الوقت - عام المسرح على مستوى الأقطار العربية كان مثمراً وجيداً أعطى جزءاً من اهتمامه للقضية الفلسطينية، وتعاطى بشفافية مع باقي الأوضاع. كما حرص على مراعاة الإبداع الفني في النتاج الرئيسي للمسارح.
بالإمكان اعتبار النشاط المسرحي العربي في العام الذي ينصرم، واحداً من أكثر المواسم إبداعاً نوعياً مع صفة ظلت غالبة عليه، وهي حضور الأسماء المحترفة ذات القاعدة الجماهيرية الواسعة. وبالتالي أعطى هذا المناخ قدراً من الأهمية الإضافية لمشاريع وعروض المسارح هذا العام.
القضية الفلسطينية كانت حاضرة في صدارة أحداث هذا العام، وكانت تنقل على المسارح مناخ الصمود الرائع للفلسطينيين في مواجهتهم لقوة الاحتلال الإسرائيلي في عملياتها ضد قطاع غزة.
العاصمة اللبنانية بيروت قدمت: "غزة عيتا الشعب غزة"، على مسرح مونو، إنتاج منظمة أطباء بلا حدود، وإخراج لينا أبيض. تديرها: ميرا صيداوي، ودارين شمس الدين.
وتواصلت ومنذ سنوات عروض: "طه"، المسرحية التي تتناول سيرة الشاعر الفلسطيني: طه محمد علي، في مونودراما للفنان عامر حليحل، شاركت في الدورة 14 لمهرجان: "وين ع رام الله".
كما عرفت القضية اهتماماً عالمياً من ملامحه المسرحية الأسبانية: "إسمي غزة"، لفرقة: أل سيركودي لوس سوميسوس، للمخرجين: فيكتور مانويل كينتيرو لاراتي، ونيلي كوندي، عن معاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تحت عنوان: "تواطؤ الصمت الدولي".
وشكل الحضور المسرحي على الساحة اللبنانية خصوصية تستدعي التوقف عندها. فرغم الأوضاع الصعبة السائدة على عدة أصعدة شهدت مسارح بيروت أعمالاً متدفقة في عددها إلى حد القول إنّ اللبناني كان بإمكانه مشاهدة مسرحية جديدة كل يوم. وكان الأنشط والأكثر حضوراً هنا وفي عدد من الدول العربية والعالمية الكاتب والمخرج والمنتج يحيى جابر مع مسرحيتي: "شو منلبس"، و"مجدرة حمرا"، وهما من بطولة الممثلة أنجو ريحان وحدها على المسرح، وعرض العملان ما بين دبي وكندا بنجاح لافت جداً. بينما عرفت مسرحية: "خيال صحرا"، للفنانين: جورج خباز، وعادل كرم، نجاحاً مدوياً على مسرح كازينو لبنان، مع عروض أخرى بين دبي وكندا أيضاً.
أما أحدث مسرحية وآخر ما عرفته ساحتنا فهي: "أنا وغيفارا"، للأخوين فريد وماهر الصباغ على مسرح جورج الخامس. لتبقى هناك أعمال عرفت نجاحاً في بيروت وسافرت أيضاً إلى دبي وكندا مثل: "فينوس"، للمخرج جاك مارون في نسخة جديدة لعب بطولتها: بديع أبو شقرا، و رولا بقسماتي - بديلة لزميلتها الفنانة ريتا حايك.
ومن الملامح الجديدة حضور فاعل كمي ونوعي للفنانين السوريين في السعودية من خلال "موسم الرياض"، على عدة أصعدة بينها المسرح، حيث تمّ العمل على 3 مشاريع: "ولادة مبكرة"، جمعت أيمن زيدان، وسوزان نجم الدين. والثانية: "عرس مطنطن"، مع قصي خولي، ونور علي. والثالثة: "سمن على عسل"، وفيها عدد من الأسما بينها: شكران مرتجى، وجمانة مراد. هذا عدا عدد من المسرحيات التي شهدتها مسارح دمشق على مدار العام 2025.
أما الخيار المصري الأول فكان مسرحية: "الملك لير"، للنجم الثمانيني يحيى الفخراني، يديره شادي سرور في عرض ضخم من إنتاج المسرح القومي المصري. وجاءت تزكية المسرحية عربياً اعتمادها كعرض افتتاحي للدورة الأخيرة من أيام قرطاج المسرحية، مع تقدير خاص حظي به الفنان الفخراني من وزارة الشؤون الثقافية في تونس.
ما أضأنا عليه هو أبرز العلامات التي أضاءت مسارح العرب عام 2025، ولاشك أنّ هناك عروضاً عديدة من دول عربية أخرى نجحت لكن كثرتها لا يتسع لها المجال هنا، لاستحالة إستيعاب عناوين وتفاصيل أكثر.
