الوقت - بعد وقوع العاصمة اليمنية صنعاء في قبضة الحوثيين والتمدد الكبير للحوثيين في باقي المحافظات اليمنية بأقل قدر ممكن من اراقة الدماء وبعض التنسيق مع الحكومة وقبول الحكومة اليمنية بخطة سياسية لتقاسم السلطة بين الاطراف اليمنية وتعيين رئيس جديد للحكومة، يدرس نظام آل سعود في الرياض كل الخيارات المتاحة للعودة إلى اليمن ومنها الدفع به نحو الحرب الأهلية، وقد ظهرت بوادر عدة في هذا الاتجاه تستوقف كل متابع للشأن اليمني ويدفع به نحو التفكير بالخطة السعودية التي سترد الرياض بها على الحوثيين، وتنتقم من خروج اليمن عن بيت الطاعة السعودي.
فمنذ توسع دائرة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون استنفرت السعودية كل الجهات والتيارات الحليفة لها داخل اليمن وحولها، وفي مقدمة هؤلاء العدو الأكبر للحوثيين وللشعب اليمني وهو تنظيم القاعدة، وقام هذا التنظيم باستنفار أعضائه في جميع المحافظات اليمنية وخاصة في الشمال، قرب الحدود السعودية، وقد بادر تنظيم القاعدة الى شن حرب على الحوثيين في عدة مدن ومحافظات يمنية منها مدينة الرداع في محافظة البيضاء وسط اليمن ومناطق اخرى، وهدد تنظيم القاعدة التي تحالف مع بعض القبائل الحوثيين بنقل المعركة الى معقلهم في صعدة.
وبعدما انكشفت العلاقة الوثيقة بين السعودية وتنظيم القاعدة يسعى هذا التنظيم الارهابي إلى تأسيس مقر انطلاق على الحدود اليمنية – السعودية من خلال تواجده المكثف في وادي حضرموت، ويشارك في تلك الأنشطة أعضاء التنظيم وخاصة اليمنيين والسعوديين، كما ان هناك نشاط للقاعدة في المحافظات اليمنية الجنوبية.
وفي مؤشر على تحرك سعودي عسكري محتمل ايضا نحو اليمن ترددت انباء عن سعي وزارة الدفاع السعودية لاتخاذ قيادة منطقة جازان العسكرية في جنوب السعودية قاعدة عسكرية جديدة تتشكل من القوات التي نشطت في الحرب مع الحوثيين، إضافة إلى لواء عسكري يعرف باللواء الجبلي المتخصص في ما يعرف بحرب الجبال، وكل ذلك يدل ان مواجهة بين السعودية والحوثيين ستكون محتملة.
التحركات السعودية لم تقتصر على الاستعدادات العسكرية جنوبي المملكة بل هناك انباء عن محاولات سعودية لانشاء قواعد عسكرية داخل الحدود اليمنية وقد حدثت بعض الاشتباكات بين السعوديين وقبائل يمنية في تلك المناطق مثل قبيلة آل عياش وقالت مصادر يمنية أن هناك تحركات غير عادية على الحدود اليمنية السعودية وكأن حربا سابعة على الأبواب.
وتستخدم السعودية الاموال الطائلة ايضا من اجل شراء الذمم وتشكيل تحالفات قبلية في وجه الحوثيين ودفع رجال وشيوخ القبائل الذين يتم شراؤهم نحو التحالف مع تنظيم القاعدة لتشكيل جبهة قوية في وجه الحوثيين في داخل اليمن.
وللسعودية خطط أخرى للضغط على اليمنيين ومنها ممارسة الضغط الاقتصادي على اليمن حيث كانت السعودية من اكبر المانحين للحكومة اليمنية وداعميها بالمشتقات النفطية كما انها تودع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني وتريد سحبها، كما ان هناك العمالة اليمنية الكبيرة في المملكة، والتي قد يؤدي طردها لأزمة اقتصادية في اليمن وهذا بالاضافة الى توقف استيراد المنتجات الزراعية والسمكية من اليمنيين.
واذا امعنا النظر فيما ذكرناه ونضع التحركات السعودية المختلفة والمتعددة جنبا الى جنب نرى ان آل سعود يريدون جر اليمن نحو حرب اهلية بتمويل سعودي وان هذه الخطة هي شبيهة بخطط السعودية في بلدان اخرى مثل سوريا والعراق وذلك بسبب عجز حكام آل سعود عن مواجهة قوة الحوثيين.
ان المخطط الذي تريد السعودية تنفيذه في اليمن لايخدم الا اعداء اليمنيين وعلى الشعب اليمني بكل قبائلة وقواه، شماليين وجنوبيين، ان ينتبهوا الى خطورة المخطط السعودي ضدهم تحت ذريعة مواجهة الحوثيين.
ان السعودية تقدم اكبر خدمة للكيان الصهيوني المحتل عبر تنفيذ مخططات لجر البلدان العربية نحو الاقتتال الداخلي والتفتيت والتمزيق والحروب التي تنهك الشعوب العربية، وكأن تمزيق وحدة المسلمين واضعافهم والقضاء عليهم يقع في صلب المعتقدات الوهابية السلفية التي تحكم السعودية والتي هي صنيعة بريطانية.
وتحظى المخططات السعودية هذه في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من البلدان العربية بمباركة امريكية وبريطانية وغربية ومن ورائهم الصهيونية العالمية، ومن الواضح جدا حجم التنسيق الكبير بين السعوديين والامريكيين والغربيين في الأزمة التي تضرب المنطقة العربية في الوقت الحالي.