب مع الأسد في جبهة واحدة ، لأن ذلك یعني إدانة لکل ما قمنا به خلال السنوات الماضیة . لکني أعتقد أن الحوار مع روسیا ضروري ویجب أن نحدد ما نریده في سوریا ، ویجب أن نتخذ استراتیجیة مشترکة مع روسیا . وما کان ینبغي أن نطالب برحیل بشار الأسد منذ بدایة الأزمة في سوریا وإن کان ذلك هو هدفنا منذ اللحظة الأولی .
کما انضمت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أیضاً إلی هذا التحرك « السیاسي المنحی» تجاه الأزمة في سوریا ، حیث کتبت : بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الحرب في سوریا ومقتل ما یقارب 200 ألف شخص وتشرید 10 ملایین آخرین ، قدمت الأمم المتحدة مشروع الحل السیاسي ، وتأتي حلب في مقدمة هذا المشروع للوصول إلی وقف إطلاق النار . ولا شك أن تحقیق وقف إطلاق النار سیقلل من معاناة سکان حلب من الحرب التي قسمتهم إلی قسمین ، لکن العدید من المجموعات قد رفضت المشروع بینما وعد بشار الأسد بدراسته .
وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ( الصهيونية ) عن الحل السیاسي في سوریا أیضاً، مشیرة إلی «إعادة النظر في الرؤی» ضد سوریا . وقالت الصحیفة إن الرئیس الأمیرکي «باراك أوباما» طلب من مستشار الأمن القومي الأمیرکي أن یعید النظر في سیاسة بلاده تجاه سوریا. وحسب ما جاء في هآرتس، فإن البیت الأبیض قد عقد اجتماعات عدة بهذا الخصوص.
و من جانب آخر تفید الأنباء بمشارکة روسیا في السعي إلی إیجاد قناة دبلوماسية للحفاظ علی مؤسسات الدولة السوریة والجیش السوري أمام رحیل بشار الأسد .
جمیع هذه البیانات یشیر إلی أن الاستراتيجية العسكرية لم تفشل في سوریا فحسب ، بل إن تقدم الجیش السوري في حلب ، یکاد یغیر العدید من المعادلات أیضاً . وإیقاف هذا التقدم بحاجة إلی دخول کل أعداء سوریا وبشکل شامل من بوابة «الحل السیاسي:حلب أولاً» .
المبعوث الأممي الخاص إلی سوریا «ستيفان دي ميستورا» قدّم في الأسبوع الماضي مشروعه حول «تجمید القتال» في مناطق من سوریا مثل حلب إلی السلطات السوریة وأعلنت الأخیرة موافقتها لدراسة المشروع .
ویری العدید من المراقبین والمحللین الموالین للحکومة السوریة أن هذا المشروع یهدف إلی إیقاف النجاحات الأخیرة للجیش السوري في حلب.
وفي هذا الخصوص قال معارض سوري مسلح لموقع "عربي أونلاین" الإخباري إنه قلق جداً إزاء سرعة تحولات حلب والتي تصب في صالح الجیش السوري . وأضاف : هنالك مخاوف عدیدة تجاه حلب ، والتصریحات التي سمعناها من السلطات الترکیة تشیر إلی أن سیر الأحداث لیست في صالحنا .
وکان رئیس الوزراء الترکي أحمد داود أوغلو قد أعرب في وقت سابق عن قلقه تجاه ما یجري في حلب وقال : لا نرید أن نتذکر مشهد المقاتلین في حمص وهم یتراجعون (ویهربون) وسط أكوام الدمار. حلب قلب سوریا النابض ولا أحد یرید إنقاذها.
فمن الواضح تماماً أن رئیس الوزراء الترکي یقصد أنه لا یوجد أحد من المعارضة السوریة ینقذ حلب من النجاحات الأخیرة للجیش العربي السوري.
وبعد هذه الانتصارات والمکاسب العسکریة جاء مشروع دي ميستورا ووضع علی الطاولة؛ «تجمید القتال في حلب»!
دمشق تعلم جیداً أيّ مشروع وفي أيّ توقیت یتم طرحه. والسنوات الأربع الماضیة کفیلة بأن لا ترفض دمشق المشروع سریعاً بل تعلن استعدادها لدراسته بشکل جاد. وهکذا لا تتهم دمشق التي تتقدم في حلب ، بوضع العراقیل وتجاهل أرواح الناس .
وعلی ضوء هذا المشهد، رغبت الدول الغربیة ووسائل إعلامهم فجأة بالحل السیاسي في سوریا. وقد قال رئیس الوزراء الکندي إن بلاده لن تقدم علی الهجوم علی مواقع الحکومة السوریة حتی في حال التدخل العسکري في هذا البلد ، ذلك أنها تری أن المخرج الوحید للخروج من الأزمة السوریة هو المصالحة السیاسیة . وأضاف "ستيفن هاربر" : « کندا مستعدة للمشارکة في الحرب علی داعش ولکن بشریطة أن الهجمات لا تعتبر حرباً علی الحکومة السوریة ، لأنه مهما کانت أهداف کندا ضد الحکومة السوریة ، لکننا لا نرغب بالمشارکة في أيّة حرب تشن ضد أي بلد من بلدان المنطقة. ومواجهتنا العسکریة تستهدف تنظیم داعش فحسب » .
وبدورها دعمت وسائل الإعلام الغربیة و الکيان الإسرائيلي أیضاً مشروع تجمید القتال وما وصفته بالحل السیاسي.
ونشرت صحیفة "شبیغل" الألمانیة الثلاثاء الماضي حواراً مطولاً مع وزیر الخارجیة الأمیرکي الأسبق والمنظر الکبیر للسیاسة الخارجیة الأمیرکیة « هنري كيسنجر» حیث تناول في قسم منه الحرب في سوریا وبقاء رئسیها «بشار الأسد» .
وبهذا الخصوص قال كيسنجر : لا أقبل بأن النزاع في سوریا یجري بین حاکم مستبد وشعب أعزل ، وأن سوریا ستتحول إلی بلد دیمقراطي لو أسقطنا هذا الدیکتاتور . بل ما یجري في سوریا هو نزاع متعدد الأطراف .
وحول تعاون أمیرکا مع حکومة بشار الأسد ضد داعش قال : لا نستطیع أن نحارب مع الأسد في جبهة واحدة ، لأن ذلك یعني إدانة لکل ما قمنا به خلال السنوات الماضیة . لکني أعتقد أن الحوار مع روسیا ضروري ویجب أن نحدد ما نریده في سوریا ، ویجب أن نتخذ استراتیجیة مشترکة مع روسیا . وما کان ینبغي أن نطالب برحیل بشار الأسد منذ بدایة الأزمة في سوریا وإن کان ذلك هو هدفنا منذ اللحظة الأولی .
کما انضمت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أیضاً إلی هذا التحرك « السیاسي المنحی» تجاه الأزمة في سوریا ، حیث کتبت : بعد ثلاث سنوات ونصف سنة من الحرب في سوریا ومقتل ما یقارب 200 ألف شخص وتشرید 10 ملایین آخرین ، قدمت الأمم المتحدة مشروع الحل السیاسي ، وتأتي حلب في مقدمة هذا المشروع للوصول إلی وقف إطلاق النار . ولا شك أن تحقیق وقف إطلاق النار سیقلل من معاناة سکان حلب من الحرب التي قسمتهم إلی قسمین ، لکن العدید من المجموعات قد رفضت المشروع بینما وعد بشار الأسد بدراسته .
وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ( الصهيونية ) عن الحل السیاسي في سوریا أیضاً، مشیرة إلی «إعادة النظر في الرؤی» ضد سوریا . وقالت الصحیفة إن الرئیس الأمیرکي «باراك أوباما» طلب من مستشار الأمن القومي الأمیرکي أن یعید النظر في سیاسة بلاده تجاه سوریا. وحسب ما جاء في هآرتس، فإن البیت الأبیض قد عقد اجتماعات عدة بهذا الخصوص.
و من جانب آخر تفید الأنباء بمشارکة روسیا في السعي إلی إیجاد قناة دبلوماسية للحفاظ علی مؤسسات الدولة السوریة والجیش السوري أمام رحیل بشار الأسد .
جمیع هذه البیانات یشیر إلی أن الاستراتيجية العسكرية لم تفشل في سوریا فحسب ، بل إن تقدم الجیش السوري في حلب ، یکاد یغیر العدید من المعادلات أیضاً . وإیقاف هذا التقدم بحاجة إلی دخول کل أعداء سوریا وبشکل شامل من بوابة «الحل السیاسي:حلب أولاً» .