الوقت - شكلت البطولات والتضحيات التي بذلها الفلسطينيون في قطاع غزة على مدى أكثر من عامين، مواضيع لأفلام إما خرجت من قلب فلسطين أو أنها أنجزت في المحيط العربي عن القضية وحولها.
لا نقاش بأنّ الزلزال الإيجابي الذي حرّك الرأي العام العالمي كان فيلم: "صوت هند رجب"، للتونسية كوثر بن هنية، وهو مرشح بقوة ليكون فائزاً بأوسكار "أفضل فيلم عالمي" غير ناطق بالإنكليزية، في الدورة 98 للجائزة، عن قصة الطفلة الفلسطينية التي قتلها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
كذلك حضرت القضية في الشريط الضخم والرائع: "فلسطين 36"، للمخرجة الفلسطينية، آن ماري جاسر، التي اختارت فريقاً عالمياً أمام الكاميرا، يتصدره النجم الإنكليزي الكبير جيريمي آيرونز، ومعه الفلسطينية العالمية، هيام عباس، والتونسي المتميز ظافر العابدين، وعبرهم توصل رسالة أخرى مهمة تحكي فيها حكاية أول مقاومة فلسطينية تكونت في ظل الاستعمار البريطاني، بدءاً من أواسط الثلاثينيات، مع أولى بوادر الهجمة الصهيونية لإغتصاب فلسطين عبر تهريب كميات كبيرة من الأسلحة عبر مرفأ يافا للعصابات الصهيونية.
على مدار 2025 استقبلت مهرجانات إقليمية وأخرى عالمية أشرطة فلسطينية بالعشرات سواء من إنتاج العام 2025 أو في الأعوام السابقة إنسجاماً مع ردة الفعل الإيجابية والرائعة للرأي العام العالمي في تضامنه مع الشعب الفلسطيني، أو من حلال تنظيمه تظاهرات حاشدة ما تزال مستمرة إلى الآن، دعماً للقضية وأهلها في غزة، منددين بالجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" على مدار الوقت ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم وأرزاقهم، من دون رادع من القوى الفاعلة في العالم.
الحضور النسائي النوعي خلف الكاميرا بدءاً من التونسية كوثر والفلسطينية آن ماري، امتد إلى ثالثة هي التونسية أريج السويجري، وفيلمها الذي نال العديد من الجوائز بعنوان: "سماء بلا أرض". وهنا برز إسم الممثل اللبناني جورج خباز في فيلمين على مستوى عالمي. وكانت المفارقة أنهما شاركا في وقت واحد ضمن آخر دورات مهرجان برلين السينمائي الدولي: "يونان"، للمخرج السوري المقيم في ألمانيا أمير فخر الدين، والثاني: "ألف سر ألف خطر"، للمخرج فيليب فلاردو صوره في مونتريال – كندا.
وكان مفرحاً ظهور بوادر سينمائية جيدة من القاهرة، وسط موجة من "أفلام الهلس" - الكوميدية - تحكمت في الصورة منذ عدة أعوام. فيلمان على الأقل كانا نموذجين لسينما مختلفة وواعدة بما هو أفضل: الأول لهادي الباجوري بعنوان: "هيبتا 2": المناظرة الأخيرة، الذي جمع مجموعة من الأسماء لمناقشة موضوع الحب الحقيقي بين الجنسين. والثاني للمخرج عمر رشدي حامد وعنوانه: "وفيها إيه يعني"، مع ماجد الكدواني ، وأسماء جلال، عن الحب بين الكبار الذين تعدوا الستين من العمر.
وحضرت السينما من إنتاج أردني لمخرجة فلسطينية أميركية شيرين دعيبس، عبر فيلم بعنوان: "اللي باقي منك"، وهو الفيلم الذي إاختارته الأردن لتمثيلها في مسابقة أوسكار "أفضل فيلم عالمي". ويبقى أنّ التجارب النوعية الممميزة متشعبة على الأقطار العربية بشكل إفرادي، وإذا ما استمرت الحال على هذا النحو فإنّ تياراً سينمائياً عربياً في طريقه للتشكل.
