الوقت: قال الشیخ السلفی فی مصر "محمد عبدالمقصود" فی تصریح له قبل اسبوع تقریبا , أن أعضاء حزب النور السلفی هم محسوبون علی جهاز أمن الدولة فی مصر.
وأضاف خلال لقاء له علی قناة "الجزیرة مباشر مصر" أنه لا ینتمی إلی أی فصیل إن کان الإخوان أو غیرهم لافتاً إلی أن وجود جماعة الاخوان مهم لحمایة وصیانة التیارات الإسلامیة الأخری ولیس هناک فصل بین الدین والسیاسة.
وبالنظر الی اداء حزب النور السلفی فی مصر منذ ثورة الخامس والعشرین من ینایر حتی الان یمکننا ان نری قیام هذا الحزب باتخاذ مواقف متناقضة فی المراحل المختلفة , فقد کان هذا الحزب یلوح فی زمن حکم جماعة الاخوان المسلمین بانه مع نظام جماعة الاخوان المسلمین لکنه مع بدء الاحتجاجات الشعبیة ضد حکم الرئیس المخلوع محمد مرسی غیر اتجاهه کلیا وانضم الی معسکر معارضی نظام الاخوان .
ویرجع بعض المراقبین سبب هذه الاستدارة من قبل حزب النور السلفی وتغییر توجهاته السیاسیة الی المیول التی کانت تعتری قادة هذا الحزب لنیل مناصب حکومیة فی حکومة مرسی واخفاقهم وفشلهم فی تحقیق هذا الهدف , لکن هناک مراقبون آخرون یعتقدون ان سبب هذه التغییرات المفاجئة فی مواقف حزب النور السلفی هو عمالة هذا الحزب للجهات الخارجیة مثل المملکة السعودیة فیما هناک فئة أخری من المراقبین وهم شخصیات مصریة یقولون بان التغییرات المفاجئة فی مواقف حزب النور السلفی فی المراحلالمختلفة مرده عمالة وانتماء اعضاء هذا الحزب الی جهاز أمن الدولة فی مصر , وتأتی تصریحات الشیخ محمد عبد المقصود الذی ینتمی الی التیار السلفی ایضا فی هذا السیاق حیث یؤکد عبد المقصود ان حزب النور هو صنیعة جهاز امن الدولة المصری ومحسوب علیه ویعمل وفق توجهات هذا الجهاز الأمنی المخابراتی .
ونظرا الی الهویة المشبوهة والمعقدة لحزب النور السلفی , یؤکد المراقبون ان علی الجمیع ان ینتبهوا الی الاهداف الخبیثة والمواقف الخطیرة والبرامج المریبة لهذا الحزب ویتعرفوا علی ماهیته بشکل ادق ویعلموا بان حزب النور السلفی لم یخطوا ابدا خطوة واحدة نحو تحقیق مصالح الشعب المصری ولم یسعی نحو انجاز هذا الهدف بل سعی دوما الی تحقیق مصالحه الذاتیة الضیقة والفئویة وقد تحول هذا الحزب من جهة أخری الی اداة بید الاجهزة الامنیة الداخلیة واطراف خارجیة لتحقیق مصالحهم وأهدافهم .
هذه المواقف لم تکن غریبة عن حزب النور لأنه کثیراً ما تم ضبطه متلبساً بمواقف "سریة" تتناقض مع مواقفه العلنیة، منها ما أدی فی وقت سابق إلی انشقاقات داخلیة واستقالات جماعیة لنحو 150 من قادته وأعضائه الفاعلین .
وتعلوا فی مصر المطالبات بحل حزب النور السلفی أو أی أحزاب وکیانات سیاسیة قائمة علی أساس دینی، استنادا إلی الدستور الجدید الذی یعد الرکیزة الأولی من رکائز خارطة المستقبل لکن حتی الان لم یتم حل هذا الحزب وان هذا الأمر والتغاضی الحکومی عن حزب النور السلفی ونشاطاته یدل علی الرضی الحکومی والرسمی عن اداء حزب النور السلفی حتی الان .
وتعتبر الدعوة السلفیة فی الاساس "غریبة" علی المجتمع المصری المسلم الذی عرف طوال تاریخه الاسلامی بالاعتدال ونبذ التطرف حیث وقف الازهر دوما فی وجه اطماع الوهابیة الآتیة من السعودیة والدعوات المماثلة الاخری مثل السلفیة وغیرها والتی تتغذی ایضا من اموال آل سعود الحکام فی السعودیة .
وتعمل السعودیة من جهة لتأسیس احزاب ذات تفکر وتوجه وهابی وسلفی وتکفیری فی مصر وتعطی هذا الامر طابعا دینیا وتضخ الاموال داخل مصر من اجل تحقیق هذا الهدف کما تسعی عبر ارسال المساعدات المالیة الی شراء مواقف المسؤولین المصریین الجدد , لکن فی نفس الوقت وفی تناقض فاضح نری بان السعودیة تدعم مالیا الکثیر من القنوات الفضائیة ومحطات اعلامیة فی مصر والتی تبتعد کل البعد عن القیم الاسلامیة وتبث برامج تعارض القیم الدینیة فی مصر وباقی البلدان , وفی الحقیقة , ترمی السیاسة السعودیة هذه الی ایجاد ادوات ضغط تابعة لها داخل المجتمع المصری ومنها حزب النور السلفی , وتستخدم الریاض هذه الادوات لتحقیق مصالحها علی الساحة المصریة , وأهمها منع ارساء الدیمقراطیة فی مصر والحؤول دون استعادة مصر لدورها الریادی فی المنطقة .