الوقت - من الواضح جدا ان قوی الشر التي تدعم الارهاب في هذه المنطقة خاصة السعودية وامريكا ودول الارتجاع العربي لاتريد للبنان ان يكون قويا امام هذا الارهاب المدعوم من قبلها، بل تسعی الی ان تكون بيروت جولة جديدة لصولات وجولات الارهاب الداعشي و حركات الارهاب الاخری التي يغذيها تنظيم القاعدة الارهابي.
وما إن اعلنت ايران نيتها تقديم هبة عسكرية للجيش اللبناني حتی تعالت الاصوات التي احتجت علی هذه القضية، وامتلئت مختلف وسائل الاعلام والابواق الاعلامية المدعومة من قبل هذه القوة الشريرة بالمقالات والتحالیل المعارضة لارسال دعم عسكري من قبل ايران للجيش اللبناني. حيث كشفت هذه المواقف القذرة من قبل الرياض وواشنطن ومن يدير بفلكهم لا بل حتی منظمة الامم المتحدة من خلال مواقف امينها العام بان كي مون، كشفت النقاب عن وجهها الحقیقي الداعم للارهاب ليس في المنطقة فحسب بل في جميع انحاء العالم.
ومن الواضح جدا ان معارضة هذه الجهات لارسال اي تعزيزات عسكرية ايرانية للجيش اللبناني تاتي بسبب مساعيهم الی ان تبقی لبنان ضعيفة امام التحركات الارهابية التي تشهدها المنطقة خاصة في سوريا. حيث ان هذه الجهات التي مارست شتی انواع الضغوط علی الجيش اللبناني لثنيه عن استلام اي هبة عسكرية من ايران، لم يكن هدفها سوی ان لا يستطيع الجيش اللبناني مواجهة الارهاب الذي يحاول الدخول الی اراضي هذا البلد عبر حدوده مع سوريا. ولاننسی ان نذكر انه في حال لم یكن التعاضد والتكاتف من قبل المقاومة والجيش اللبناني خلال هذه الفترة، لتمكن الارهاب من الدخول الی لبنان واشعل حرب طائفية مذهبية في هذا البلد، لكن كما اشرنا فان الفضل يعود للجهود التی بذلها الجيش اللبناني وحزب الله أثناء هذه المرحلة.
جميع الذين عارضوا المساعدات العسكرية الايرانية للجيش اللبناني من المفترض ان يعرفوا ان القوات المسلحة اللبنانية لاتمتلك الاستعدادات اللوجستية الكافية لمواجهة الاخطار التي تهدد امن واستقرار لبنان، وفي حال بقي لبنان علی هذا الضعف فانه دون شك سیكون معرض للعديد من المخاطر في المستقبل القريب، وانطلاقا من هذا الفهم وكذلك انطلاقا من الحرص الذي تبديه ايران تجاه امن لبنان، بادرت طهران الی تقديم هبة عسكرية مهمة للجيش اللبناني وبالطبع فان ايران ستكون في المستقبل ايضا علی اتم الاستعداد لدعم لبنان عسكريا لمواجهة الارهاب الذي يهدد امنه واستقراره.
بان كي مون الامين العام للامم المتحدة والذي من المؤسف انه اصبح منذ فترة طويلة العوبة بيد امريكا حيث يتم التحكم به كيف ماشاءت واشنطن، هو الآخر ايضا الذي عارض الهبة العسكرية الایرانیة بحجة ان هذا يتعارض مع القانون الدولي والقرار رقم 1747 الذي يفرض عقوبات علی طهران. لكن علی مايبدوا ان السيد بان كي مون لم يفهم معنی هذه الهبة ولم يفهم بان الهبة تختلف عن اي معاملة اخری يكون قيامها مبني علی الارباح الاقتصادية. حيث ان لبنان لم تدفع مال ازاء هذه الهبة وهذا يعني ان قبول بيروت لهذه المساعدات العسکریة لم یعتبر تعاون اقتصادي مع ايران، لكن بان كي مون دون الالتفات الی هذه القضية أخذ یصرخ انه علی لبنان الامتناع عن قبول هذه الهبة.
وفي المقابل اسمحوا لنا ان نسئل السيد الامين العام للامم المتحدة وكذلك الدول الاخری التي عارضت استلام لبنان الهبة العسكرية، انه ماذا قدموا للبنان لتمكينه من مواجهة الارهاب الذي اصبح قاب قوسين او ادنی من حدوده مع سوريا؟. الجواب لاشيء، نظرا لان بعض المساعدات التي تاتي من امريكا للجيش اللبناني تاتي معها الكثير من الشروط التي تقيد لبنان اكثر من ان تطلق حريته لمواجهة الاخطار التي يتعرض لها. فعلی سبيل المثال ان امريكا تشترط عدم استخدام اي مساعدة عسكرية للبنان في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يعتبر اكبر خطرا يهدد الشعب اللبناني وسيادة هذا البلد منذ اشتياحه عام 1982 بل قبل ذلك التاريخ وصولا ليومنا هذا.
إذاً صار واضحا من هو مهتم بأمن الشعب اللبناني وهي بالطبع ايران، وكذلك من يريد للارهاب أن يفتك بامن هذا الشعب وهي أمريكا وحليفتها في المنطقة السعودية، وبناء علی هذا فان الجيش اللبناني سيكون علی قدر اكبر من التعاون مع ايران التي تدعمه لتمكينة من حفظ السلم في لبنان ومواجهة المحاولات التی تهدد مستقبله. كما ان واشنطن والرياض التي تحاول منع لبنان من استلام الهبة العسكرية الايرانية، تقدم هذه الجهات مقادير كبيرة من المال والسلاح للتنظيمات الارهابية في سوريا منذ اكثر من ثلاثة سنوات، ادت الی مقتل المئات من الابرياء في المنطقة. حيث اصبح وفق النظرية الامريكية والسعودية مسموحا دعم الارهاب وغير مسموحا لمن یرید دعم الجيوش التي تحاول الحفاظ علی شعوبها من خطر الارهاب. انها حقا نظرية مثيرة للسخریة وتستحق الرفض من قبل الجيش اللبناني الباسل.