الوقت - منذ اندلاع الأزمة السوریة قبل ثلاث سنوات والعالم لا یزال رهینة لوسائل الإعلام المختلفة لمعرفة حقیقة ما یجری فی هذا البلد فی حین تستمر المساعی الغربیة لقلب الحقائق علی أرض الواقع رأسا علی عـقب من خلال توجیه اتهامات إلی القیادة السوریة بأی طریقة مهما کانت رخیصة ومنها اتهامه باستخدام الاسلحة الکیمیائیة ضد المعارضة واخفاء هذه الاسلحة .
فقد جاءت تصریحات رئیسة البعثة المشترکة لمنظمة حظر الأسلحة الکیمیائیة والأمم المتحدة المکلفة الإشراف علی نزع هذه الأسلحة فی سوریا (سیغرید کاغ) لتؤکد بطلان هذه الاتهامات . حیث اکدت فی مؤتمر صحفی عقدته الاحد فی دمشق أن الحکومة السوریة وفت بجمیع التزاماتها فی اتلاف ونقل الأسلحة الکیمیائیة التی لا یمکن إتلافها علی أراضی سوریا الی الخارج لتدمیرها حیث بلغت نسبة إنجاز الاتفاقیة 92 بالمئة.
وأکدت کاغ ایضا إن الحکومة السوریة کانت متعاونة جدا وبذلت وتبذل کل ما فی وسعها للتخلص من هذه الأسلحة ، معربة عن تفاؤلها باتمام الاتفاقیة قبل المهلة المحددة التی تنتهی فی 30 حزیران / یونیو المقبل، مشیرة فی الوقت نفسه الی أن مهلة الـ 27 نیسان المصرح عنها سابقا کانت مهلة حددتها دمشق عن حسن نیة بناء علی رغبتها بالإسراع فی عملیة التدمیر.
وأشارت هذه المسؤولة الأممیة إلی أن المهمة تنحصر فی المرحلة الحالیة بإخراج الـ 8 المئة المتبقیة من الأسلحة الکیمیائیة السوریة ضمن الظروف الحالیة بأسرع وقت ومنع وصولها إلی الأیادی الخطأ لأن تأثیر ذلک یمکن أن یکون سلبیا جدا ، مشیرة الی أن عوائق تدمیر القسم الصغیر جداً من هذه الاسلحة تتمثل فی صعوبة الوصول إلی مواقعها نظراً للظرف الأمنی فی البلاد، معربة عن تفاؤلها الشدید باقتراب انتهاء تدمیر هذا السلاح خاصة الدفعة الأخیرة التی ستوصل العمل إلی 100% بالارتکاز علی الإعلان المقدم من قبل سوریا.
فی هذه الاثناء اعتبر الکسی بوشکوف رئیس لجنة الشؤون الدولیة بمجلس الدوما الروسی اتهامات الولایات المتحدة الموجهة ضد القیادة السوریة حول استعمال اسلحة کیمیائیة بأنها یمکن ان تصبح ذریعة لشن الحرب بذات الطریقة التی اتهم بها الرئیس الامریکی السابق جورج بوش العراق بامتلاک سلاح نووی واتخذها ذریعة فیما بعد لشن الحرب علی هذا البلد عام 2003 .
بدورها أعلنت وزارة الخارجیة الروسیة أنها تملک أدلة تثبت أن السلطات السوریة لم تستخدم الأسلحة الکیمیائیة، ووفقا للمعطیات الموثوقة التی حصلت علیها فإن الادعاءات التی تطلقها الدول الغربیة فی هذا المضمار عاریة عن الصحة، وهی تمثل محاولة جدیدة لإیجاد ذریعة من أجل التدخل واستخدام القوة ضد سوریا ما یدفع للتفکیر بالأهداف الحقیقیة لمن بادر الی اطلاق هذه الادعاءات .
وکان الرئیس السوری بشار الأسد قد وافق فی أیلول/ سبتمر 2013 علی التخلص من الأسلحة الکیمیائیة التی بحوزة بلاده والإنضمام الی معاهدة منع نشر الأسلحة الکیمیائیة وهو ما أدی الی تراجع الولایات المتحدة ودول أخری عن توجیه ضربة عسکریة لهذا البلد علی خلفیة اتهام قیادته دون دلیل بتنفیذ هجوم کیمیائی.
و کانت دول غربیة فی مقدمتها امیرکا وبریطانیا وفرنسا قد اتهمت دمشق فی وقت سابق بإخفاء جزء من قدراتها الکیمیائیة طبقا لما اسمته معلومات مخابراتیة وصفها بشار الجعفری سفیر سوریا لدی الأمم المتحدة بأنها عمل صبیانی لا یستند الی حقائق أو مبادئ، مؤکدا أن هذه الدول غیر موثوق بها وبسیاساتها وإذا کان لدیها وثائق فعلیها أن تتقاسمها مع منظمة حظر الأسلحة الکیماویة بدلا من التظاهر بأن لدیها أدلة سریة .