الوقت - شن مسؤولون أميريكيون "على خلفية أزمة العلاقات بين الولايات المتحدة والکیان الصهيوني"، هجوما عنيفا على رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، واتهموه بأنه جبان وبائس ومخادع ومنشغل في الحفاظ على سلطته، وتوقعوا أن ترفع الولايات المتحدة العام المقبل غطاء الحماية الممنوح لـ "إسرائيل".
ونشرت مجلة "أتلانتيك" مقابلات مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية، ووصف أحدهم نتنياهو بأنه «جبان» (Chickenshit)، وأكد أن «الأمر الوحيد الذي يعنيه هو البقاء سياسيا».
وأضاف: الشيء الإيجابي في نتنياهو أنه جبان بما يتعلق بشن حروب، والشيء السيئ أنه لا يقوم بشيء من أجل التوصل لتسوية « مع الفلسطينيين أو مع الدول العربية السنية»، مضيفا: "هو ليس رابين ولا شارون وبالتأكيد ليس كبيغين، ببساطة ليس لديه شجاعة».
وقال معد التقرير الصحافي جفري غولدبيرغ، أنه التقى مع مسؤول آخر في الإدارة الأمريكية، واتفق مع قول زميله بأن نتنياهو «جبان» بل وصفه أيضا بأنه «متغطرس، منغلق ويعاني من متلازمة أسبرجر( الاضطراب).
وأكد المسؤول أن البيت الأبيض لم يعد يصدق تهديدات نتنياهو بشن هجوم على إيران . وأضاف أن الشعور السائد في أوساط الإدارة الأمريكية أن نتنياهو مخادع بكل ما يتعلق بالهجوم على إيران. فيما أكد عدد من المسؤولين أن نتنياهو أبلغهم بأنه «شطب» إدارة أوباما بكل ما يتعلق بالملف النووي الإيراني وأنه في حال التوصل إلى اتفاق مع إيران سينشط في الكونغرس وفي أوساط الجمهور الأميركي لإحباطه.
وحسب تقدير أحد المسؤولين، بعد الانتخابات التشريعية الأميركية القريبة التي ستجرى في الأسبوع الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، ومع تقديم الفلسطينيين مشروع القرار في الأمم المتحدة، سيرفع أوباما غطاء الحماية الممنوح لإسرائيل في المنظمات الدولية. وبتقديره، إذا استخدمت الإدارة الأمريكية حق النقض (الفيتو) على مشروع القرار الفلسطيني فإنها ستعمل على بلورة مشروع قرار بديل ضد الاستيطان وتطرحه للتصويت، وفي هذه الحالة تصبح إسرائيل معزولة بشكل تام في العالم.
الاحتمال الآخر، بحسب التقرير الذي أعده الصحافي جيفري غولدبيرغ، أن تعرض إدارة أوباما موقفا مفصلا من القضايا الجوهرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك خرائط حدود للدولة الفلسطينية.
وعقب الناطق باسم مجلس الأمن القومي على التقرير بالقول إنه لا يعتقد أن هناك أزمة في العلاقات، وأن العلاقة لا زالت قوية وصلبة كما في السابق. رغم ذلك في بعض الأحيان لا نتفق مع إسرائيل، كالنشاطات الاستيطانية، وعلينا أن نعبر عن قلقنا بصفتنا شريك قلق جدا على مستقبل إسرائيل ويسعى لرؤية إسرائيل تعيش بسلام".
وفی اعقاب تصریحات مسؤولون أميريكيون اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن مبعث الانتقادات الأمريكية لسياسته هو دفاعه عن بلاده.
وفي كلمة ألقاها، الأربعاء، في جلسة عقدت في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، لتأبين وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق، رحبعام زئيفي (قُتل في أكتوبر/تشرين الأول 2001)، قال نتنياهو :”بصفتي رئيس الوزراء، أصرّ على أمن إسرائيل، وأهتم شخصياً بحياة أي مواطن وأي جندي. لقد حاربت في ميدان المعركة مرات عديدة، وجازفت بحياتي من أجل الدولة، ولن أوافق على تقديم التنازلات التي تعرض دولتنا للخطر”.
وأضاف ” يجب الإدراك بأن مصالحنا العليا وعلى رأسها الأمن، ووحدة القدس لا تقف على رأس سلم أولويات الأطراف المجهولة التي تهاجمنا وتهاجمني شخصياً، لأنه يتم شن هذا الهجوم فقط لأنني أدافع عن دولة إسرائيل”.
وتابع:”إن لم أحمِ دولة إسرائيل، وإن لم أصرّ بحزم على مصالحنا الوطنية والأمنية، لم يُشن عليّ هذا الهجوم. وبالرغم من الهجمات التي أتعرض لها، سأواصل الدفاع عن دولتنا وسأواصل حماية المواطنين الإسرائيليين”.
وكان نتنياهو يرد على تصريحات نقلتها مجلة (اتلانتيك) الأمريكية، الأربعاء، عن مسؤول أمريكي (لم تسمه)، قوله، إن “نتنياهو جبان، ولن ينفذ هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية”.
وعلى الرغم من هذه التصريحات، أشار نتنياهو إلى أنه “يثمن ويقدر العلاقات مع الولايات المتحدة”.
وقال “إنني أثمّن وأقدّر علاقاتنا العميقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ إقامة الدولة لقد كانت لنا اختلافات بالرأي معها، وستحدث اختلافات بالرأي فيما بيننا. ولكن هذا لن يأتي على حساب العلاقات العميقة الموجودة بين الشعبين والدولتين”.