الوقت - وسط ضعف الغارات التي تشنها الطائرات الامريكية وطائرات الدول المنضوية في التحالف الدولي ضد داعش تأتي النجاحات التي تسجلها قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البيشمركة ضد تنظيم داعش التكفيري الارهابي لتبرهن ان العراقيين ليسوا بحاجة الى عودة الاحتلال الامريكي الى بلادهم مرة أخرى تحت ذريعة محاربة الارهابيين، ولو ان الامريكيين كانوا قد سمحوا ببناء الجيش العراقي اثناء عقد من احتلال هذا البلد لكان الجيش العراقي كفيلا بدحر الدواعش من العراق لوحده.
وفي اذعان امريكي بالنجاحات العراقية ونجاحات البشمركة قال الادميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ان القوات العراقية بما في ذلك قوات البيشمركة الكردية تحقق حاليا تقدما كبيرا على حساب مقاتلي تنظيم داعش .
وأضاف كيربى فى تصريحات صحفية ان القوات العراقية حققت مكاسب في اجزاء كبيرة من البلاد خلال الايام الماضية، مشيرا الى ان القوات العراقية نجحت في توسيع نطاق سيطرتها على الاراضي الواقعة بالقرب من مصفاة النفط في بيجى بوسط العراق كما تمكنت القوات العراقية من مواجهة مقاتلى داعش جنوب غرب بغداد ايضا .
واعترف هذا المسؤول الامريكي ان الاعمال العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية ضد داعش ستستغرق وقتا ولكن التقارير الاخيرة حول اداء القوات العراقية تعد مشجعة وتدل على تصميم العراق على محاربة التنظيم الارهابي على حد قوله.
وتأتي تصريحات هذا المسؤول الامريكي في وقت ترتكب القوات الجوية للتحالف الدولي اخطاء فادحة (ان لم تكن تعمدية) اثناء الغارات والقصف الصاروخي الذي تشنهاعلى تنظيم داعش ومواقعه في العراق وحتى في مدينة كوباني الكردية السورية، فقبل اسابيع قصفت الطائرات الامريكية وباقي طائرات التحالف مركزا كانت تتجمع فيه قوات الحشد الشعبي العراقي والتي سطرت الملاحم امام تكفيريي داعش وقد تسبتت تلك الغارات باستشهاد العديد من افراد قوات الحشد الشعبي العراقي، كما قصفت طائرات التحالف مدن وبلدات عراقية فيها مدنيون آمنون وارتكبت مجازر بحقهم كما حصل مثلا في مدينة هيت العراقية حين تم قصف السوق المركزي فيها وقتل وجرح العديد من العراقيين في تلك الغارات.
ان الغارات الصاروخية والقصف الجوي الذي تشنه امريكا وحلفائها هي على درجة عالية من الضعف وقد رأينا كيف قام تنظيم داعش طوال نحو شهرين من بدء الغارات بتوسيع رقعه انتشارها في العراق وسوريا وان النجاحات العراقية ونجاحات البيشمركة والتي يذعن بها الامريكيون الان هي بفضل بسالة العراقيين من العرب والاكراد والدعم الايراني الذي بات مكشوفا امام الجميع للقوات العراقية والبيشمركة من اجل دحر ارهابيي داعش ونجدة الشعب العراقي في جنوب العراق وشماله وغربه .
ويتذكر الجميع كيف ان الامريكيين قد اخلوا بالاتفاقية الامنية الموقعة بينهم وبين العراق في بداية هجوم تنظيم داعش التكفيري الارهابي على شمالي العراق ولم يقوموا بالالتزام بما هو متفق عليه من ارسال الدعم والسلاح والعتاد للجيش العراقي الذي يستطيع التغلب على داعش اذا توفرت له الامكانيات اللازمة .
كما منع الامريكيون قوات البيشمركة الكردية من التزود بالاسلحة الثقيلية طوال سنوات من احتلال العراق ولو كانت هناك اسلحة ثقيلة في حوزة قوات البيشمركة لما استطاع تنظيم داعش التكفيري الارهابي التقدم بسهولة نحو المناطق الشمالية من العراق وارتكاب مجازر بحق النساء والاطفال من الاكراد والمسيحيين والايزديين وغيرهم من الطوائف العراقية .
ويضاف الى هذا ايضا القاء الطائرات الامريكية لأطنان من الاسلحة والعتاد جوا على مواقع تنظيم داعش التكفيري الارهابي في اطراف مدينة كوباني الكردية السورية وتبرير ذلك عبر القول بأن ذلك حصل عن طريق الخطأ، وقد اعترفت مصادر في البنتاغون ان قيمة الاسلحة والعتاد الامريكية التي اسقطت على مواقع تنظيم داعش الارهابي تبلغ اكثر من 450 مليون دولار ، ما يكشف حجم تلك الاسلحة والعتاد الملقاة في ايدي داعش .
ويجب ان لاننسى ان امريكا قد اخلت ايضا بالاتفاقية الموقعة مع العراق لبيع هذا البلد طائرات اف 16 امريكية وهو عقد تسليحي كان العراق وامريكا قد وقعا عليه اثناء الاحتلال الامريكي للعراق ، وقد اثار عدم تسليم العراق تلك الطائرات تساؤلات كبيرة في اوساط العراقيين الذين تركت بلادهم دون قوات جوية قادرة على الدفاع عن البلاد كما يجب امام الهجمات الخارجية وهجمات التنظيمات الارهابية.
ومن هنا نفهم معنى اصرار القادة العراقيين على عدم السماح بنزول قوات برية امريكية او غربية على ارض العراق بذريعة محاربة تنظيم داعش التكفيري الارهابي وتصميمهم على مواجهة هذا التنظيم الاجرامي بأنفسهم وسواعدهم.