الوقت - في خطوة استهدفت الحكومة السورية بدلا عن الارهابيين فرض الاتحاد الأوروبى اليوم الثلاثاء عقوبات على 12 وزيرا سوريا واثنين من كبار رجال الجيش السوري في اطار تشديد تدريجي للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الحكومة السورية.
وقال الاتحاد الأوروبي أن الوزراء الإثني عشر الذين عينهم الرئيس السوري بشار الأسد في تعديل وزارى في اغسطس ومن بينهم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية همام الجزايري ووزير الاتصالات والتكنولوجيا محمد غازي الجلالي ، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة على العقيد محمد بلال وهو ضابط كبير في المخابرات الجوية السورية واللواء غسان أحمد غنام قائد لواء الصواريخ 155.
وحذا الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة في تجميد أصول شركة بانجيتس الدولية ومقرها الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة قائلا انها "عملت كوسيط لتوريد النفط إلى النظام السوري" ، وجمد الإتحاد الأوروبى أيضا أصول الشركة الأم مجموعة عبد الكريم ومقرها دمشق .
وعلى الاثر رحب وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند بهذه العقوبات وقال عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مجلس الشؤون الخارجية "ارحب بموافقة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات ضد 18 شخصا وكيانا ممن لهم صلة بالنظام السوري ، وبذلك يكون الاتحاد الأوروبى قد وجه رسالة واضحة للنظام السوري بأنه يسعى الى اسقاطه .
واستطرد الوزير البريطانى "كما تم الاتفاق من حيث المبدأ على حظر تصدير وقود الطائرات إلى سوريا وهذا سيجعل من الصعب على النظام أن يواصل قصفه العشوائي، بما في ذلك الاعتداءات بالمواد الكيميائية واستخدام البراميل المتفجرة ضد شعبه، وعلينا فعل كل ما باستطاعتنا لوقف ذلك الآن .
وقال هاموند "إن الأسد هو سبب الصراع وعدم الاستقرار في سوريا، والعقوبات تشكل جزءا هاما من استراتيجيتنا لإضعاف النظام والحد من قدرته على ارتكاب المزيد من الأعمال ضد الشعب السوري".
وتأتي هذه الخطوة تماشيا مع السياسات الامريكية الهادفة الى اسقاط النظام السوري بعد تضعيفه وذلك في خضم المعارك بين الجيش السوري والجماعات الارهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش التكفيري الارهابي .
وتكشف فرض هذه العقوبات الاضافية على دمشق بأن الدول الغربية لديها نية اسقاط النظام السوري عاجلا ام آجلا ولذلك نرى بأن المسؤولين الامريكيين وحلفائهم الاوروبيين وكذلك تركيا والسعودية وغيرهم ممن يدور في الفلك الامريكي لم يتركوا التلميح الى ضرورة اسقاط النظام السوري بعد تضعيفه مع بدء الغارات الضعيفة التي يشنونها على بعض مواقع تنظيم داعش التكفيري الارهابي في سوريا والعراق .
ان اضعاف النظام السوري واسقاطه حلم يراود الغربيين لكن يبدو بعيد المنال مع وقوف ايران وروسيا خلف النظام في سوريا ودعمه اقتصاديا وعسكريا وفي مجالات اخرى، ولدى روسيا وايران كل منهما دوافع لتقديم الدعم لسوريا، فروسيا ترى في دمشق حليفا تقليديا لها وتعتبر سوريا موقعا استراتيجيا هاما لروسيا وقواعدها العسكرية على ساحل البحر الابيض المتوسط ، أما ايران فتعتبر سوريا حليفا استراتيجيا لها في محور المقاومة والممانعة ولذلك تقوم بدعم سوريا اقتصاديا وارسلت بعض المستشارين الى سوريا لدعم الحكومة امام الجماعات التكفيرية الارهابية والمخططات الغربية والعربية البغيضة .
ويعتقد الخبراء والمراقبون ان الضغوط الغربية والتركية والعربية ستزداد على النظام السوري خلال المرحلة المقبلة بالتوازي مع عمليات القصف الجوي الذي يتم ضد مواقع تنظيم داعش التكفيري الارهابي ومن الممكن ان نرى من الآن فصاعدا قيام الامريكيين والاوروبيين بتنصيب أنفسهم مدافعين عن الشعب السوري في وجه النظام، وسيستهدف الامريكيون والاوروبيون من الآن فصاعدا الاقتصاد السوري معتبرين اياه احد الدعائم الذي يرتكز عليه النظام في سوريا، وذلك الى جانب تنفيذ المخططات والمؤامرات الأخرى .