الوقت – اثبت اجراء الانتخابات الرئاسیة الاخیرة فی افغانستان قدرة القوات الامنیة والعسکریة الافغانیة علی توفیر الامن فی البلاد دون الاستعانة بقوات اجنبیة . فرغم التهدیدات التی اطلقتها حرکة طالبان بضرب مراکز الاقتراع فی یوم الانتخابات تمکنت القوات الافغانیة من احباط الکثیر من هذه الهجمات الأمر الذی اثنی علیه الکثیر من المسؤولین والشخصیات الافغانیة فی مختلف انحاء البلاد واعتبروه دلیلا علی قدرة قوات بلادهم علی ادارة الملفین الامنی والعسکری دون الحاجة لقوات الناتو التی تقودها امیرکا منذ غزوها هذا البلد عام 2001 وحتی الآن .
ومنذ فترة طویلة یطالب الافغانیون بخروج قوات الناتو من اراضیهم وتسلیم القواعد التی تدیرها الی قوات افغانیة بعد ان اثبتت الایام عدم الحاجة للقوات الاجنبیة التی لا زالت تحتل البلد تحت ذریعة محاربة الارهاب .
وفی الاونة الاخیرة ونتیجة الضغوط التی تواجهها من قبل الشعب الافغانی وشخصیاته المؤثرة اذعنت امیرکا وحلفاؤها الغربیون للأمر الواقع ووافقوا علی ابرام اتفاق مع حکومة کرزای یهیء الارضیة لخروج قواتهم بشکل کامل من البلد فی نهایة العام الجاری 2014 الا ان ظروف الانتخابات الرئاسیة الافغانیة حالت دون توقیع هذا الاتفاق حتی الآن.
ورغم اصرار واشنطن علی ابقاء ما بین 12 الی 18 الف من قواتها فی افغانستان بحجة عدم استتباب الامن فی هذا البلد لا زال الشعب الافغانی وشخصیاته الفاعلة یطالبون بتوقیع هذه الاتفاقیة باسرع وقت ممکن والتمهید لاخراج جمیع قوات الاحتلال من بلادهم دون شروط .
ونتیجة لهذه الضغوط اضطرت القوات الاجنبیة اخیراً لتسلیم 335 قاعدة من قواعدها الی القوات الافغانیة لحد الآن علی أمل تسلیم قواعد اخری فی المستقبل القریب حسبما اکد اعضاء فی مجلس الامن الوطنی الافغانی ، مشددین علی ان القدرة التی اثبتتها القوات الامنیة والعسکریة الافغانیة علی توفیر الامن فی مختلف انحاء البلاد کانت السبب الرئیس وراء تحقق هذه الانجاز الکبیر .
وتجدر الاشارة الی ان القواعد التی انشأتها امریکا وحلفاؤها الغربیون فی افغانستان جاءت ضمن مخطط کبیر نفذته هذه الدول فی عدد من بلدان المنطقة ومن بینها افغانستان للسیطرة علی مقدراتها بحجة مکافحة الارهاب ولکن التجربة اثبتت ان الغایة من بناء هذه القواعد لم تکن سوی تحقیق اغراض استعماریة بعیدة المدی وهو ما حذرت منه الکثیر من الدول الاقلیمیة لاسیما ایران وروسیا ودعت الی انهاء وجود هذه القواعد باسرع وقت کونها تهدد لامن واستقرار المنطقة .
وفی الختام لابد من القول ان خروج قوات الناتو من افغانستان وتسلیم القواعد العسکریة الاجنبیة للقوات الافغانیة من شأنه أن یمهد الارضیة لتعزیز الامن والاستقرار فی هذا البلد الذی یرفض شعبه البقاء تحت نیر الاحتلال ویشعر بقدرته علی ادارة شؤونه بنفسه دون الحاجة الی تدخل اجنبی أو تحکم من ای جهة ترید فرض ارادتها علی هذا الشعب المکافح والطامح لنیل حریته واستقلاله وبناء حیاة حرة کریمة یسودها الامن والاستقرار بعیدا عن ای تدخل اجنبی .