الوقت - إزدادت في الاونة الأخيرة الأعمال الارهابية في مصر وتحديدا في سيناء التي تنفذها جماعات ارهابية مدعومة خارجياً، هذا التصعيد الارهابي الذي جوبه بموجة عارمة من الاستنكار بين الأوساط الشعبية والسياسية في مصر ،تكلل أخيراً بتشكيل الاحزاب السياسية المصرية "للجبهة الوطنية لمكافحة الارهاب".
الجبهة الوطنية التي تشكلت برئاسة البدوي شحاتة رئيس حزب الوفد وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين،دعت كافة الأحزاب السياسية في مصر للمشاركة في تشكيل جبهة وطنية لمكافحة الارهاب، لكنها لم توجه دعوة إلى حزب النور، الأمر الذي استنكره الحزب معتبراً أن محاولة اقصائه "لايصب في صالح الوطن"، فيما ردت الأحزاب المكونة للجبهة بأن "حزب النور إرهابي ولا مكان له على الساحة لمخالفته للدستور".
وأصدرت القوى السياسية والشخصيات العامة التي شاركت في الاجتماع، بيانا مشتركا أعلنوا فيه تشكيل جبهة وطنية لمواجهة الإرهاب، بعد أيام قليلة من الهجمة الإرهابية التي تعرض لها "كمين" للجيش بسيناء استشهد على إثره 30 من جنود وضباط القوات المسلحة.
وطالبت القوى والأحزاب السياسية الموقعة على البيان الصادر عن الجبهة كافة القوى الوطنية والمدنية والشعبية بالانضمام إليها بهدف تحقيق عدد من الأهداف من بينها بناء أوسع جبهة للقوى المدنية والوطنية في مواجهة الإرهاب والمخططات التآمرية التي تستهدف الدولة المصرية ووجودها بهدف إلحاقها بالمخططات الرامية إلى تقويض الأمن القومي المصري والعربي لصالح مخطط الشرق الأوسط الجديد.
كما دعا الموقعون على البيان إلى توظيف كافة الآليات ووضع أسس التنسيق المشترك لفضح المخططات الإرهابية والقوى الداعمة لها وحشد كافة الطاقات السياسية والوطنية والجماهيرية للقيام بحملة توعية واسعة لكشف هذا المخطط وأبعاده .
وقال الموقعون إن الجبهة تهدف إلى التواصل مع الجهات العربية والإقليمية والدولية بهدف اطلاعها على طبيعة المخططات التي تستهدف مصر والأمة العربية والتأكيد على رفض توظيف الدين لحساب الأجندات السياسية التي تستهدف إسقاط الدولة المصرية امتدادا بالدول العربية والإسلامية جميعا .
ونص البيان على عقد المؤتمرات الجماهيرية والتواصل مع الإعلام والصحافة بهدف تكوين رأى عام شعبي مساند للدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب .
وذكر البيان أن الموقعين من الأحزاب والقوى السياسية والجماهيرية يجددون العهد على أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة القوى الظلامية والإرهابية عازمين على مواصلة النضال من أجل إعادة بناء الدولة الديمقراطية المصرية الحديثة – دولة تراعي حقوق الإنسان والحريات العامة وتتبنى مشروعات التنمية والعدالة الاجتماعية وترفض التمييز وتسعى إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي و استكمال الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق .
حزب النور السلفي استنكر على لسان رئيس الهيئة العليا للحزب الدكتور طارق السهري، رفض القائمين على الجبهة الوطنية تقديم دعوة للحزب لحضور اجتماعاتها،معتبراً ان حزب النور له دور قوي ومؤثر في سيناء ولاقى ترحابًا شديدًا من السيناوية.
بينما قال جمال متولي القيادي بحزب النور وعضو مجلس الشورى السابق، أن الحزب سيتواصل مع القوى السياسية لعمل اصطفاف وطني مع الدولة لمحاربة الإرهاب، مضيفا لـ"اليوم السابع" أن مكافحة الإرهاب ليست مهمة الدولة وحسب بل هي مهمة كل المجتمع، لافتا إلى أن الإرهاب لا يفرق بين مواطن وغيره ويحتاج للتوحد والاصطفاف لصده واجتثاثه، مشيرا إلى أن الحزب مع كل جهد وكل فصيل يعمل من أجل مكافحة الإرهاب والعمل على استئصاله.
من جانبه قال أحمد عز العرب، مساعد رئيس حزب "الوفد"، إن "حزب النور مخالف للدستور لأنه مبني على أساس ديني، مثله كالحرية والعدالة، والبناء والتنمية، وإن هذه الأحزاب لا مكان لها على الساحة السياسية". وأشار إلى أن "مثل هذه الأحزاب غير معترف بها، وبالتالي لم تتم دعوتهم للمشاركة في الجبهة الوطنية لمكافحة الإرهاب".
في السياق نفسه، قال محمد عطية، المتحدث الإعلامي لحركة "تحيا مصر"، إن "الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب لم ترسل دعوة لحزب النور السلفي للمشاركة فيها، لأن النور لديه نفس أفكار إقامة الخلافة والدولة الإسلامية، ولكنه يحاول أن يظهر نفسه أنه حزب مدني لا علاقة له بما فعلته جماعة الإخوان أو الجماعات الإرهابية الأخرى". واتهم عطية "النور" بأنه "يحمل نفس الفكر الإرهابي الذي تحمله الجماعات المسؤولة عن قتل الجنود المصريين على الحدود ولهذا كان من غير المعقول أن يتم دعوة حملة الفكر الإرهابي كي يواجهوا الإرهاب".
من جانبه أكد محمد عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن اجتماع "الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب" ليس له علاقة بالتحالفات الانتخابية، مشيراً إلى أنه ليس هناك وقت للشعارات وهدفنا تأسيس جبهة لإعلاء المصالحة الوطنية.
وأوضح السادات أن نقل الأهالي في سيناء إجراء مؤقت والحديث عن تهجير قسري كلام مضلل، لافتاً إلى أن الجبهة سوف تأخذ على عاتقها أولا محاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله بدءاً من المواجهة الفكرية للجماعات المتشددة والمتطرفة. وتابع أن المعركة ضد الإرهاب ليست قصيرة، ولا يجب أن تقتصر على الرصاص فقط، ولابد من خوض معركة الثقافة والفكر ضد الجماعات المتطرفة.
رجل الأعمال والعضو المؤسس في الجبهة نجيب ساويرس ،أكد أن جماعات الإرهاب التي تعتدي على الأراضي المصرية وأبنائها الشرفاء الذين يحمون الوطن، يحاربون الشعب المصري بكل طوائفه واتجاهاته، موضحا أن المسألة الآن ليست حزبية ولكنها وطنية قومية.
وأوضح "ساويرس" أن اجتماع جبهة مكافحة الإرهاب ومساعدة أهالي سيناء، جمع كل القوى الوطنية ولم يتغيب أحد إلا الأشخاص الذين يفكرون بمنطق آخر وهؤلاء سيخسرون في النهاية، لافتا إلى أن الكل أجمع على جميع المبادرات وعلى رأسها مواجهة الإرهاب ومحاربة الفكر الخاطئ من المنطلق الديني والتنمية والاعتناء بأهالي الشهداء.
وأشار إلى أن رئيس حزب الوفد السيد البدوي أقترح عليهم جمع تبرعات 3 ملايين جنيه لأسر شهداء الوطن، والاعتناء بعملية تهجير أهالي في سيناء حتى لا تسوء العلاقات معهم.
على جانب أخر أكد ساويرس أن حزب المصريين الأحرار متواصل مع الأحزاب في تونس، لان الخطر ليس في مصر فقط ولكن المنطقة كلها تمر بهذا الخطر.
يذكر أن الجبهة الوطنية لمكافحة الإرهاب تضم عددًا من الأحزاب السياسية، أبرزها أحزاب الوفد والمصريين الأحرار والإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي الاجتماعي، إضافة لعدد من الشخصيات العامة، وتهدف إلى تقديم الدعم السياسي للدولة في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الدولة.
ويعتبر تشكيل الأحزاب السياسية لهذه الجبهة خطوة إيجابية حقيقية وفاعلة تعكس إحساس الأحزاب بالمسؤولية تجاه خطر الارهاب الذي يواجه مصر في المرحلة الحالية،حيث سيدعم موقف الدولة داخليا وخارجيا ، كما يؤكد على تلاحم القوى السياسية وإعلائها للمصلحة العليا للبلاد.