الوقت - في خطوة قد تقضي على أحلام السلام "الهش" بين حزب العمال الکردستاني و ترکيا، أعلن مراد كارايلان، أحد أكبر قادة حزب العمال الكردستاني الترکي التمرد على أنقرة تمهيدا لإعلان الحكم الذاتي من جانب واحد أمس الاثنين 27 اکتوبر.
واعطى كارايلان الذي يتخذ من جبال قنديل بشمال العراق مركزا لعملياته ضد الجيش التركي، تعليماته لأعضاء المنظمة المنتشرين في المدن التركية، بإعلان حالة التمرد على أنقرة.
وبحسب مصادر مطلعة في تركيا، فإن أجهزة الاستخبارات التركية تمكنت من رصد اتصال للقيادي الكردي، وهو أحد قياديي اتحاد المجتمعات الكردستانية في 12 من أكتوبر الجاري، يطالب فيه أتباعه الموجودين داخل المدن التركية بالانتفاضة ضد الحكومة.
وقال في تلك المكالمة "ليتحرك الشعب، عليكم أن تعلنوا التمرد وتستمروا فيه"، مضيفا قوله "أحكموا السيطرة على الأحياء فقط وليس المدن" .
ويرى مراقبون أن الخطوة التي أقدم عليها حزب العمال الكردستاني جاءت بسبب مواقف الحكومة التركية من أكراد عين العرب "كوباني" .
ووفق التقارير فقد وجدت تعليمات كارايلان آذانا صاغية، إذ عمد نحو 200 مسلح إلى السيطرة على حييْن كاملين في بلدة جزرة التابعة لمحافظة شرناق، شرق البلاد، وأعلنوا التمرد والعصيان المدني.
وعلى الرغم من تلك المعلومات إلا أن السلطات التركية لم تصدر أي تعليق رسمي حول دعوة العمال الكردستاني إلى التمرد داخل البلاد.
ویأتي هذا بعد ان حمل الجيش التركي في بيان حزب العمال الكردستاني، المسؤولية عن هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة من جنوده السبت في جنوب شرق البلاد وقال ان مسلحین ملثمین هم من قاموا بقتل الجنود .
وقتل الجنود في شارع بمدينة يوكشيكوفا في منطقة هكاري جنوب شرق البلاد على الحدود مع إيران والعراق، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم وفر المهاجمون في حين تقوم قوات الأمن بعملية بحث واسعة في محاولة لتوقيفهم .
وقبل ذلك لقي ثلاثة أعضاء من منظمة حزب العمال الكردستاني حتفهم في اشتباكات مع قوات الدرك (الجندرمة) التركية المرابطة فی ضواحي بلدة "كاغزمان" التابعة لمحافظة قارص بمنطقة شرق الأناضول بعد أن شنوا هجوما مسلحا على محطة للطاقة الكهرومائية في ضواحي البلدة يوم الجمعة .
وذكرت محطة سى إن إن تورك أن قوات الدرك والقوات الخاصة تصدت للهجوم الذي شنه 4 مسلحون على المحطة وأضافت أن ثلاثة من الانفصاليين لقوا حتفهم بنيران القوات التركية، فيما تمكن الرابع من الهروب إلى المنطقة الجبلية القريبة من موقع الحادث، كما شنت قوات الدرك عملية تفتيش واسعة في المنطقة في محاولة لإلقاء القبض على الانفصالي الرابع.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر أغار سلاح الجو التركي على مواقع كردية في جنوب شرق البلاد ردا على هجمات على موقع عسكري، كما قتل حوالي 30 شخصا في تظاهرات عنيفة في المدن التركية بعد رفض أنقره مساعدة المدافعين عن کوباني .
ولا يزال الحراك الكردي ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستمرا في أغلب المحافظات الكردية وهو ما يفسره محللون بداية انفراط عقد المصالحة بين الجانبين ليعيد إلى الأذهان الصراع بينهما لسنوات.
وكان الأكراد قد انتفضوا بداية الشهر الجاري على السياسة "الهادئة" التي تتوخاها حكومة العدالة والتنمية تجاه تنظيم داعش والذي يحاول منذ حوالي شهرين السيطرة على مدينة كوباني الکردية السورية ما أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات.
وعلى صعيد المواقف السياسية حذر سياسي كردي بارز من أن هجمات تنظيم داعش على مدينة كوبانی الكردية، على الحدود السورية التركية، تهدد عملية السلام بين الحكومة التركية والأكراد.
وقال أدم أوزين، العضو القيادي في المؤتمر الوطني الكردستاني من بروكسل، إن تركيا ساعدت داعش في هجماتها على أكراد سوريا .
في المقابل انحى نائب رئيس الوزراء التركى يالتشين آق دوغان بالائمة على حزب العمال الكردستاني في أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها تركيا وحذر من أن" الذين لجأوا للسلاح قد خسروا دائما".
وقال اق دوغان في كلمته خلال اجتماع المجلس الاستشاري لحزب العدالة والتنمية لولاية أضنة "السلاح ليس هو العلاج ، إنه مصدر الاضطرابات .. العنف ليس هو الحل ، إنه وبال" .
ومن المتوقع ان يترأس الرئيس التركي رجب أردوغان الخميس ، اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، والذي يعقد للمرة الأولى منذ تسلمه منصب رئاسة الجمهورية في آب الماضي، بمشاركة أحمد داود أوغلو للمرة الأولى أيضا كرئيس للوزراء.
ويتركز جدول أعمال الاجتماع حول التطورات الجارية في مدينة كوباني (عين العرب) فضلا عن زيادة العمليات المسلحة في منطقتي جنوبي وجنوب شرقي تركيا، وتصاعد التوتر بين الحكومة وحزب الشعوب الديموقراطية الكردي على إثر التظاهرات وأعمال العنف التي شهدتها بعض المدن التركية بعد أحداث كوباني، وعدم تقديم حكومة العدالة والتنمية المساعدات اللازمة للأكراد لمواجهة هجمات تنظيم داعش .