الوقت ـ لم يتمكن الارهابييون في سوريا من احكام سيطرتهم علی اي من المناطق التي احتلوها وقتلوا اهلها بالرغم من جميع الجرائم التي ارتكبوها في تلك المناطق. حال الغوطة الشرقية كحال المناطق الاخری التي احتلتها العصابات الاجرامية، لم تتمكن هذه العصابات من فرض سيطرتها علیها بالكامل رغم حضور اعداد كبيرة من ارهابييها في هذه المنطقة.
حيث اصبحت الیوم الاخبار التي تؤكد امكانية استعادة الغوطة الشرقية من قبل الجيش السوري خلال الفترة القريبة القادمة مؤلمة جدا للارهابيين الذين يحتلون هذه المنطقة الاستراتيجية بحكم قربها من العاصمة السورية دمشق. وستكون هزيمة الارهابيين في حال تم استعادة الغوطة الشرقية علی يد القوات السورية الباسلة، شر هزيمة. كما من المحتمل ان يتحمل الارهابييون اعداد كبيرة من القتلی عند ما تبدء ساعة الصفر لعمليات الجيش السوري لتحرير هذه المنطقة بشكل كامل، كما من المحتمل ان تفر المجموعات الارهابية التي تختبيء حالیا في الغوطة الشرقیة قبل بدء عمليات الجيش السوري لانها تعرف ان سقوط هذه المنطقة بيد القوات السورية في حال بدء الهجوم علیها حتما لا مفر منه.
العمليات العسكرية الواسعة التي يقوم بها الجيش السوري علی اطراف الغوطة الشرقية اتت بثمار مهمة في المجال الامني حيث ان سكان دمشق وريفه باتوا لم يشعروا بخطر القذائف التي كانت قبل ذلك تطلقها الجماعات الارهابية المستقرة في الغوطة الشرقية. هذا الانجاز العسكري المهم ياتي ضمن مسلسل الانجازات التي حققها الجيش السوري الباسل خلال مايزيد علی الثلاثة اعوام من قتاله ضد العصابات الارهابية.
كما علی مايبدوا فان الدول الداعمة للعصابات المسلحة في سوريا خاصة السعودية وقطر وتركيا وحتی الدول الغربية، فهمت جميع هذه الدول ان لاطائل من دعمها للارهاب في سوريا. حيث كانت تلك الدول تعوّل علی العصابات الارهابية لاسقاط النظام السوري باسرع وقت ممكن، لكن بعد ماصرفت هذه الدول عشرات المليارات من الدولارات، بقيت الامور تراوح مكانها ولا يوجد انجاز استراتيجي في سلة العصابات الارهابية. لذا من الوارد جدا ان تتقلص المساعدات العسكرية والمادية من قبل الدول الداعمة لعصابات الارهاب في سوريا وسيكون ذلك بمثابة الغشة التی قصمت ظهر البعير.
وفي هذه الاثناء تعتبر عملية تحرير منطقة «عين ترما» الذي حصلت بعد ايام قليلة من تحرير حي «الدخانية» علی يد القوات السورية، تعتبر ذات اهمية كبيرة لسبب ان هذه المنطقة تمثل النقطة الرئيسية لاطلاق القذائف والصواريخ من قبل العصابات الارهابية باتجاه منطقتي «جرمانا» و «الدويلعه» والمناطق الاخری القريبة من العاصمة دمشق، وكذلك احد النقاط الهامة لانشطة عصابة ماتسمی بـ «جيش الاسلام» الارهابية بقيادة «زهران علوش». حيث فرت عناصر الجماعات الارهابية بعد هذه الانجازات السورية في هذه المناطق الی عمق الغوطة الشرقية واصبحت التحضيرات التي يقوم بها الجيش السوري في هذه الايام لبدء عمليات شرسة تجاه الغوطة الشرقية، مرعبة جدا للعصابات التي تتخذ من هذه المنطقة ملجيء لاختفائها.
جميع هذه التطورات الهامة والمتسارعة تدل علی ان الارهاب في سوريا بدء يلفظ انفاسه الاخيرة وبدءت سوريا تستعيد عافيتها التي فقدتها لاكثر من ثلاثة اعوام اثر المخطط الاجرامي الذي نفذته دول الارتجاع العربي ارضائا لسادة البيت الابيض وزعماء الكيان الصهيوني. ومن هنا نقول يحی شعب سوريا الوفي وجيشها الباسل وجميع الذين ضحوا بكل غال ونفيس من اجل ان يبقی هذا البلد عاصمة منيعة للمقاومة واحرار العالم الذين يواجهون معسكر الارهاب والاستكبار العالمي المتمثل بواشنطن وتل ابيب علی نحو سواء. نعم الكثير من شعوب العالم ودول المنطقة الیوم يجب ان تكون ممتنة لسوريا وشعبها لوقوفهم امام الارهاب السعودي والقطري والتركي والامريكي وكذلك الصهيوني ولو لم تقف سوريا وشعبها هذه الوقفة البطولية، لكانت سوريا الیوم قلعة وحصنا للارهاب العالمي ولكانت سوريا الیوم افغانستان اخری للجماعات الارهابية لضرب امن واستقرار جميع دول المنطقة.
مرة ثانیة يجب ان نقول تبا لمن احدث المأساة الانسانية في سوريا والكل يعرف ان هذه المأساة حدثت عبر ارسال المال العربي للارهابيين خاصة من قبل دول عربية سبق وان اشرنا الیها. حيث ستظل لعنة الشعب السوري تطارد قادة وزعماء هذه الدول ليوم قيام الدين بسبب الظلم الذي فرض علی هذا الشعب طيلة الاعوام الاخيرة.
وكذلك يجب ان يعرف جميع اعداء سوريا ان هذا البلد له شعب وجيش وكذلك قيادة تحميه من مطامع هؤلاء الاعداء وسيظل التاريخ يتذكر مقاومة الشعب السوري تجاه الارهاب والدول المتغطرسة التي ارادت ان تبتلع سوريا وخيراتها، لكن لم يتحقق هذا الكابوس وبقيت سوريا واقفة علی اقدامها مضيفة صفحة لامعة اخری علی تاريخها المشرف، لكي تعرف الاجيال القادمة ان كيف سوريا قاومت عبر حلفائها الصادقون الذين ارسلوا رجالهم للدفاع عن هذا البد كـ حزب الله وكذلك حلفاء آخرون كـ ايران وروسيا وقفوا بكل قوة الی جانب الشعب السوري، حتی تمكن هذا الشعب في النهاية من قهر جميع اعدائه سواء كانوا من العربان او من بني صهيون او من الاوبيين عديمي الانصاف والانسانية.