الوقت - على الرغم من أن إسرائيل یمکن أن تدخل قبل انتخابات الكنيست (البرلمان) في حرب مع حزب الله ، إلا أن الدوائر العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية إذ تشیر إلى العواقب الوخيمة لهذا العمل فإنها توصي بعدم الإقدام علی ذلك .
ومن المتوقع أن تجري إنتخابات الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) على مدى العامين المقبلين وهنالك احتمال أن تشتعل الحرب مع حزب الله قبل إجرائها .
هذا هو ما اعترف به أحد الأعضاء البارزين في المجلس الوزاری المصغر والضالع في القضايا السياسية والأمنية في شرح التغييرات الأخيرة في الجبهة الشمالية مشیراً إلی ضعف قوة إسرائيل في الردّ على حزب الله .
زيادة القوة العملیاتیة لحزب الله في الحرب بسبب الحرب في سوريا
وقال هذا الوزير الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة معاريف الإسرائيلية : ربما لا تقتصر الحرب المستقبلیة التي يتوقع أن تنطلق شراراتها قبل الإنتخابات الإسرائيلة ، علی حزب الله فحسب ، بل تتورط فیها کل من سوريا وإيران أيضاً .
لکن التقييم العام في تل ابيب هو أن : "جرأة حزب الله المتزايدة في الجبهة الشمالیة تشير إلى أن حزب الله قد غیر سياسته بوضوح وأنه ركز على العمليات الحدودیة ، وعلاوة على ذلك فإن الإجراءات التي اتخذها في هضبة الجولان ، توحي بأنه یرید الاحتکاك مع الجيش الاسرائيلي ".
وتعزو معاريف "أسباب جرأة حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله في التعامل مع اسرائيل إلی المهارات العملیاتیة لأعضائه والتي حصلوا علیها خلال القتال في سوريا ، لأن حزب الله قد دخل في هذه المعركة مثل جيش نظامي وفي تشکیلات لوائیة ، وقد جمع كذلك معلومات جدیدة وأحرز تقدماً جدیداً ، کما استخدم طائرات بدون طيار ومعدات جديدة أیضاً .
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه التغييرات قد عززت ثقة حزب الله بنفسه واطمئنانه بقدراته .
تهديدات حزب الله جادة
وعلاوة على ذلك ، فمن المقرر أن تصل الدول الغربية إلی اتفاق مع إیران حول برنامجها النووي في أقل من شهرين، وهذا الأمر من شأنه أن يكون سيئاً بالنسبة لإسرائيل، لأنه سیؤدي إلی دخول إيران علناً في الصراع مع إسرائيل .
وبما أنه في حال أي إجراء من جانب إسرائيل ضد المنشآت النووية الإيرانية ، إن طهران لا تحتاج إلى حزب الله لمعاقبة تل أبيب ، فإن هذا الحزب سیجد حریة لضرب إسرائيل ومن ثم سوف تبدأ حرب مماثلة لحرب غزة .
وكتبت معاريف : إن اتفاق الغرب مع إيران سیکون نوعاً من "الفخ الافتراضي لنا"، بمعنی أن إسرائيل ستواجه إيران باعتبارها بلداً على وشك امتلاك الطاقة النووية دون أن تمتلك القدرة علی التصدي لها ، ونتيجة لذلك ، فقد تبدأ المعركة الحقيقية بين إسرائيل وإيران والتي سيكون لها العديد من الانعكاسات .
وأوصت هذه الصحيفة الإسرائيليین أن یخرجوا من دماغهم التفكير بالحرب لأن هذا العمل ستكون له نتيجة سيئة ، خاصة "أن الأداء الإسرائيلي ضد حماس في الحرب الأخيرة على غزة لم یضف أي شيء لقوتها الرادعة في المنطقة المتوترة التي تعیش فیها ".
وأشارت معاريف أيضاً إلی أن "نصر الله والمسؤولين الإيرانيين یعلمون الآن أن إسرائيل قد فشلت في حسم المعركة مع حركة صغيرة مثل حماس ، لذا هم یسألون أنفسهم : هل هناك سبب للخوف والقلق ؟ وهذا سؤال في محله ، ولكن علينا أن نقول للإسرائيليين إنه ينبغي أن یشعروا بالقلق حیال ما سيحدث في المستقبل .
في السیاق نفسه أکد قائد الفیلق الشمالي في الجیش الإسرائیلی اللواء غرشون هاکوهین الذي ترك منصبه قبل بضعة أيام ، أکد علی أن الجيش الإسرائيلي يعمل جاهداً لتحديد أنفاق حزب الله الهجومیة في الحدود الشمالية مع لبنان.
كما أكد أنه ينبغي أن تؤخذ تصريحات نصرالله التي هدد فیها بالسیطرة علی الجليل على محمل الجد .
وأضاف هاکوهین : إن حزب الله يعلم أنه قادر على الدخول إلی الجليل حتى من دون استخدام الأنفاق ، وفي الوقت نفسه نحن نعلم أيضاً أن حزب الله قادر علی القیام بذلك .
وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي أیضاً : إن الحرب المقبلة مع حزب الله سوف تكون مختلفة عن حرب عام 2006 ، خاصة أن مقاتلي حزب الله ومن خلال مشارکتهم في المعارك الدائرة في سوريا قد اكتسبوا خبرة قيمة في جميع المجالات والتي تشمل استخدام قوة المشاة، المدرعات، التكتيكات القتالية والطائرات والقدرة المعلوماتیة الجيدة .
وأضاف: " نحن سنواجه في الحرب القادمة مقاتلين مختلفین سوف یظهرون أکثر قوة وأعلی مهارة من ذي قبل بكثير ".