خاص- الوقت- منذ أن أجبر حزب الله للدخول إلی سوريا للدفاع عن هذا البلد وعن محور المقاومة والدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية بجانب الجيش السوري ، وصل الحديث عن المتغيرات التي أثارها حزب الله وقدراته ، في التعامل مع الكيان الغاصب ، لدرجة الحدیث عن سقوط توازن الردع المتبادل بين المقاومة والعدو الصهيوني. هذا في حين أن بعض العناصر السطحية النظر قد ادعت أن معادلة الدفاع عن لبنان أي مثلث الشعب والجيش قد انهارت .
بالطبع کان هذا الکلام لأعداء المقاومة ، ولكن محور المقاومة کان له کلام آخر ، وإسرائيل أیضاً کانت تعرف کل دلالات هذا الکلام حتی قبل أن تنطق بها المقاومة . عمليات المقاومة في مزارع شبعا والتي وقعت قبل شهر ونصف ، قد أكدت للعدو الصهيوني أن مخاوفها ليست عبثاً ، وأن أوهام العناصر السطحیة النظر والمهذارة قد انهارت .
النقطة الخاطئة أو الغريبة التي لم یول صناع القرار في کیان العدو اهتماماً لها هي التناقض الذي أثیر في المواقع المعلوماتیة حول تجاهل قوة حزب الله وتراجعه في المیدان ، إلى حد أن البعض قد ادعى أن حزب الله خسر قوته وأصیب بالتآكل تماماً ، وهو غير قادر حتی على الدفاع عن نفسه أمام التکفیریین ، والآن علیهم أن یجیبوا كيف يمكن لحزب الله وهو في هذه الحالة أن ینفذ هذا الهجوم على إسرائيل ؟
من ناحية أخرى ، يصر بعض المواقف أن قوة حزب الله في لبنان قد ارتفعت جداً بحیث يمكن أن یبدأ حرباً مباشرة وفعالة ومؤلمة مع العدو المحتل. هؤلاء يعتقدون أنه حتى المسؤولی الكيان لا يمكنهم أن یدرکوا آثار هذه الحرب والتي أقلها هي إغلاق المطارات والموانئ وعزله عن العالم الخارجي .
کتب المحلل الاستراتيجي أمين حطیط مقالاً في صحيفة البناء اللبنانیة جاء فیها : في ضوء هذه التناقضات ، طرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه في يوم عاشوراء بعض الحقائق حول الهجوم علی سوريا لمدة أربع سنوات . هذا في الوقت الذي قد مضی علی مشارکة حزب الله في معركة الدفاع عن سوريا والمقاومة ولبنان نحو عام ونصف عام . هذه التصريحات دفعت المراقبين السياسيين إلی دراسة هدف السيد حسن نصر الله من معالجة القضايا المتعلقة بالنزاع والمسائل المعلنة وغير المعلنة ، وقوة حزب الله أو قدراته العسكرية في النزاعات المستقبلية مع إسرائيل .
لدراسة هذه المواقف ، لابد أولاً من الحديث عن القيم التي تم تجاهلها إما عن قصد أو غير قصد ، أو لم یدقق فیها الآخرون من أي موقع مقاوم .
المبدأ الأول هو أن القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي للاهتمام إلی أعمال المقاومة وتبرير وجودها . لقد تشکلت المقاومة ومحورها في ظل الرد على العدو الغاشم واعتداءاته فحسب . أي عمل تقوم به المقاومة یخدم في نهاية المطاف هذا المشروع الأساسي والوقوف ضد العدو واعتداءات هذا الکیان .
المحور الثاني هو أن وجود حزب الله في سوريا ، یأتي في الواقع للدفاع عن محور المقاومة لیتمکن هذا الحزب من متابعة رسالته الأساسية في محاربة الكيان . ونتيجة لذلك ، لم تکن مشارکة المقاومة في سوريا ابتعاداً عن الأهداف الأصلية أو انحرافاً عنها ، بل تعتبر المعرکة للحفاظ على المقاومة والتأكيد على مبادئها الصحیحة وإبطال أي محاولة لطمأنة العدو من خلال إظهار التکفیر في سلوکه الاعتدائي والاحتلالي .
المبدأ الثالث هو أنه رغم كل الشائعات أو الحرب النفسية التي تشکلت في المنطقة ، وتحاول عرض الصراعات الحالية علی أنها صراعات دينية بين الشيعة والسنة أو صراعات طائفیة بين العرب والأجناس الأخرى ، يصر حزب الله أن هذه الادعاءات هي فارغة وكاذبة . ذلك أن طبيعة الصراعات الحالية هي الصراع بين محورين ، حیث یسعى المحور الأول إلى تثبیت الاحتلال الصهيوني تماشياً مع مشروع الصهیو-الأمیرکي ، بینما یعمل المحور الثاني علی التصدي لهذا المشروع والوقوف في وجه غزو العدو واحتلالاته واعتداءاته ، وأي نزاع یحدث في المنطقة وتکون المقاومة في طرف منه ، ستکون إسرائيل أو نائب منها في الطرف المقابل لتنفیذ مشروع الصهیو-الأمیرکي . لذلك فإن المقاومة لن تنشغل لا اليوم ولا غداً بتشويه أهدافها والانحراف عن تطلعاتها .
في ضوء هذه المبادئ ، أوصل السيد حسن نصر الله في خطابه في ليلة ویوم عاشوراء أهم وأخطر رسالة له ، وأكد أن الإجراءات التي سوف يقوم بها حزب الله في الحرب المستقبلیة المحتملة ، تفتح الباب أمام الاحتمالات التي یجب أن تدرس من الآن فصاعداً . بالطبع لم يذكر السید تفاصيل هذه الاحتمالات ، لکن التطورات والظروف الحالية في المنطقة والمعادلات التي تشكلت مؤخراً ، تشير إلی أن الاحتمالات ستکون على النحو التالي:
الاحتمال الأول : یحتمل أن نیران حزب الله في الحرب المستقبلیة ستعم کل أراضي فلسطین المحتلة ، لذا قال السید حسن إنه لا توجد منطقة في فلسطین المحتلة لا تصلها صواریخ المقاومة . وهذا الاحتمال مهم لإسرائیل للغایة ، لأن حروب هذا الکیان الماضیة کانت مبنیة علی الحرب في أراضي العدو وإطلاق الصواریخ في بیت العدو ، لکن حرب تموز 2006 قد قضت علی هذه النظریة وجعلت العدو يبحث عن طرق أخری . وشملت هذه الطرق نظریة الردع الاجتماعي لتحقیق قوة المجتمع الصهیوني للنشاط في الظروف الحربیة عبر الاعتماد علی القبة الحدیدیة والملاجئ .
لکنّ قدرة حزب الله وصواریخه کانت کفوءة ودقیقة إلی درجة تتمکن من الوصول إلی اي نقطة في ارض العدو وتهدم ملاجئه، وهذا الأمر نفسه قد أنهی نظریة الردع الاجتماعي و طرح علی الطاولة سیناریو تعطیل الحیاة في إسرائیل وعزل الأراضي المحتلة عن العالم الخارجي من خلال إغلاق الموانئ والمطارات في أية حرب مقبلة .
الاحتمال الثاني : المناورة في العملیات البریة والنفوذ إلی الأراضي المحتلة . وفي هذا السیاق لا یمکن تجاهل ما تناولته وسائل إعلام العدو مؤخراً وبکثرة حول إمکانیة حفر المقاومة لأنفاق هجومیة في منطقة الجلیل ، وقد أثیر هذا الأمر خاصة بعد إشارة السید حسن نصرالله إلی إمکانیة السماح أو صدور أمر للمقاومین یقضي بالسیطرة علی الجلیل .
وبعد الخبرات الکبیرة التي اکتسبها حزب الله من قتاله في سوریا ، ينظر الكيان الغاصب إلی هذا الاحتمال بشکل أکثر جدیة وواقعیة . ومن جهة أخری يعرف العدوالصهيوني مدی خطورة هذا السیناریو وآثاره علی الحیاة في شمال فلسطین المحتلة . کل ذلك في الوقت الذي يرى الكيان أن المنطقة الشمالیة تحتل المرکز الثاني من الأهمیة بعد المنطقة المرکزیة وتل أبیب .
الاحتمال الثالث: هذا الاحتمال الذي هو الأکثر أرجحیة للوقوع ، مزیج من الاحتمالین السابقین . ویضاف إلیه عنصر ثالث أیضاً هو تفعیل الخلایا داخل فلسطین المحتلة ودخول الحرب من ثلاث جبهات مختلفة . والعدو الصهيوني يعرف جیداً أن مواجهة هذا الاحتمال لیس سهلاً .
وهنالك نقطتان رئیسیتان في تلویحات قائد المقاومة یمکن الإشارة إلیهما : أولاً المفاجآت التي أعدها حزب الله للحرب المقبلة ، وهذا جزء من الطبیعة العملیاتیة والاستراتیجیة التي لا یمکن الحدیث عنها الآن ، لأن ذلك سیسلب منها عنصر المفاجأة .
ثانیاً أن المستطوطنين ومن خلال أخذ جوازات سفر أخری غیر جنسیة الكيان یریدون الهروب من الأراضي المحتلة في حال وقوع حرب . طبعاً علی هؤلاء أن یعلموا أنهم لا یستطیعون أن یستفیدوا من جوازات السفر هذه إن وقعت حرب ، لأن طرق السفر مغلقة بالکامل . ولذا سوف لن یجد هؤلاء مکاناً آمناً في کل الأراضي المحتلة ، ویجب أن یحسبوا حساباتهم من الآن وقبل وقوع أية حرب محتملة . ولهذین الأمرین أهمیة کبیرة في تثبیت توازن الردع وتعزیزه لصالح حزب الله .
وفي الختام نستنتج مما تقدم أن المقاومة باتت قادرة علی تهدید الحیاة في الكيان في أية حرب مستقبلیة ومحاصرته وعزله عن العالم الخارجي .
هذه المعارک یمکن أن تتحول إلی حرب شاملة ، ونیران حزب الله یمکن أن تتحول من عامل للرعب والخوف في الأراضي المحتلة إلی عامل للهدم والتدمیر . والمقاومة قادرة علی خوض حرب شاملة ومواصلتها دون توقف حتی تحقیق کل الأهداف ، وفي هذه الحالة لن یبقی طریق للنجاة أمام الكيان الصهيوني .
هاتان النقطتان هما الأسرار الخطیرة التي أشار إلیها سماحة السید حسن نصرالله في خطابه في یوم عاشوراء ، وأکد علیها المسؤولون الإیرانیون في معرض ردهم علی التهدیدات الخارجیة وتأییدهم لمواقفهم تجاه دعم سوریا أمام أي اعتداء محتمل علیها .
والرئیس السوري بشار الأسد قد أثار هذا الموضوع بشکل ذکي أیضاً رداً علی التهدیدات الغربیة حول الاعتداء علی سوریا وقال إن محور المقاومة تملك هذه القدرة أن تستخدم لتحقیق أهداف مشروعه وتؤمن بأن ما یقوم به في أية حرب محتملة سیکون ناجعاً ومحققاً للأهداف .
بالطبع کان هذا الکلام لأعداء المقاومة ، ولكن محور المقاومة کان له کلام آخر ، وإسرائيل أیضاً کانت تعرف کل دلالات هذا الکلام حتی قبل أن تنطق بها المقاومة . عمليات المقاومة في مزارع شبعا والتي وقعت قبل شهر ونصف ، قد أكدت للعدو الصهيوني أن مخاوفها ليست عبثاً ، وأن أوهام العناصر السطحیة النظر والمهذارة قد انهارت .
النقطة الخاطئة أو الغريبة التي لم یول صناع القرار في کیان العدو اهتماماً لها هي التناقض الذي أثیر في المواقع المعلوماتیة حول تجاهل قوة حزب الله وتراجعه في المیدان ، إلى حد أن البعض قد ادعى أن حزب الله خسر قوته وأصیب بالتآكل تماماً ، وهو غير قادر حتی على الدفاع عن نفسه أمام التکفیریین ، والآن علیهم أن یجیبوا كيف يمكن لحزب الله وهو في هذه الحالة أن ینفذ هذا الهجوم على إسرائيل ؟
من ناحية أخرى ، يصر بعض المواقف أن قوة حزب الله في لبنان قد ارتفعت جداً بحیث يمكن أن یبدأ حرباً مباشرة وفعالة ومؤلمة مع العدو المحتل. هؤلاء يعتقدون أنه حتى المسؤولی الكيان لا يمكنهم أن یدرکوا آثار هذه الحرب والتي أقلها هي إغلاق المطارات والموانئ وعزله عن العالم الخارجي .
کتب المحلل الاستراتيجي أمين حطیط مقالاً في صحيفة البناء اللبنانیة جاء فیها : في ضوء هذه التناقضات ، طرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه في يوم عاشوراء بعض الحقائق حول الهجوم علی سوريا لمدة أربع سنوات . هذا في الوقت الذي قد مضی علی مشارکة حزب الله في معركة الدفاع عن سوريا والمقاومة ولبنان نحو عام ونصف عام . هذه التصريحات دفعت المراقبين السياسيين إلی دراسة هدف السيد حسن نصر الله من معالجة القضايا المتعلقة بالنزاع والمسائل المعلنة وغير المعلنة ، وقوة حزب الله أو قدراته العسكرية في النزاعات المستقبلية مع إسرائيل .
لدراسة هذه المواقف ، لابد أولاً من الحديث عن القيم التي تم تجاهلها إما عن قصد أو غير قصد ، أو لم یدقق فیها الآخرون من أي موقع مقاوم .
المبدأ الأول هو أن القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي للاهتمام إلی أعمال المقاومة وتبرير وجودها . لقد تشکلت المقاومة ومحورها في ظل الرد على العدو الغاشم واعتداءاته فحسب . أي عمل تقوم به المقاومة یخدم في نهاية المطاف هذا المشروع الأساسي والوقوف ضد العدو واعتداءات هذا الکیان .
المحور الثاني هو أن وجود حزب الله في سوريا ، یأتي في الواقع للدفاع عن محور المقاومة لیتمکن هذا الحزب من متابعة رسالته الأساسية في محاربة الكيان . ونتيجة لذلك ، لم تکن مشارکة المقاومة في سوريا ابتعاداً عن الأهداف الأصلية أو انحرافاً عنها ، بل تعتبر المعرکة للحفاظ على المقاومة والتأكيد على مبادئها الصحیحة وإبطال أي محاولة لطمأنة العدو من خلال إظهار التکفیر في سلوکه الاعتدائي والاحتلالي .
المبدأ الثالث هو أنه رغم كل الشائعات أو الحرب النفسية التي تشکلت في المنطقة ، وتحاول عرض الصراعات الحالية علی أنها صراعات دينية بين الشيعة والسنة أو صراعات طائفیة بين العرب والأجناس الأخرى ، يصر حزب الله أن هذه الادعاءات هي فارغة وكاذبة . ذلك أن طبيعة الصراعات الحالية هي الصراع بين محورين ، حیث یسعى المحور الأول إلى تثبیت الاحتلال الصهيوني تماشياً مع مشروع الصهیو-الأمیرکي ، بینما یعمل المحور الثاني علی التصدي لهذا المشروع والوقوف في وجه غزو العدو واحتلالاته واعتداءاته ، وأي نزاع یحدث في المنطقة وتکون المقاومة في طرف منه ، ستکون إسرائيل أو نائب منها في الطرف المقابل لتنفیذ مشروع الصهیو-الأمیرکي . لذلك فإن المقاومة لن تنشغل لا اليوم ولا غداً بتشويه أهدافها والانحراف عن تطلعاتها .
في ضوء هذه المبادئ ، أوصل السيد حسن نصر الله في خطابه في ليلة ویوم عاشوراء أهم وأخطر رسالة له ، وأكد أن الإجراءات التي سوف يقوم بها حزب الله في الحرب المستقبلیة المحتملة ، تفتح الباب أمام الاحتمالات التي یجب أن تدرس من الآن فصاعداً . بالطبع لم يذكر السید تفاصيل هذه الاحتمالات ، لکن التطورات والظروف الحالية في المنطقة والمعادلات التي تشكلت مؤخراً ، تشير إلی أن الاحتمالات ستکون على النحو التالي:
الاحتمال الأول : یحتمل أن نیران حزب الله في الحرب المستقبلیة ستعم کل أراضي فلسطین المحتلة ، لذا قال السید حسن إنه لا توجد منطقة في فلسطین المحتلة لا تصلها صواریخ المقاومة . وهذا الاحتمال مهم لإسرائیل للغایة ، لأن حروب هذا الکیان الماضیة کانت مبنیة علی الحرب في أراضي العدو وإطلاق الصواریخ في بیت العدو ، لکن حرب تموز 2006 قد قضت علی هذه النظریة وجعلت العدو يبحث عن طرق أخری . وشملت هذه الطرق نظریة الردع الاجتماعي لتحقیق قوة المجتمع الصهیوني للنشاط في الظروف الحربیة عبر الاعتماد علی القبة الحدیدیة والملاجئ .
لکنّ قدرة حزب الله وصواریخه کانت کفوءة ودقیقة إلی درجة تتمکن من الوصول إلی اي نقطة في ارض العدو وتهدم ملاجئه، وهذا الأمر نفسه قد أنهی نظریة الردع الاجتماعي و طرح علی الطاولة سیناریو تعطیل الحیاة في إسرائیل وعزل الأراضي المحتلة عن العالم الخارجي من خلال إغلاق الموانئ والمطارات في أية حرب مقبلة .
الاحتمال الثاني : المناورة في العملیات البریة والنفوذ إلی الأراضي المحتلة . وفي هذا السیاق لا یمکن تجاهل ما تناولته وسائل إعلام العدو مؤخراً وبکثرة حول إمکانیة حفر المقاومة لأنفاق هجومیة في منطقة الجلیل ، وقد أثیر هذا الأمر خاصة بعد إشارة السید حسن نصرالله إلی إمکانیة السماح أو صدور أمر للمقاومین یقضي بالسیطرة علی الجلیل .
وبعد الخبرات الکبیرة التي اکتسبها حزب الله من قتاله في سوریا ، ينظر الكيان الغاصب إلی هذا الاحتمال بشکل أکثر جدیة وواقعیة . ومن جهة أخری يعرف العدوالصهيوني مدی خطورة هذا السیناریو وآثاره علی الحیاة في شمال فلسطین المحتلة . کل ذلك في الوقت الذي يرى الكيان أن المنطقة الشمالیة تحتل المرکز الثاني من الأهمیة بعد المنطقة المرکزیة وتل أبیب .
الاحتمال الثالث: هذا الاحتمال الذي هو الأکثر أرجحیة للوقوع ، مزیج من الاحتمالین السابقین . ویضاف إلیه عنصر ثالث أیضاً هو تفعیل الخلایا داخل فلسطین المحتلة ودخول الحرب من ثلاث جبهات مختلفة . والعدو الصهيوني يعرف جیداً أن مواجهة هذا الاحتمال لیس سهلاً .
وهنالك نقطتان رئیسیتان في تلویحات قائد المقاومة یمکن الإشارة إلیهما : أولاً المفاجآت التي أعدها حزب الله للحرب المقبلة ، وهذا جزء من الطبیعة العملیاتیة والاستراتیجیة التي لا یمکن الحدیث عنها الآن ، لأن ذلك سیسلب منها عنصر المفاجأة .
ثانیاً أن المستطوطنين ومن خلال أخذ جوازات سفر أخری غیر جنسیة الكيان یریدون الهروب من الأراضي المحتلة في حال وقوع حرب . طبعاً علی هؤلاء أن یعلموا أنهم لا یستطیعون أن یستفیدوا من جوازات السفر هذه إن وقعت حرب ، لأن طرق السفر مغلقة بالکامل . ولذا سوف لن یجد هؤلاء مکاناً آمناً في کل الأراضي المحتلة ، ویجب أن یحسبوا حساباتهم من الآن وقبل وقوع أية حرب محتملة . ولهذین الأمرین أهمیة کبیرة في تثبیت توازن الردع وتعزیزه لصالح حزب الله .
وفي الختام نستنتج مما تقدم أن المقاومة باتت قادرة علی تهدید الحیاة في الكيان في أية حرب مستقبلیة ومحاصرته وعزله عن العالم الخارجي .
هذه المعارک یمکن أن تتحول إلی حرب شاملة ، ونیران حزب الله یمکن أن تتحول من عامل للرعب والخوف في الأراضي المحتلة إلی عامل للهدم والتدمیر . والمقاومة قادرة علی خوض حرب شاملة ومواصلتها دون توقف حتی تحقیق کل الأهداف ، وفي هذه الحالة لن یبقی طریق للنجاة أمام الكيان الصهيوني .
هاتان النقطتان هما الأسرار الخطیرة التي أشار إلیها سماحة السید حسن نصرالله في خطابه في یوم عاشوراء ، وأکد علیها المسؤولون الإیرانیون في معرض ردهم علی التهدیدات الخارجیة وتأییدهم لمواقفهم تجاه دعم سوریا أمام أي اعتداء محتمل علیها .
والرئیس السوري بشار الأسد قد أثار هذا الموضوع بشکل ذکي أیضاً رداً علی التهدیدات الغربیة حول الاعتداء علی سوریا وقال إن محور المقاومة تملك هذه القدرة أن تستخدم لتحقیق أهداف مشروعه وتؤمن بأن ما یقوم به في أية حرب محتملة سیکون ناجعاً ومحققاً للأهداف .
